Tuesday 23rd of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    20-Jul-2018

لنصلِّ من أجل معجزة في محيط غزة - جدعون ليفي
 
هآرتس
 
الغد- معجزة كبيرة في مستوطنة تكوما، جمرة حملتها طائرة ورقية من غزة سقطت في ساحة روضة أطفال. المربية سمت ما رأته في السماء كجمرة بحجم الاصبع، لقد كانت أول من شاهدتها وسارعت إلى ادخال الأطفال إلى الغرفة الآمنة. طفل صغير يعتمر قبعة كبيرة قال إن ذلك كان معجزة.
مراسل قناة "كان 11" في الجنوب، لم يفوت الفرصة لشرح ابعاد الكارثة التي منعت: الجمرة سقطت على بعد عدة امتار من سطح الجوت، مادة قابلة للاشتعال لو انها اشتعلت فإن كل الأطفال في الروضة كانوا سيموتون حرقا. وربما امتدت النيران إلى كل بيوت الموشاف. ربما كانت ستدمر كل الجنوب، ومن هناك الطريق إلى تدمير الدولة كانت قصيرة. تقريبا تريبلنكا في تكوما وكل ذلك منع بفضل المعجزة.
البقعة الصغيرة على الرمل، مثل تلك التي يسببها عود ثقاب تم رميه، تناقض وصف يوم القيامة للمراسل الميداني، تضخيم ما حدث في روضة الأطفال، لكن مع معجزات ومع عجائب.
أيام الطائرات الورقية مرتبطة لدينا بالمعجزات. حقيقة أن أشخاصا اصيبوا في الأشهر الأخيرة بسبب الحلاقة أكثر من الذين اصيبوا بسبب الطائرات الورقية، تنسب جميعها للمعجزات. ليس هناك يوم بدون أن يكون فيه تقارير صاخبة لمراسل ميداني عن كارثة منعت بطريق معجزة. صاروخ القسام الذي سقط بالقرب من الطائرة الورقية التي تم اطفاؤها في اللحظة الاخيرة – هكذا يقودون الحملة المؤقتة جيدا عندما يتوجب الخروج اخيرا إلى حرب نحن نتوق لها جدا. في هذه الاثناء فإن دولة تصف قيامها بحدث اعجازي تواصل العيش على معجزاتها حتى عندما اصبحت دولة عظمى اقليمية.
المعجزات تعظم الخطر. هذا جيد للجميع. إذا كانت جمرة لم تصب أحدا هي معجزة طائرة، فعندها من الواضح أنه لولا المعجزة لكانت حدثت كارثة. من الواضح أن بوسع جمرة أن تؤدي إلى القتل، ولهذا يجب شن حرب. ولكن الحقيقة هي أن أي طائرة ورقية وحتى ليس بالونا بما في ذلك ليس بالون الهيليوم الذي هو الصرخة الاخيرة في الصناعة العسكرية في غزة، لم تضر أحدا حتى الآن. واحتمال حدوث ذلك ضئيل.
الطائرات الورقية تضر بالبيئة والزراعة، الحيوانات والنباتات، هذا هم كبير، لكن ليس ذريعة للحرب. أبدا لم يكن كذلك. لم تولد الحرب التي من المبرر شنها بسبب طيارة. تقارير المعجزات استهدفت تغيير هذا الوضع. لا تروا الجمرة الطائرة داخل هذا الجسم المشتعل، فهذا الجسم هو مثل الصاروخ العابر. فقط بمعجزة لم ينفجر، لهذا يجب ضرب غزة.
ثقافة المعجزات تعيدنا إلى الوعد الالهي، أصل وجودنا هنا. لا تستخفوا به. معجزات لا تحدث في غزة. هناك القناصة، الطيارون، الطائرات بدون طيار، القذائف والقنابل تصيب وتقتل، بدون أي افتراض للمعجزات. المعجزات هي فقط للشعب المختار، والمعجزات أيضا تعيدنا إلى كذبة وكأنها حرب تقريبا بين طرفين متساويين، غزة وإسرائيل. لولا المعجزة لكانت حماس ربما قد دمرتنا.
بفضل الكذب يمكن بالطبع قصف بدون قيود والادعاء أن هذا ما يحدث في الحرب. ولكن هجمات الجيش في غزة لم تكن في أي يوم حرب. لأنه لا يوجد شيء قريب من الجيش كان واقفا امامه. المعجزات لم تمنع الكوارث، بل فقط الضآلة التي تثير الشفقة للطرف الثاني. لغزة لا يوجد جيش ولا سلاح. وبالتأكيد ليس مثل التي تشكل تهديد أي كان على الجيش. وحتى ليس على سبيل المزاح.
الحرائق في الجنوب مرهقة. الحياة في الجنوب صعبة. أي ضربة عسكرية لن تحل ضائقة الحياة على جانبي الجدار. وأي معجزة لن تنقذ إسرائيل من الحاجة إلى تغيير الاتجاه بصورة دراماتيكية. والانتقال من الوقاحة والعدوانية العسكرية إلى الانسانية والرحمة. وهذا أمر لا يوجد لإسرائيل أي ذرة أمل في البدء بالقيام به. حتى ذلك الحين سنعيش من معجزة إلى اخرى، من هجوم إلى هجوم على غزة، المصابة والنازفة، التي لا تحدث فيها معجزات مثلما هي الحال عندنا، فقط لديها القتل والدمار.