Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    27-Sep-2022

الرواشدة يستضيف صالون الخفّش الثقافي في الشوبك

 الدستور- د. زياد الشخانبة - فوق قلعة الشوبك جارة الشراة، حلّق أعضاء صالون د.سهام الخفّش الثقافي، في سماء أجمل البقاع وأكثرها بهاءً، وبين حجارة القلعة وقناطرها شاهدوا التاريخ الذي يسرد قصص أهالي الشوبك وصمودهم الذي انتصروا فيه على الجغرافيا .

 
ولأن المستضيف هو ابن القلعة وأحد أعمدة الشوبك الذين ارتبطوا بأرضها حد العشق، فكان الوفي لجبال الشوبك التي تتسيّد الأُفق وتعتلي السماء فيشاهد الناظر من فوقها صحراء الشرق على امتدادها وغرباً يرى وكأن الأرض كلها أمامه.
 
هذه الدعوة الكريمة هي من الأستاذ رمضان الرواشدة للصالون الذي هو أحد أبرز أعضائه، فكانت الدعوة التي لا تُرد، فانطلق الجميع والبهجة تغمرهم في صباحٍ كان هوا القلب فيهِ جنوبي، وكانت الفرحة والأجواء العائلية التي تُميّز أعضاء الصالون الذي ترأسه السيدة المعطاءة والمثقفة د. سهام الخفش إلى جانبها عميد الصالون الشيخ الكبير محمد عواد النعيمات، يرافقهم في هذا الصالون الأكثر نجاحاً على مستوى الوطن، مجموعة متميزة جداً من المثقفين الذين وأثناء المسير نحو الشوبك، حولوا الحافلة إلى ندوة ثقافية بإمتياز وهم يتحدثون عن تاريخ الأردن والشوبك والمناطق التي عبروا منها حتى وصلوا إلى ذلك البيت الآسر الذي احتضنهم بكل حب، وهو بيت المرحوم والد الأستاذ رمضان الرواشدة الذي منه بدأت عصامية السياسي الذي تحدى الصعوبات واستطاع أن يصل إلى مراتب ومواقع تبوأها بكل جدارة إضافة إلى ثقافته ورواياته المعروفة.
 
ولأن أعضاء الصالون بقيادة د. سهام يركزون جُلّ اهتمامهم التعرّف على الأردن بتاريخه وحاضره، وفي كل زيارة يقومون بها لا بُد وأن يتعرفوا على أحوال الناس ومطالبهم إلى جانب إنجازاتهم وقصص نجاحهم، كانت الزيارة إلى بلدية الشوبك التي استقبلهم فيها رئيس البلدية الإعلامي المعروف عادل الرفايعة، الذي تحدّث عن الشوبك وما تمتاز به من عادات أصيلة وفرص استثمارية، وتطرّق إلى حاجة اللواء إلى مشاريع خدمية وزراعية وسياحية، وأبدى أعضاء الصالون اهتمامهم بضرورة تحسين مستوى التنمية خصوصاً وأن المنطقة ذات موقع مميّز وموسوم مطري وفير .
 
وكان المنظر الساحر من ذاك المطل الذي يعانق السماء وهو "مطل الهجير" الذي يرتفع عن سطح البحر ما يُقارب 1600 متر، فالناظر من فوقه يجد نفسه جاراً للشمس، وليلاً هو يقف بين النجوم، هذا المطل الذي عبّر الجميع عن إعجابهم به وأنه من أجمل الأماكن التي تستحق أن تتوفر فيها الخدمات للزائرين. ثم كان المنسف الشوبكي الذي خَلِد بالذاكرة والذائقة، وفيه أكد المعزب رمضان الرواشدة أن المنسف في الشوبك لا يمكن أن يُقارن بغيره؛ فهو نتاج نفوس كريمة وطيبة ورثها أهالي الشوبك من تلك الجذور الأصيلة التي حافظ الأبناء عليها.
 
والشوبك هي موطن التفاح والجغرافيا الساحرة التي تزدحم فوق جبالها النسائم الرطبة وبين سفوحها تجلس أشجار التفاح زاهيةً كريمة العطاء، فكان لا بُد من زيارة مزرعة الحاج عيسى جراد الطراونة، وهي شاهدٌ حقيقي على الرجل العصامي الذي استطاع هو وأخوانه وابناؤه أن يضربوا مثلاً واقعياً في ترويض الأرض التي حولوها إلى جنة تفاح، فكان مشروعهم وطني وأحد النماذج الناجحة في الإنتاج والتنمية.
 
كان باستقبال الصالون بالمزرعة التي تزيد مساحتها عن ألف دونم، الحاج عيسى وابنه المهندس والمقاول يوسف الطراونة، الذي قدما شرحاً وافيا عن طريقة قِطاف التفاح وفرزها وتعبئتها وتبريدها ونقلها، وشاهد الجميع الخير الوفير والأيدي العاملة بالمزرعة وجلسوا في مضافة أبو يوسف ذات الإطلالة الجميلة وتذوقوا التفاح الذي هو ذو مذاق خاص، هذا المذاق الذي تختلط فيه رائحة أرض الشوبك وعزيمة الكركي، وعاد الجميع منها إلى عمان يحملون معهم أجمل اللحظات التي ستبقى خالدة في الذاكرة .  
 
باسم جميع أعضاء الصالون، شكراً للأستاذ رمضان الرواشدة وزوجته الأستاذة سهاد، وشكراً د. سهام الخفّش والشيخ أبو خلدون النعيمات والإعلامي عادل الرفايعة والمهندس يوسف الطراونة ووالده .