Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    23-Jul-2019

ماذا بقي من ثورة 23 تموز؟؟*رشيد حسن

 الدستور-في الذكرى «67» لثورة 23 تموز الخالدة..يتساءل كثيرون ..ماذا بقي من هذه الثورة ، التي فجرها الضباط الاحرار في مصر بقيادة جمال عبد الناصر؟؟

ان أهمية هذه الثورة انها وضعت مصر والامة كلها امام مرحلة نهوض مجيدة، فأنهت والى الابد الاقطاع بفرعيه: الزراعي والسياسي،، وانهت عهد الباشوية، واعادت للفلاح المصري آدميته..واشركت الفلاحين والعمال في القرار السياسي وصناعة مستقبل مصر، فاحتلوا نصف مقاعد مجلس الشعب،، ودشنت عهد الصناعات الكبرى : السد العالي، صناعة الفولاذ والنسيج، وبدأت بالصناعات العسكرية، صناعة الصواريخ ، وتاسيس الارضية الصلبة لاقامة مفاعل نووي..الخ.
 وفي عالم السياسة اصبحت مصر دولة مؤسسة، والضلع الثالث في عالم الحياد الايجابي وعدم الانحياز، بشراكة الزعيمين الكبيرين نهرو وتيتو،، وهو ما وضعها على رأس قائمة الدول الفاعلة، والمؤثرة والناشطة في الساحة الدولية، وفي دعم حركات التحرر العالمية.. فالتقى ناصر الثائر الاممي جيفارا عدة مرات. والتقى كاسترو، وقائد الثورة الفيتنامية هوشي منه، وزعماء الصين وبالذات ىشو ان لاي..الخ.
ومن هنا.. حقد العدو الصهيوني وحليفته واشنطن على مصر ودورها في السياسة الاقليمية والدولية والعربية، وقد تأكدا ان بناء مصر الحديثة، وتبنيها المشروع القومي، الكفيل بتوحيد الامة العربية من الماء الى الماء.. والكفيل بتحرير نفطهم وثروتهم من عملية النهب الغربية، والكفيل بتحجيم المشروع الصهيوني، وانهائه الى الابد..فكان ندائه الخالد.»ارفع رأسك يا اخي فانت عربي»..
لقد لمس ناصر بنفسه، وقد حوصر والجيش المصري في «الفلوجة» خلال حرب فلسطين 48، خطورة المشروع الصهيوني الاستئصالي الاحلالي على فلسطين والمنطقة كلها.
 واشار في كتابه «فلسفة الثورة» الى خطورة هذا المشروع العنصري، فهو لا يعترف بالاخر ويصر على تهجير الشعب الفلسطيني من وطنه، واقامة كيان غاصب على اشلائه، فاعتمد نهج التطهير العرقي التي مارسته العصابات الصهيونية..مرتكبة العديد من المجازر والمذابح ،باوامر من راس السلطة السياسية «ابن غوريون»..ما ادى تدمير «520» قرية، وهجرة اكثر من «800»الف فلسطيني الى اربعة رياح الارض..
لقد ادرك العدو خطورة ثورة 23 يوليو، وقد ربطت امن مصر القومي بامن فلسطين، واعادت الحياة للامة، واخرجتها من حالة التبعية ، ومن حالة التشرذم والتخلف، فسارع دهاقنة الاستعمار.. «بريطانيا وفرنسا» بالتعاون مع العدو الصهيوني الى شن العدوان الثلاثي عام 1956، وانتصرت مصر والامة، وانتصر عبد الناصر، ومرغ سمعة بريطانيا وفرنسا وسياسيهما في رمال سيناء وبور سعيد، وانهى والى الابد حقبة الاستعمار.. لترث اميركا الدولتين,,, ويبدأ عهد جديد من الهيمنة والاستغلال.
نبه انتصار مصر ولجم العدوان الثلاثي، وصعود نجم عبد الناصر ، نبه اميركا الى خطورة هذا الانتصار، فكان عدوان حزيران 1967 صاعقا ومدويا .. فلم يسقط المشروع القومي فحسب، بل زرع في الامة فيروس الاحباط واليأس وعدم الثقة.. فيروس الكفر بالعروبة، والانكفاء الى القطرية.
كارثة حزيران جُسدت باتفاقية العار «كامب ديفيد» واخراج مصر من خندق المقاومة والالتحاق بخندق التبعية لاميركا، ما ادى انفراط العقد العربي، والتضامن العربي، والامن العربي،والذي بلغ ذروته في انفراد العدو بالشعب الفلسطيني، وجر النظام الرسمي العربي الى الاعتراف ب «دولة» العدو على 78 % من ارض فلسطين التاريخية، دون الاشتراط عليه الانسحاب من القدس وكافة الاراضي التي احتلت في حزيران 67، ما ادى الى فتح « اتوسترادات» التطبيع، والتنكر للثوابت العربية ولمبادرة السلام العربية..
حالة الامة كلها ، تؤكد اصرار اعداء الامة على اقتلاع افكار ومنجزات ثورة تموز من الارض العربية ، وتجذير النقيض لهذه الافكار... فاصبح الحديث عن الوحدة مدعاة الى التندر، واصبح الاعتراف بالعدو امر عادي، فاسرائيل لم تعد عدوا، بل دوله جارة وصديقة.. والخيانة وجهة نظر، وأصبحت المقاومة عبثا وترفا، لا طائل من ورائه..
باختصار..
نختم بمفارقة مؤلمة جدا تلخص ما آلت اليه ثورة 23 تموز الخالدة، وذلك بحضور الارهابي «نتنياهو» احتفال السفارة المصرية في اسرائيل بذكرى ثورة تموز..
هذا الحضور المستفز.. الشامت.. العدواني.. يلخص ما الت اليه الاوضاع في مصر، والمنطقة كلها،وما الت اليه افكار ومبادىء ثورة 23 يوليو وقد اصبحت من الماضي.