جفرا نيوز -  د. محمد أبو بكر -

 

يعتبر توفيق أبو الهدى من رؤساء الحكومات الأقوياء الذين مرّوا في حياتنا السياسية منذ ثلاثينيات القرن الماضي حتى بدايات الستينيات ، وهو الذي شكّل الحكومة 12 مرّة في عهد الملوك الثلاثة ؛ رحمهم الله .

 

وقّع أبو الهدى كتابا لترفيع مجموعة من كبار الموظفين الذين يستحقون ذلك ، ثمّ رفع الكتاب للملك عبدالله الأول للمصادقة عليه ، بحيث تصدر الإرادة الملكية بالترفيع .

 

فوجيء أبو الهدى بأنّ الملك صادق على كافة الترفيعات باستثناء موظف واحد هو المرحوم محمد أديب العامري والذي أصبح فيما بعد وزيرا للتربية والتعليم .

 

ذهب رئيس الحكومة للملك واستفسر منه حول عدم المصادقة على ترفيع العامري ، فكانت إجابة الملك أنّه لا يحبّ هذا الموظف ، فخاطبه أبو الهدى قائلا .. ياسيدي ، هذا الرجل من أكفأ الموظفين في الحكومة ، والعمل الحكومي لا يوجد فيه عواطف ، المهم هو الكفاءة .

 

أصرّ الملك على موقفه ، وحينئذ ؛ وضع أبو الهدى استقالته بين يدي الملك إن لم يصادق على ترفيع الموظف العامري ، وهذا الموقف نال إعجاب الملك حين رأى الدفاع المستميت من رئيس الوزراء بحقّ أحد الموظفين الأكفاء ، ثم وضع توقيعه وصادق على ترفيعه .