Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    08-Feb-2018

الأوراق النقاشية الملكية عنوان مرحلة - هايل عيد الشرفات

 الراي - احتوت الاوراق النقاشية الملكية على مجموعة من العناوين المهمة، تراوحت بين «مسيرتنا نحو بناء الديمقراطية المتجددة» ثم «تطوير نظامنا الديمقراطي لخدمة الاردنيين» ثم «ادوار تنتظرنا لنجاح ديمقراطيتنا المتجددة» ثم الورقة الرابعة وعنوانها «نحو تمكين ديمقراطي ومواطنة فاعلة» ثم العنوان المهم «تعميق التحول الديمقراطي – الاهداف والمنجزات، والاعراف السياسية» وتمحورت الاوراق النقاشية السادسة والسابعة حول تعميق كل ما ورد في الاوراق النقاشية السابقة، الا انها تضمنت في ثناياها مجموعة من المبادئ والافكار التي اشار اليها جلالة الملك وأكد اهمية متابعتها على جميع المستويات، فالعناوين السابقة أكدت في مجملها موضوع الديمقراطية وتطوير النظام الديمقراطي والمواطنة الفاعلة التي تحمل كل معاني المسؤولية والحقوق والواجبات.

 
من كل ما سبق ومن خلال العناوين الواضحة فاننا نجد ان جلالة الملك وضع الخطوط العريضة للمرحلة القادمة كما تعمق في تحديد المفاهيم وسبل تحقيق ذلك، فالاوراق النقاشية لم تكن موجزة او مجرد عناوين، لا بل انها تطرقت الى جوانب جزئية، ونقاط دقيقة، قابلة للفهم والتطبيق لكل من يفهم محتواها، كما انها احتوت مفاهيم تجذير الديمقراطية ورعايتها وتنميتها من خلال الأطر القانونية والادارية، وشكلت عنوان مرحلة لكل من اطلع عليها ولكل من غاص في مضامينها، وفّهِم محتوياتها فهي في المجمل اطار قانوني تحمل كل ما تحمله النصوص القانونية من معاني والفاظ وتحمل في داخلها روحاً كروح النصوص القانونية، هذا بالنسبة للمتخصص في المجال القانوني، كما انها تحمل كل معاني النظريات الادارية والاجتماعية لمن كانت معارفهم ادارية واجتماعية وتضمنت معاني تربوية وثقافية لمن تخصص في هذا المجال، نعم الاوراق النقاشية الملكية عنوان كبير لمرحلة جديدة، اختطها جلالة الملك كما ان محتوياتها تضمنت المجالات التالية:
1 -المجال الاقتصادي
حملت الاوراق النقاشية نظرية جديدة في المجال الاقتصادي، تعتمد هذه النظرية على المقدرات الاقتصادية للمملكة الاردنية الهاشمية، مع اشارات على القدرة لتعظيم هذه الامكانيات وتفعيلها والاستفادة من الفرص القائمة والمتاحة لمن اراد ويريد ذلك، فالاردن يتمتع بقدرات اقتصادية كامنة في ارضه وبحره الميت وبحر من الفوسفات الذي يتعاضم دوره في ظل الثورة الزراعية التي اندلعت في العديد من دول العالم والتي تشكل بالنسبة لتلك الدول ما يشبه الثورة الصناعية في اوروبا.
2 -المجال الصناعي حملت الاوراق النقاشية نقاطا مضيئة لتحقيق تقدم صناعي في عدة مجالات تتحقق من الاستفادة من موقع الاردن الجغرافي وكذلك الاستفادة من الوضع الامني الذي يشجع الشركات العملاقة على الاستثمار في المملكة وفتح فروع لها تضمن لها القدرة للوصول الى اسواق الشرق الاوسط المتعطشة لكل ما هو جديد في مجالات تكنولوجيا الطاقة والاتصالات والمواصلات وهندسة الالكترونيات.
3 -المجال الاجتماعي تضمنت الاوراق النقاشية فقرات مهمة لاصلاح الوضع الاجتماعي لكل فئات المجتمع الاردني حيث تحسست مشاكلنا وحلولها وتضمنت نظرة ثاقبة لاهمية قيام الجهات الحكومية والاهلية بالتكاتف للوصول الى بؤر الفقر ودعمها ودعم الطبقة الوسطى للتغلب على العقبات التي تواجهها والتي تعيق تطورها وتمنع قيام حركة التذمر الاجتماعي.
4 -المجال الثقافي: تحسست الاوراق النقاشية ما يعانيه مجتمع الشباب بشكل خاص والمجتمع بشكل عام من مشاكل ثقافية وضعف عام في هذا المجال، هذا الضعف الناجم عن اغفال المناهج التربوية او المواد الدراسية على اختلاف مراحلها لاهمية الثقافة بكل جوانبها سواء كانت ثقافة دينية او ثقافة تربوية او ثقافة بعادات واعراف وقيم المجتمع الاردني ودعت الى التمسك بمكارم الاخلاق كمنطلق لتحقيق ثقافة تقودنا نحو التقدم.
5 -تنمية القوى البشرية وتطوير قدراتها وذلك لانها تشكل الرافعة الحقيقية لاقتصاد الدولة وازدهارها والشباب هم هدف خطط تنمية القوى البشرية ذلك انهم يشكلون نسبة عالية من التعداد البشري وهم القادرون على احداث تغيير حقيقي في بنية المجتمع، وذلك من خلال توجيههم نحو الدراسات العلمية والعملية.. الدراسات المهنية التي هي السبل الحقيقي لاحداث نهضة صناعية تتماشى مع الواقع الاقتصادي الذي نعيشه وقد اشار جلالة الملك في اكثر من مناسبة الى ضرورة توجيه الشباب نحو التعليم المهني، فقد تشبع المجتمع بخريجي الجامعات من التخصصات الادبية مع الاحترام فابيات الشعر لا تحصد حقلا.
 
وكخلاصة لما تقدم، فان الاوراق النقاشية تتطلب من العديد من الجهات ان تخصص لجان او هيئات لدراسة هذه الوثائق لجان قانونية واقتصادية واجتماعية وثقافية مهمتها ليس فقط قراءة هذه الاوراق بل استخراج المعاني الحقيقية وفهم روح هذه الاوراق، نعم مهمتها استخلاص ما احتوته من كنوز كامنة والاستفادة منها كلا في مجال عمله ونطاق سلطاته.
 
نعم الامر يتطلب من وزارة التربية والتعليم ادراج هذه النصوص والافكار في مناهج تدخل ضمن مادة التربية الوطنية، او تخصيص منها خاص بها يدرس اعتبارا من الفصل الدراسي الثاني في المناهج الدراسية للمراحل الدراسية عامة في المدارس والجامعات والمعاهد المدنية والعسكرية ليتم تدريسها من قبل اشخاص مختصين ومؤهلين لهذه الغاية، لا ان يعهد بها لمدرسي مواد الاجتماعيات او المواد الرياضية والفنية!!..
 
نعم اذا اردنا فهم هذه الاوراق فيجب النظر اليها بانها عنوان مرحلة جديدة ارادها سيد البلاد كمدخل لاصلاح الخلل الذي اصاب المناهج الدراسية، ومناهج الاستعداد لدخول القرن الحادي والعشرين والذي تخلفنا فيها لبعض الوقت معتقدين ان هناك من المسؤولين ومخططي المستقبل من هم مستعدين لها بينما كانوا في سبات عميق مما استدعى تدخل جلالة الملك لايقاظهم من سباتهم ووضع الخطوط العريضة، للمرحلة القادمة وهذا ما اشار اليه جلالته في اجتماعاته الاخيرة مع مجلس الوزراء او امام رؤساء اللجان النيابية.
 
نعم.. مطلوب وضع خطط استراتيجية مستقبلية لاصلاح النظام التربوي والتعليمي واصلاح مسارات الاقتصاد والاجتماع وكافة المسارات الاخرى والتساؤل الذي يطرح الآن بعد كل الاشارات والتوجهات الملكية السامية هل استوعبت الوزارات والهيئاتوالمؤسسات الطروحات  الملكية وفهمت محتواها.. ام انها ما زالت في سباتها.. تقوم بعملها الروتيني بعيدا عن الابداع واستشراق المستقبل.. السؤال يحتاج الى اجابة
فهل من مجيب؟!.
*عقيد متقاعد