Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    22-Sep-2019

ليس حباً بالنقابة ولكن كرهاً بالحكومة*فايز الفايز

 الراي-في نهاية الأسبوع نشرت رأياً عبر صفحتي في «فيسبوك» في ما يتعلق بتقاعس المسؤولين وأزمة نقابة المعلمين، فتلقيت، بعد ذلك، إتصالا من رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز شرح خلاله وجهة نظره في ما يتعلق بقضية النقابة، نافيا أي دور له كرئيس لمجلس الأعيان في ماراثون الرد والصّد مع مجلس النقابة، وكشف عن تفاصيل اجتماع لجنة التربية والتعليم مع المرحوم الأستاذ أحمد الحجايا نقيب المعلمين، مؤكدا أن الحجايا رحمه الله قد شدد أن لا نية إطلاقا لإعلان إضراب للمعلمين، وأن التفاوض مع الحكومة سيبقى لتحقيق المطالب، وهذا ينفي «شماعة الحجايا» التي يروجها مجلس النقابة والذي أدارت رئاسته الظهر لاجتماع الحكومة، والقسم بروح المرحوم لننتقمن بالإضراب.

 
بيان النقابة أمس والتصريحات الأخيرة لنائب نقيب المعلمين المبشرة بالتصعيد وإقامة تظاهرة في مسقط رأس المرحوم الحجايا، عدا عن كونه نهج كسر عظم، فهو استغلال لروح المرحوم ومحاكاة لتظاهرات أصحاب الرايات الحمرا حينما صنعوا نبيا لهم اسمه «تشي غيفارا»، فمات غيفارا واليسار العالمي لا زال يدخن السيجار عن روحه، وهذا مقارنة مع ما صرح به مجلس الأعيان يعتبر افتآت على الحقيقة، فمطلب قطاع المعلمين حق بغض النظر عن تفاوت القيمة ما بين المعلمين المتقاعدين سابقا وما بين رواتب المعلمين اليوم، ولكن تعنت النقابة يقابله تعنت الحكومة هو «حق يراد به باطل»، وحطب نارهم الطلاب والأهالي الذين ضاع منهم الأسبوع الثاني، فما هي حقيقة الموضوع، وما الذي يريده الطرفان ومتى يأتي الحل؟
 
نحن مع تحسين ورفع سوية رواتب المعلمين والحفاظ على قيمتهم كمعلم أول لكافة مسؤولي البلد، ولكن أن يبقى مليونا طالب وأهاليهم كقوارب صيد يمتطيها نائب النقيب وثلة من الرفاق يجوبون بحيرة ليس فيها ما يصطادونه، ثم تتحول القوارب الى زوارق حربية لكسر حائط الدولة فذلك تحول خطير نراه بوضوح وقد بات منطلقا سياسيا يؤشر على ما ستكون عليه النقابات في المستقبل القريب، وكأن البعض يظن أنه سيقود الشارع لإنقلاب يحاكي حركة العمال في بولندا من ثمانينات القرن الماضي، فهل سنرى «ليخ فالينسا» جديداً يطلب الرئاسة على ظهور عمال الموانىء.
 
لا أحب الإصطفافية أبدا في حياتي، وطفلاي يدرسان في مدرسة خاصة لعدم وجود مدرسة شاملة في قريتنا التي تبعد عن عمان عشرين كليومترا، ولو كانت مدارس الحكومة ومعلموها ذوي كفاءة عالية لدفعنا نصف رسوم المدرسة الخاصة لتعليم أطفالنا، ولو دفع طلاب المدارس مئة دينار رسما تعليميا سنويا للنقابة لشاركنا بربع المبلغ المنشود، لهذا فعلى النقابة سلوك طريق ثالث يفتح نافذة للحل، فالحكومة التي لا تملك المال اليوم، تخشى الإلتزام بأي تعهدات قد لا تستطيعها على المدى القريب، وعلى رئاسة النقابة ألّا تتحول لقوة ضاربة لتركيع الدولة، فلينهوا الإضراب ويكثفوا تدريس الإبتدائي والتوجيهي فورا، وإلا فإن النوايا ستتكشف عن نوايا أكبر وعواقب أوخمّ.
 
إن أغلبية المساندين للنقابة لسانهم يقول: ليس حباً بعلي ولكن كرهاً بمعاوية.