Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    21-Jun-2018

يتواصَلْ مُستقبَل تحالُف «الشُّيوعِي العِراقي» و«الشِّيعي المُعَمَّم»... جَدَل في العراق.. الغارق في ازماته - محمد خروب

الراي -  المتدحرِجة, وخصوصا السِجالات والتراشقات الكلامية والمناورات الحزبيّة, التي اندلعت بعد النتائج غير الحاسِمة لانتخابات الثاني عشر من ايار الماضي، يتواصَل الجدَل الصاخِب في صفوف الحزب الشيوعي العراقي, إثر الخطوة الدراماتيكية (ولكن غير المفاجِئة) التي أقدم عليها زعيم التيار الصدري المُعمّم مقتدى الصدر بتحالفِه مع «كتلة الفتح» التي يقودها هادي العامري، في استدارَة شكّلت لقيادة وكوادر هذا الحزب العلماني العريق, ابن الـ»83«عاماً منذ إشهاره رسميا كحزبٍ شيوعي عراقي في العام 1935«....صدمة», ما تزال اصداؤها تتردّد في النقاشات والبيانات والتصريحات الغاضِبة والمندِّدة برَّد فعل الحزب «الرخو والخجول» على ما وصَفَه البعض بــ»الطعنة» التي سدّدها زعيم تحالف الذي شارك الحزب والقوى المدنية الاحتجاجات التي اندلعت في العام 2015 وما بعده, ورفعوا شعارات ترفُض «سائرون», الذي انخرَط في الحزب الشيوعي العراقي وبعض قوى «التيّارالمدنِي» ظنا منها ان الصدر وتياره المحاصصة الطائفية, سواء في تشكيل الحكومات ام في التحالفات السياسية والإنتخابية، يمكنه (الصدر) تشكيل حالٍ مختلفة, عن السائد السياسي والحزبي العراقي, الذي تبلّوَر بعد الغزو الاميركي البريطاني للعراق, واسهم في انزلاق العراق الى حال غير مسبوقة من الانقسامات والفساد والفرز الطائفي والمذهبي والعِرقي.. البغيض.

صحيح ان كتلة «سائرون» تقدّمت القوائم المتنافسة, وصحيح ايضا ان انضمام الحزب الشيوعي العراقي و
قوى التيار المدني الى هذا التحالف, قد اسهم في حصول «سائرون» على «54 «مقعداً, وهو «رقم» لم يكن
ليتوفّر عليه التيار الصدري لولا «الصِبغَة المدنية» التي «تلوَّن» بها في اللحظة الاخيرة التي سبقت اغلاق باب
الترشيح، بدليل ان الصدريين (كتلة الأحرار حينذاك) لم يحصلوا في انتخابات عام 2014 الاّ على 34 مقعدا،
كذلك صحيح ايضا ان الحزب الشيوعي لم يحصل سوى على «مقعدَيْن» من ضمن «14 «مقعداً حصل عليها
التيار المدني, الذي يتوفّر الآن على «اثني عشر» مقعدا، ما يحول دون دور فاعل لهذا الحزب إذا ما حاوَل
ممارسة ضغط مؤثِّر على قيادة التيار الصدري وخصوصا زعيمه المُعمّم. الذي تقول سيرته (منذ بروزه
«المتدرِّج» بعد الاحتلال) انه لا يثبُت على موقف سياسي, ولا يحترِم تحالفا او يواصِل الالتزام به, الامر الذي
أسهم في إبداء القوى السياسية والحزبية الأُخرى... شيعية، ام سُنيّة ام كردية, المزيد من الحذَر تجاه دعواتِه
وشعاراتِه وخطواتِه التي لا يُمكن التنبؤ بها او الرِهان عليها.
هنا.. تجد قيادة الحزب الشيوعي نفسها في مأزق كبير, فهي تُخاطِر بمزيد من التمزّق والإنقسامات في صفوفها, التي لم تبرأ بعد من مرحلة سكرتير الحزب السابِق حميد مجيد موسى, الذي ورّط الحزب في اللعبة الطائفية للمحتَل الاميركي,عندما «قبِلَ» ان يكون عضواً في «مجلس الحُكم» الذي شكّله «بريمر», ليس كـ»شيوعِي» او ممثلاً لتيار مدني, وانما على أُسس طائفية (شيعي)، موجِّها ضربة قاصمة لمناضلي الحزب, الذين هالهم سلوكاً مشبوهاً كهذا, يناقِض في شكل جذرِي, تاريخ الحزب وتضحيات مناضِليه طوال عقود طويلة.
لم ينسحب الحزب(حتى الآن) من تحالف سائرون, بعد «الصفقة» مجهولة التفاصيل التي عقدها الصدر مع
العامري, وبخاصة ان الحزب «عَلِمَ» عن التحالف «الجديد» بين سائرون والفتح.. من وسائل الاعلام. ما يعني ان
الصدر لم يعنيهِ الحزب ولا حتى التفكير بمجرد «أخذ رأيه» في مسألة كهذه, ورغم الغضب الذي استبدّبمعظم كوادر الحزب وارتفاع الاصوات المطالِبة بالانسحاب, الاّ ان عضوا في اللجنة المركزية للحزب خرج عليهم برأي مثير للريبة والإستغراب مُفاده: انه «...طالما ان التحالف الجديد (الفتح وسائرون) يُحقِّق تطلّعات الشعب وتقديم الخدمات وتوفير مساحة من الحريات.. فنحن معه(..)، لأن اهداف الحزب مدنية، مُضيفاً – نحن لا نفكِّر في الإنسحاب حالياً من تحالف سائرون, فالانسحاب – قال لا فض فوه –... خيارنا الأخير».
منطق غريب يدفع للتساؤل عن حجم وقوة هذا «التيّار» داخل حزب انكمَش وتراجَع دوره ونفوذه, وتقلصت قاعدته الاجتماعية والجماهيرية, رغم انه كان احد ابرز «اللاعبين» والمؤثِّرِين في المشهد العراقي منذ ثلاثينيات القرن الماضي، وكانت «مواقِفه» هي البوصلة التي تتوجّه نحوها معظم القوى السياسية والحزبية, سواء التي كانت «تحترم» نضالاته ومبدئِيّته, ام تلك التي تُناصبه العِداء وبخاصة بعد ثورة 14 تموز 1958 وما تلاها من انقلابات عسكرية, والمطاردات والإعدامات التي طالت قيادات الحزب وكوادره.
ما يلفت الانتباه ان اجتماعا للمجلس الاستشاري للحزب الشيوعي العراقي, انعقد بعد الاعلان عن تحالف «سائرون والفتح» وسط خلافات حادّة, خرج بعده بجملة من «الشروط» دعا التيار الصدري الى الإلتزام بها و»الاّ» فانه (الحزب) سيذهب باتجاه فكِّ تحالفه معه، تقول ابرز هذه الشروط: بضرورة الإبتعاد عن تشكيل حكومة مُحاصَصة, وعدم القبول بتشكيل تحالفات على أُسس طائفية, والمُضِي قُدماً باجراءات التغيير والإصلاح
التي رفعها الحزب الشيوعي, في ساحات التظاهر منذ العام 2015« هنا يفرِض السؤال الغاضِب نفسه: مَنْ يضحَك على مَنْ؟.
وكأني بواضعي تلك الشروط ليسوا عراقيين, او كأنهم يعيشون خارج العراق. فهل يُصدِّق عاقل ان العراق
بعد انتخابات 12 ايار 2018 قد «شُفِي» تماما من امراض الطائفية و»قانون» المحاصَصة المذهبية والعِرقية؟
وانتقل فجأة الى دائرة «الدولة المدنية»؟
يجدر بأصحاب «الشروط»هؤلاء, ان يُدقِّقوا جيداً في المعنى العميق التي انطوت عليها تحذيرات «رفيقهم»..
حسان عاطف, عندما قال: إن الاسلام السياسي هو أَلدُّ أعداء الحزب، فهو يسعى الى تهميشه وإنهاء دوره
في المجتمع»..
فهل ثمّة مَنْ يقرَأ او يَسمَع.. أو يتّعِظْ؟.
kharroub@jpf.com.jo