Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    09-Dec-2018

عام على جريمة ترمب.. والفشل يلاحقه* كمال زكارنة
الدستور -
 
مضى عام على الجريمة النكراء التي ارتكبها الرئيس الامريكي دونالد ترمب، بحق الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، والامتين العربية والاسلامية، عندما اعترف في السادس من كانون الاول العام الماضي، بالقدس المحتلة عاصمة موحدة للكيان المحتل، ونقل سفارة بلاده من تل ابيب اليها بعد ذلك بخمسة اشهر تقريبا، معلنا بذلك دعما لا محدود، سياسيا وافتصاديا وعسكريا للاحتلال الصهيوني في فلسطين.
جاء ترمب الى السلطة، حاملا من الحقد على الشعب الفلسطيني، ما يكفي لتغطية مساحة الكرة الارضية، دون وجود اسباب شخصية مباشرة او غير مباشرة، وما يزال يحاول تضفية القضية الفلسطينية، من خلال صفقة القرن والضغط على الاونروا، وتشجيع يهودية الدولة، وقطع المساعدات بجميع اشكالها عن الشعب الفلسطيني، لارغامه على القبول بشروط الاحتلال.
رغم كل هذا العداء الذي يستخدمه ترمب ضد الشعب الفلسطيني، ويسخره لخدمة الاحتلال ومشاريعه التهويدية في فلسطين المحتلة، فان الشعب الفلسطيني صمد على ارضه وقاوم وتصدى للاحتلال ومشاريعه، وعلى الصعيد السياسي تحققت انجازات مهمة لصالح القضية الفلسطينية، بدعم عربي وخاصة اردني في مجلس الامن الدولي والامم المتحدة، والمنظمات والهيئات التابعة لهما، اي ان فلسطين تفوقت على الاحتلال والولايات المتحدة رغم الفارق الكبير في موازين القوى بجميع المجالات.
آخر هزيمة تلقاها ترمب والاحتلال، كانت في الامم المتحدة بافشال قرار ادانة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، ولم تنفع تهديدات ترمب للدول الاعضاء، وتحالف العالم الى جانب الحق الفلسطيني المشروع في مقاومة الاحتلال الغاصب، ونجحت الدبلوماسية الفلسطينية والعربية في افشال مشروع القرار، مما شكّل لطمة قوية للبلطجة الامريكية التي تجاوزت كل الحدود والخطوط.
ان فشل المسعى الامريكي في الامم المتحدة، يجب ان يشكل حافزا للفصائل الفلسطينية، لاعادة حساباتها ومراجعة علاقاتها مع بعضها البعض، ومع الدول العربية الشقيقة التي وقفت الى جانبها، فعلى الصعيد الفلسطيني الداخلي، من المفروض ان يضيّق هذا الفشل المسافة بين حركتي حماس وفتح، التي قادت عملية التصدي للمشروع الامريكي في الامم المتحدة، بتوجيه من الرئيس محمود عباس والايعاز لممثل فلسطين رياض منصور، باعتبار ادانة حماس والفصائل الاخرى ادانة شاملة للشعب الفلسطيني ونضاله المشروع ضد الاحتلال، ويجب ان يسرع هذا الفشل في انجاز المصالحة بين الحركتين وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، خاصة وان هذا الموقف، اعطى نموذجا حقيقيا على توحيد الصفوف والجهود، في التصدي للعدو المشترك والخطر المشترك الذي يستهدف الجميع، ولا يجوز الاكتفاء بالتصريحات الدبلوماسية والاشادة والشكر، وانما يجب البناء على الايجابيات التي لمسها الجميع، والوصول الى قواسم مشتركة لتحقيق المصالحة الشاملة.
جميع القرارات والاجراءات التي تتخذها الادارة الامريكية، والدول الاخرى القليلة جدا التي تستجيب لضغوطها، لصالح الاحتلال الاسرائيلي تبقى استعراضية لا قيمة لها، ما دامت مرفوضة فلسطينيا.