Saturday 11th of May 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    23-Jul-2019

يوم وحّدت الجزائر العرب!!*رشاد ابو داود

 الدستور-في العام 1971، حاولت الصين استغلال الرياضة في تحسين علاقاتها المتوترة مع الولايات المتحدة منذ 1949، بسبب انتهاج الأولى النهج الشيوعي، مستغلةً وجود منتخبي بكين وواشنطن في اليابان للمشاركة في بطولة العالم لكرة الطاولة. فأرسلت دعوة رسمية إلى اقامة مباراة ودية بين منتخبي البلدين اللذين لم يكن بينهما علاقات دبلوماسية.

وخلال العام ذاته، أصبح أعضاء المنتخب الأميركي لكرة الطاولة أول أميركيين يزورون الصين منذ 22 عاماً، لتمهّد تلك الزيارة الرياضية الطريق أمام زيارة سياسية رسمية قام بها الرئيس الأميركي السابق ريتشارد نيكسون في 1972 بترتيب من الداهية هنري كيسنجر، أثمر عنها فتح بوابات التبادل التجاري بين البلدين.
جُرّد الملاكم العالمي محمد علي كلاي من لقب البطولة في الملاكمة والأوزان الثقيلة وسُحبت منه رخصة مزاولة الملاكمة بسبب موقفه السياسي من الحرب الأميركية على فيتنام، ورفضه أداء الخدمة العسكرية مع الجيش الأميركي هناك.
في العام 1915 تقدم «اتحاد كرة القدم الفلسطيني» بطلب لسحب عضوية الفريق الإسرائيلي، بسبب السياسات العنصرية التي تمارسها إسرائيل بحق لاعبي المنتخب الفلسطيني. وعلى رغم إصرار الفلسطينيين على المضي قُدماً بالطلب، أسهمت حملة أطلقتها وزارة الخارجية الاسرائيلية في وقفه، فأنقذت الكرة الاسرائيلية من «حملة دولية تهدف إلى تشويه صورة إسرائيل، وإنكار حقها في الوجود»، على ما زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.
أما الجزائر فيُعتبر ما قامت به إبان ثورة استقلالها مثالاً إيجابياً على استغلال الرياضة لدعم مطالب سياسية، إذ شكلت «جبهة التحرير الوطني الجزائرية»، التي كانت تقود ثورة الاستقلال من الاحتلال الفرنسي، فريقاً جزائرياً لكرة القدم في نيسان 1958، لكي يكون لاعبوه سفراء للقضية، ويتولوا تعريف العالم بها وبعدالتها من خلال إقامة مباريات ودية.
الا أن فرنسا نجحت في منع الاعتراف الدولي بالفريق عن طريق «الاتحاد الدولي لكرة القدم» (فيفا)، ومع ذلك استمر الفريق في محاولاته، وخاض 80 مباراة في آسيا وأفريقيا وأوروبا الشرقية، أمام فرق عالمية وإقليمية. وكان هذا الفريق نواة «الاتحاد الجزائري لكرة القدم» الذي تشكل العام 1963 بعد استقلال البلاد في الخامس من تموز (يوليو) 1962.
نستذكر هذه المواقف واختلاط الرياضة بالسياسة ونحن نشاهد قبل أيام الجانب السياسي في فوز الجزائر بكأس أمم أفريقيا. بدأ الفريق مباراته مع السنغال بالسجود على أرض الملعب، تناسى خلافات الساسة ولعب بفن واقتدار. في تلك الأثناء كان العرب، كل العرب، قلوبهم مع الفريق الجزائري. عند الفوز عم الفرح مقاهي وبيوت العرب. سارت تظاهرات فرح في شوارع فلسطين، غزتها وضفتها وداخلها. 
الفريق الجزائري أهدى الفوز لفلسطين التي لم تنساها الجزائر، بلد المليون ونصف المليون شهيد. العرب بحاجة لفائز قوي بالسياسة يوحدهم حول قضيتهم المركزية فلسطين لا لمن يقدم للأعداء فلسطين على طبق من ذل.
هل قدرنا أن توحدنا كرة منفوخة بالهواء وتفرقنا رؤوس منفوخة بالتآمر والفساد والانصياع للأعداء ؟!!!