Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    13-Dec-2017

عودة تفجر الاشتباكات بالجنوب السوري تنتظر نتائج جنيف

 عدم قبول المعارضة لـ"سوتشي"

 
ماهر الشوابكة
عمان -الغد-  تنتظر مناطق الجنوب السوري، خاصة منطقة تل الحارة في مثلث الموت المشمولة باتفاق خفض التصعيد منذ 11 الشهر الماضي، ساعة الصفر للاشتعال من جديد، بعد حشودات ضخمة للجيش السوري والمليشيات المساندة له على مناطق التماس مع فصائل المعارضة، ووصول حالة الاستنفار لدى فصائل المعارضة الى الحالة القصوى، لمواجهة اي هجوم.
ومن يسيطر على تل الحارة الاستراتيجية التي تعتبر اعلى منطقة في مثلث الموت بالجنوب السوري وما زالت تحتفظ بها فصائل المعارضة حتى الآن، يستطيع ان يسيطر ناريا على كل مناطق الجنوب، وفقا لتقديرات عسكرية في المعارضة. 
بيد ان عقارب ساعة الصفر هذه تم توقيتها بحسب ما تتوقع مصادر سياسية وعسكرية في المعارضة السورية، على نتائج مؤتمر جنيف8 المنعقد حاليا في جنيف ويختتم في 15 الحالي، والذي ما زال الوفد الحكومي يرفض فيه التفاوض المباشر مع المعارضة، لرفضها التخلي عن شرطها بعدم بقاء الأسد في المرحلة الانتقالية.
غير أن شرارة تفجر هذه الاشتبكات، بحسب ذات المصادر ستكون رفض المعارضة بعد انتهاء جنيف المشاركة بمؤتمر سوتشي الروسي، الذي تحضر روسيا لعقده الشهر المقبل او في موعد اقصاه شباط (فبراير) المقبل، هو ما حذر منه المعارضة امس المبعوث الأممي الخاص الى سورية دي ميستورا بدعوتهم في تصريحات صحفية الى "عدم استبدال جنيف بسوتشي".
وهو ما يؤكده الخبير الاستراتيجي والمحلل السياسي السوري المعارض العميد احمد رحال بالقول أن "موعد تفجر الاشتباكات مؤجل الى سوتشي وما بعد جنيف".
ويربط رحال التصعيد بجنيف، بأن روسيا اذا ما ظهر لها عدم قبول المعارضة بعد انتهاء جنيف، الذي يتوقع فشله، بالذهاب الى سوتشي فستستخدم كل هذه الحشودات في تصعيد غير مسبوق من قبل النظام وإيران على فصائل المعارضة، سواء في منطقتي مثلث الموت بالجنوب أو إدلب في الشمال"، لكن رحال اكد ان ذلك "سيكون مرهونا بتوافق أميركي روسي".
ويشير رحال الى ان "هدف النظام بالمرحلة الحالية هو السيطرة على الحدود مع الجولان المحتل بعد أن سيطر على اغلب الحدود مع العراق، بالاضافة الى الحدود مع لبنان، واقترب كثيرا من الحدود الاردنية".
وفيما مؤتمر جنيف يواجه معضلة الحوار المباشر وجه لوجه، بسبب عدم الاتفاق على من يقود المرحلة الانتقالية، ما يهدد بفشله، بحسب مصادر معارضة متابعة للمؤتمر، فشلت محاولات تفاوضية موازية جرت دخل سورية بين فصائل من المعارضة وممثلين روس عرضوا خلال هذه المفاوضات ان يتولى النائب الحالي للرئيس السوري فاروق الشرع مهمة قيادة هذه المرحلة.
وهو ما أكده بيان لغرفة عمليات دمشق التابعة للجيش الحر، والذي اكد وصول الاجتماع المطول والموسع الذي عقد مؤخرا مع الروس الى طريق مسدود، بعد رفض ممثلي الغرفة تعيين فاروق الشرع رئيسا للمرحلة الانتقالية.
وأضاف البيان الموقع باسم القائد العام للغرفة ابو زهير الشامي واطلعت عليه "الغد" ان "رفضهم للشرع جاء بناء على انهم يعلمون تماما من انها لعبة سياسية، تهدف الى إعادة الاسد عن طريق اللعبة الانتخابية المزورة، كما عهدناها، وبالتالي يعود الاسد كرئيس شرعي وتنتهي الثورة بعد الالتفاف على الجيش الحر وتسليم اسلحتهم". 
هذا الطرح والمخاوف من جانب غرفة عمليات دمشق تؤكده تصريحات الكسندر لافرانتييف مندوب الكرملين لعملية السلام في سورية امس والتي يقول فيها انه "لا يرى سببا لمنع ترشح بشار الاسد لولاية رئاسية جديدة، وانه يجب ان يسمح له بذلك".
بيد ان المحلل العسكري السوري المعارض العقيد الطيار حاتم الراوي يقرأ مشهد الحشود بشكل مختلف بقوله إن "إيران بعد أن لمست حقيقة استهدافها في سورية من قبل اسرائيل، أصبحت بحاجة إلى تسويق هذه الضربات على أنها هي الخطر على اسرائيل".
وقال الراوي إنه "رغم اهمية السيطرة على تل الحارة في مثلث الموت بالجنوب السوري بالنسبة للنظام وايران، وحساسيته بالنسبة لإسرائيل، الا انني لا أرى في الحشود أكثر من المشاغلة لتمرير دخول إيران والنظام إلى إدلب التي باتت تقف على شفير بركان يفوت على تركيا الحل في إدلب ويشعل المنطقة".
حشودات القوات الحكومية والمليشياوية المساندة لها يؤكدها قادة عسكريون ميدانيون في المعارضة الجنوبية الذين أكدوا استكمال استعداداتهم للمواجهة، مشيرين الى انها ابتدأت منذ اسبوعين تقريبا".
وهو ما يكشف عنه نائب قائد الفرقة الاولى مشاه التابعة للجيش السوري الحر في الجنوب السوري ابو جعفر منتنه، والذي يشير الى "رصد حشود كبيرة من قبل عناصر حزب الله ومليشيات إيرانية وأفغانية وعراقية في قطاع بلدتي زمرين وجديه مزودة بعتاد ثقيل كامل بجميع انواعه خاصة في تل غشم وغشيم". 
وحول الحشودات العسكرية التي تم رصدها في المنطقة اشار ابو جعفر الى رصد فصيله وجود 25 قياديا لحزب الله معهم 6 دبابات وعربة شيلكه ومدفع 57 وآليات كثيرة تحمل مضادات مختلفة ومنصة إطلاق صواريخ فيل".
كما أكد رصد تحرك 11 آلية جيبات تحمل رايات حزب الله بحقل السواقة شرقي تل الشعار ويتحركون باتجاه منطقة ايوبه واللواء 90".
أما قائد لواء شهداء انخل التابع لفرقة الحمزة خالد الزامل فكشف أن فصيله رصد في 18 /11 / 2017 بدء ميليشيا حزب الله اللبناني باستقدام تعزيزات عسكرية من (قوات الرضوان) وهي تعتبر قوات النخبة لدى تلك الميليشيات إلى كتيبة المدفعية في بلدة جدية والتي تقع شمال درعا شرقي تل الحارة بنحو 9 كم وشملت هذه التعزيزات على مدى الأسابيع الماضية نحو 150 عنصرا من تلك الميليشيات بالإضافة إلى 5 دبابات وحوالي 20 سيارة دفع رباعي، بالإضافة لنقل مستودعات للذخيرة إلى بلدة جدية المجاورة الخالية من المدنيين. 
وأوضح الزامل ان هذه التعزيزات لم تكن اعتيادية، إذ لم تأت ضمن طرق الإمداد التقليدية، ومن خلال البحث والتقصي تمكنا من معرفة طريق إمداد جديد تسلكه تلك الميليشيات في تنقلها وهو (من اللواء 121 بالقرب من بلدة كناكر غربي دمشق باتجاه بلدة اركيس، ومن ثم على طريق عام دير العدس - شقحب باتجاه بلدة دير العدس ومن ثم باتجاه تلال غشم وغشيم شرقي بلدة كفر شمس ومن ثم باتجاه تل ذبيان غربي بلدة قيطة بالقرب من الصنمين و من ثم باتجاه كتيبة و بلدة جدية). 
وقال إن الحرس الثوري الإيراني ايضا استقدم تعزيزات عسكرية بتاريخ 3 / 12 / 2017 إلى بلدة دير العدس حيث دخل رتل مكون من 12 سيارة مملوؤة بعناصر من تلك الميليشيات، وتمركزت شمال شرق جامع البلدة في ما يعرف بقطاع (أبو تراب) وهو عبارة عن قطاع عسكري تتمركز فيه ميليشيات حزب الله وتم استقدام 3 دبابات وعدد من سيارات الدفع الرباعي مزودة برشاشات ثقيلة.
كما رصد الفصيل استقدام لواء فاطميون الأفغاني تعزيزات بتاريخ 8 / 12 / 2017 إلى بلدة دير ماكر بريف دمشق الغربي وتمركزت تلك الميليشيات في منازل البلدة والتي تعتبر مركز قيادة وعمليات لميليشيا حزب الله اللبناني، وقد قدمت تلك التعزيزات عبر اتوستراد السلام الواصل بين دمشق والقنيطرة عبر بلدة سعسع. 
وقال الزامل ان المعلومات المتوفرة تؤكد ان تلك الميليشيات تخطط لعملية عسكرية باتجاه قرية زمرين شرقي تل الحارة 3 كم و باتجاه قريتي الصمدانية الغربية والحميدية شمال القنيطرة، وفي حال تمت تلك العملية فإن المنطقة تعتبر في خطر كبير لناحية وصول تلك الميليشيات إلى تل الحارة الاستراتيجي، والذي يشرف على محافظة القنيطرة بالكامل وريف درعا الغربي، وأيضا لناحية وصول تلك الميليشيات إلى الحدود الاسرائيلية واقترابها منها عند معبر القنيطرة القديم.