Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    19-Sep-2017

بين طهران وبيونغ يانغ - اليكس فيشمان
 
يديعوت أحرونوت
 
الغد- إذا نجحت كوريا الشمالية (حسب الصور التي تعرضها هي نفسها وحسب المعلومات التي تجمعت لدى الاستخبارات الغربية) في أن تحول مادة انشطارية إلى قنبلة نووية تركب على رأس صاروخ من انتاجها – فإن ايران هي الاخرى تستطيع.
على مدى سنين كانت كوريا الشمالية الشريك الفاعل ومركز التطوير لصناعة الصواريخ الإيرانية. فصواريخ "شهاب 3" هي تطويعات لصواريخ "نودنغ" الكورية الشمالية. وصواريخ "حورمشار" الإيرانية لمدى 2.500 كيلو متر هي في واقع الأمر صاروخ كوري يسمى HS-10. ويشير خبراء الاستخبارات الذين يتابعون الصواريخ الإيرانية والصواريخ الكورية الشمالية الجديدة إلى تغييرات متماثلة في كليهما، تستهدف جعل هذه الصواريخ أكثر دقة – وهو دليل واضح على أن القدرة الفنية لكوريا الشمالية هي نسخة طبق الأصل عن القدرة الإيرانية في مجال الصواريخ، ولا شك ان في مجال النووي أيضا.
في أثناء الثورة التي اجتازتها كوريا الشمالية، من اللحظة التي كشفت فيها قدرتها على الاختراق قبل أكثر من خمس سنوات وحتى السنة الأخيرة التي تبدي فيها قدرة نووية، احتاجت إلى مساعدة تكنولوجية ومالية. وحسب المعلومات في الغرب، بما في ذلك منشورات علنية في "نيويورك تايمز" فقد ضخت إيران إلى بيونغ يانغ العلم، وبالاساس المال.
إذا ما تميز التعاون التكنولوجي العلمي بين الدولتين على مدى السنين بضخ العلم في مجال الصواريخ من كوريا الشمالية إلى إيران، ففي السنوات الخمسة الأخيرة انقلب الميل: فالعلم والمال يتدفقان من ايران إلى كوريا الشمالية، ولا سيما عندما يدور الحديث عن الموضوع النووي. فحين تكون إيران لا تستطيع، بسبب نظام الرقابة على أراضيها، تطوير قدرات نووية عسكرية – فإنها تفعل ذلك في دولة مثل كوريا الشمالية، حيث طرد مراقبو الوكالة الدولية للطاقة الذرية منها قبل سنين.
وبالمناسبة، فإن الصاروخ الذي يحمل الرأس النووي للباكستان "غاوري"، هو نسخة عن "نودنغ" الكوري الشمالي و"شهاب 3" الإيراني. والادعاء هو ان الباكستان وصلت إلى هذه القدرات بمساعدة صينية. واذا كانت الباكستان تستطيع، وكوريا الشمالية تستطيع، فلا بد أن ايران أيضا تستطيع، والتي هي منذ الان دولة حافة نووية.
على مدى السنوات الأخيرة كان هناك غير قليل من التقارير، مثبتة إلى هذا الحد او ذاك، عن خبراء إيرانيين كانوا متواجدين عند اطلاق الصواريخ بعيدة المدى وفي التجارب النووية التي أجرتها كوريا الشمالية. ما يمكن قوله بيقين هو أن خبراء إيرانيين كانوا ضيوف شرف في المسيرات العسكرية العملية في كوريا الشمالية.
ان استمرار تطوير الصواريخ الكورية الشمالية في إيران، وكذا الدور الإيراني في المشروع النووي الكوري الشمالي والقدرات الكورية الشمالية التي هي نسخة شبه الأصل عن القدرات الإيرانية – هي كلها أوراق قوية يمكن لنتنياهو أن يمتشقها ويضعها على طاولة ترامب. ولكن الجوكر الذي في الرزمة هو حقيقة أن كوريا الشمالية فاجأت العالم بسلاح نووي تنفيذي.
شرح كل الخبراء الكبار في الغرب لإسرائيل كم هو معقد الانتقال من تجميع المادة المشعة لرأس نووي على صاروخ. وها هي كوريا الشمالية جاءت وأوضحت لهم انهم ليس فقط اخطأوا بل وضللوا أيضا رؤساء الدول في الغرب. والان يبحث مراقبو الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن الخبراء الإيرانيين في المنشآت التي تحت الرقابة في ايران، ولكنهم ليسوا هناك، هم في المختبرات في كوريا الشمالية.
ايران لا تخفي حقيقة أنها تواصل البحث في الموضوع النووي، ناهيك عن ان الاتفاق الموقع بضجيج كبير يسمح لها بذلك. ويسمح لها الاتفاق أيضا بإنتاج الصواريخ الباليستية هكذا بحيث أنه في اللحظة التي تقرر فيها لن تكون أي قفزة درجة واي مفاجأة – فجمع المادة المشعة وتسليح الرؤوس بسلاح نووي يتم من ناحيتها منذ الآن. ليس على أرض إيران، بل على أرض كوريا الشمالية.