Sunday 8th of September 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    24-Jul-2024

ترامب ونتنياهو يفضلان مصالحهما الشخصية

 الغد-هآرتس

 يوعنا غونين
 
 
 
من غير المهم ما الذي تفكرون به حول ولاية الرئيس جو بايدن. فنزوله عن المنصة هو اللحظة التي لا يمكن أن تثير الندم والتعاطف. مثل بطل شكسبيري بمجده وعماه جلب على نفسه سقوطه، فإن الزعيم العجوز يرى رجاله المخلصين يتركونه واحدا تلو الآخر، وحتى جسده يخونه، وهو غارق في مشكلة كبيرة ويواجه صعوبة في فهم كيف حدث كل ذلك.
 
في لحظة كهذه أيضا أعداء أَلِدَّة اعتادوا على إعطاء القليل من الرحمة وإظهار مستوى معين من التسامح، سواء من خلال تأكيد السخاء أو من خلال الاعتراف الصادق بالإنسانية المشتركة لنا جميعا، التي تمكننا من تشخيص أجزاء فينا في كل مأساة كبيرة. دونالد ترامب ليس كذلك. فهو شخص لا يعرف التسامح حتى لو تم تثبيته على الحائط.
"جو بايدن الفاسد هو الرئيس الأسوأ في تاريخ الأمة"، كتب ترامب في شبكة "تروث سوشيال" في أعقاب إعلان بايدن عن انسحابه. من هناك نزل كالعادة الى سلسلة أقوال منفلتة العقال، أن بايدن تم تحطيمه في المواجهة بينهما، وأنه غير مصاب بالكورونا، وأن وضعه الذهني سيئ جدا إلى درجة أنه لا توجد لديه أي فكرة عن مكان وجوده. لم يظهر أي ذرة من الرحمة إزاء سقوط عدوه، فقط عداء وكراهية وتطاول مخجل يصل إلى مدى رؤية العين.
ترامب هو في الحقيقة شخص نرجسي ومتخلف عقليا. لكنه يفهم بعض الأمور في التسويق، ويعرف كيفية تشغيل الناس. هو يتصرف بهذا الشكل لأنه يعرف أن من يؤيدونه ليس فقط يوافقون على ذلك، بل هم متعطشون إليه. هم يطمحون إلى رؤيته وهو يركل شخصا مصابا ويتبول على مسلمات الحشمة واللباقة ويكشف الجوانب السادية المظلمة للنفس البشرية.
زعماء مثله يحولون السياسة الأنيقة إلى ساحة مصارعة، مكان يأتون إليه ليس من أجل أمور مهمة مثل الدفع قدما بالسياسة والقيام بمهمات عامة، بل من أجل المتعة والمال والسلطة، ويجرون خلفهم أشخاصا نسوا أنه في مثل هذه الساحة كل واحد، أيضا هم، يمكن أن يتم رميه مثل فريسة للأسود على خلفية هتافات الجمهور.
لا يمكن الكتابة عن ترامب باللغة العبرية بدون الكتابة عن بنيامين نتيناهو: سياسي لا توجد لديه أي كوابح أو قيم، وهو لا يرتدع عن استخدام أي شيء، وهو مستعد للكذب والتحريض وتدمير دولته من أجل الحفاظ على بقائه في الحكم.
هذا الزعيم لا يوجد في فضاء فارغ. فهو بحاجة إلى جمهور كبير من المؤيدين الذين يستمتعون معه بالشعور بالثمل لغياب القانون والأخلاق، والحلم الصبياني بوجود غير مقيد وبإيذاء الناس عندما يكونون في ذروة الضعف (تل أبيب، أيار 2024: شخص ابن 67 سنة فقد ابنته وزوجها وأولادهما الثلاثة في 7 تشرين الأول، مرمي على الأرض واثنان يقومان بركله في رأسه وظهره).
 البيبي مثل الترامبي، يقسّم العالم إلى خير مطلق وشر مطلق، ويعتبر القائد نوعا من الذي يثير الخوف ويوجد فوق القانون، والذي يجب أن ينتصر بأي ثمن كي ينقذ الأمة من الكارثة. ولكن في نهاية المطاف هذا القائد هو الكارثة التي ستدمر الأمة بعد إدخالها في دوامة الكذب والفساد، ويفكك أسسها من أجل تحقيقه مآربه الشخصية.
 في قرار انسحابه فعل بايدن العكس، فقد وضع مصالح الدولة فوق مصالحه الشخصية وذكرنا أن السياسة المسمومة لترامب ونتنياهو ليست الخيار الوحيد. القوة التي لا حدود لها هي المادة التي منها يتم بناء الدكتاتوريات، ومن هذا الوهم الخطير كان لدينا ما يكفي وزيادة.