Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Jul-2018

في رحيل رائد الحوار الديني الكاردينال توران - الاب رفعت بدر

 الراي - برحيل نيافة الكاردينال جان الويس توران، رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان في الفاتيكان،عن عمر 75 سنة، خسر عالم الحوار الديني ومؤسساته واحدا من اهم رموزه وشخصياته العالمية. ولد توران في فرنسا في 5 نيسان 1943، وسمي كاهنًا في 20 أيلول 1969، ونال درجة الأسقفية في 1 كانون أول عام 1990 .وسُمّي كاردينالاً في 21 تشرين أول 2003 ،وعمل وزيرا لخارجية الفاتيكان، وهو الذي أعلن عن انتخاب البابا فرنسيس في 13 آذار 2013 .ومنذ عام 2007 عيّن الكاردينال توران رئيسًا للمجلس البابوي للحوار بين الأديان وبقي الى ساعةرحيله.

زار الكاردينال جان لويس توران الأردن عدّة مرات، وهو الذي هندس اقامة العلاقات الدبلوماسية بين الكرسي الرسولي والاردن في ٤ اذار عام ١٩٩٤ ،اذ كان وزيرا للخارجية، وزار الاردن في ٩ تموز من ذلك العام، والتقى بالملك الحسين بن طلال رحمه االله. وقد رافق البابا بندكتس السادس عشر في زيارته عام 2009 ،وبالأخص في الزيارة التاريخية لمسجد الحسين بن طلال. كما رافق البابا فرنسيس في زيارته في أيار 2014 .وشارك في المملكة بالعديد من المؤتمرات، وبالأخص مع مؤسسة آل البيت للفكر الإسلامي، في اجتماعات المنتدى الإسلامي-الكاثوليكي الدائم الذي تأسس على وثيقة "كلمة سواء" التي أطلقها الأردن، برئاسة الأمير غازي بن محمد عام 2007 .كما ترأس وفود الفاتيكان في عدة مؤتمرات في الاردن والفاتيكان عقدت مع المعهد الملكي للدراسات الدينية.
ومن أبرز مشاركاته على الأرض الأردنية، حضوره لمؤتمر "التحديات التي تواجه العرب المسيحيين"، والذي عقد بدعوة ورعاية جلالة الملك عبداالله الثاني ابن الحسين، من 3- 4 أيلول 2013 ،وألقى توران كلمة مهمة جاء فيها: "دعونا نستمر بالعيش بعضنا مع بعض مسيحيين ومسلمين،في تذكير الجميع أن الدين والعنف لا يتفقان".
رحم االله الفقيد الكبير، ورائد الحوار بين الأديان، الذي لم يثنه مرض الباركينسون عن القيام بواجبات حوارية كبيرة، من أبرزها إعادة الحوار بين الفاتيكان والأزهر عام 2017، وترؤسه لوفد الفاتيكان في مؤتمر دولي عُقد في الأزهر، وكذلك زيارته إلى القدس الشريف ودعوته المستمرة الى ان تكون القدس عاصمة لشعبين ولأتباع الديانات الثلاث، كما في الدوحة وفيينا وبيروت، والزيارة التاريخية الأولى إلى المملكة العربية السعودية قبل اشهر قليلة، برفقة سكرتيره الأردني المونسنيور خالد عكشة الذي يعمل هو أيضًا في مجال الحوار الديني في الفاتيكان منذ 25 عامًا.
وبعد، وفيما ينتظر العالم تعيين الشخص الذي سيكمل ارث رائد الحوار توران، نقول:
إنّ رحيل هذا الفارس صاحب القلب الكبير والعقل المنير يجعلنا نترحم على روحه الطاهرة، ونشكر االله تعالى على الإرث الثقافي والفكري والعلاقات والصداقات الإنسانية التي نسجها بين أتباع الأديان. كما أنه يجعلنا نركز على ما يجمع أكثر مما يفرق لأنه، وكما قال الكاردينال في الأزهر العام الماضي: "إن مواصلة السير على دروب الحوار هو هديّة وغنى للإنسانية، بينما تجميد الحوار، أو توقيفه، ما هو إلا هديّة للعنف والإرهاب