Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-May-2018

سبعون عاما على "النكبة": فلسطين تكتسي بسواد الحداد على أرواح شهداء نصرة القدس

 غزة تشيع شهداءها وإضراب شامل يعمّ الأراضي المحتلة

 
نادية سعد الدين
 
عمان- الغد- أحيا الفلسطينيون، أمس، الذكرى السبعين "لنكبة" عام 1948، على وقع حمام الدم الذي أراقته قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، وأسفر عن استشهاد 62 فلسطينياً وإصابة 2771 آخرين، فيما عم فلسطين المحتلة الإضراب الشامل والحداد على أرواح شهداء نصرة القدس، وسط اندلاع مواجهات عنيفة، تخللها حملة اعتقالات ومداهمات واسعة بين صفوف المواطنين الفلسطينيين.
وشيعت جماهير مدينة غزة جثمان أصغر ضحية للمجزرة الإسرائيلية، مودعين الطفلة ليلى الغندور بعبارات الغضب العارم ضد جرائم الاحتلال التي أدت "لاستشهادها عن عمر الثمانية شهور جراء استنشاقها الغاز الذي أطلقه تجاه الفلسطينيين عند الحدود الشرقية للقطاع"، وفق ما أعلنته وزارة الصحة الفلسطينية.
واكتست فلسطين المحتلة بسواد الحداد على أرواح الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن عروبة القدس، وضد قرار نقل السفارة الأميركية إليها، فيما خرج الشعب الفلسطيني في تشييع جثامينهم، ملوحين بالأعلام الفلسطينية وباليافطات المنددة بالمجزرة الإسرائيلية، والمؤكدة "بالتمسك بحق العودة" و"بالقدس عاصمة دولتهم المنشودة".
وتقاطر الفلسطينيون ضمن "مسيرة العودة الكبرى" التي تواصلت بالأمس بالتزامن مع ذكرى "النكبة"، فيما واصلت قوات الاحتلال فتح نيرانها العدوانية ضد الغضب الشعبي العارم، بموازاة تشديد إجراءاتها الأمنية والعسكرية القمعية.
واندلعت المواجهات العنيفة في أرجاء الوطن المحتل؛ وذلك أثناء اقتحام قوات الاحتلال لمختلف الأراضي المحتلة وشن حملة واسعة من المداهمات والاعتقالات بين صفوف المواطنين الفلسطينيين، فيما أطلقت قوات الاحتلال الغاز المسيل تجاههم، مما أدى إلى حالات اختناق شديد.  وفي الأثناء؛ عم الإضراب الشامل أرجاء الوطن المحتل، حداداً على أرواح شهداء قطاع غزة الذين ارتقوا بنيران الاحتلال خلال مسيرات العودة السلمية التي طالبت بالعودة إلى ديارهم وأراضيهم التي هُجر أهاليهم منها قسراً بفعل العدوان الصهيوني عام 1948، وذلك في الذكرى السبعين للنكبة ورفضاً لنقل السفارة الأميركية إلى القدس.
وشمل الإضراب كافة مناحي الحياة التجارية، والتعليمية، بما فيها المؤسسات الخاصة والعامة، حيث أغلقت المدارس والجامعات أبوابها وكذلك المصارف، التزاماً بالحداد الوطني، الذي أعلنه الرئيس محمود عباس في مستهل اجتماع القيادة الفلسطينية الطارئ، مساء أول من أمس برام الله، حيث تم تنكيس الأعلام وإعلان الحداد العام لثلاثة أيام.
وكان الرئيس عباس قرر إعلان الإضراب الشامل والحداد الوطني وتنكيس الأعلام لمدة ثلاثة أيام، حداداً وطنياً على أرواح الشهداء الذين ارتقوا خلال مسيرات العودة، دفاعاً عن حقوقهم المشروعة في إقامة دولتهم الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، ونصرة لمقدساتهم الإسلامية والمسيحية، ورفضاً للقرار الأميركي بشأن القدس، وتمسكاً بحقهم في العودة.
كما قررت الحكومة، تنفيذا لقرار الرئيس عباس، تعطيل المدارس والجامعات وكافة المؤسسات والدوائر الحكومية حداداً على أرواح شهداء الوطن المحتل.
من جانبه، قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، إن القيادة قررت بعد اجتماعها الطارئ برئاسة الرئيس عباس، مساء أول من أمس، التوقيع على انضمام دولة فلسطين لعدد من الوكالات الدولية المتخصصة. وأضاف عريقات، في تصريح أمس، أن "القيادة قررت أيضاً التوقيع فوراً على إحالة ملف الاستيطان لمحكمة الجنايات الدولية، كما قررت دعوة مجلس الأمن وبتكليف من الرئيس عباس للانعقاد بشكل طارئ وتوزيع مشروع قرار حول الجرائم التي ارتكبت بحق أبناء الشعب الفلسطيني وطلب توفير الحماية الدولية له."
 كما قررت القيادة الفلسطينية دعوة طارئة لمجلس حقوق الانسان، وذلك كي يتسنى للعالم أن يقرر إرسال لجنة تقصي حقائق وتحقيق دولية في الجرائم التي ترتكبها سلطات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني الأعزل حتى يقف العالم على مسؤولياته كاملة.
وأشار عريقات إلى أن "القيادة قررت تشكيل لجنة من أعضاء اللجنتين التنفيذية والمركزية والحكومة لتحديد العلاقات مع سلطات الاحتلال، كما ورد في قرارات المجلس الوطني موضع التنفيذ، ولوضع قرار المجلس الوطني للتنفيذ كما قال الرئيس عباس إن القرارات للتنفيذ".
وأوضح بأنه "سيكون هناك اجتماعات متواصلة للجنة المكلفة من القيادة، لتنفيذ قرارات المجلس الوطني التي تم اتخاذها جميعها، وفي مقدمتها إزالة أسباب الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية".
وأدان "المجزرة وجريمة الحرب الإسرائيلية المتكررة التي ارتكبت بحق أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل"، معتبراً أن السفارة الأميركية بالقدس "بؤرة استيطانية غير شرعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، كما مستوطنات "أرئيل" و"معاليه أدوميم" و"بيت ايل"، وغيرها".
وقال إن "الدارة الأميركية، بإدارة الرئيس ترامب، قد عزلت نفسها عن عملية سلام لم تعد ولن تكون لا وسيط ولا شريك فيها، باعتبارها باتت جزءاً من المشكلة وليس الحل"، بما يدفن عملية السلام ومبدأ حل الدولتين.
وأكد أن "الوحدة الوطنية تعد نقطة الارتكاز، لمواجهة التحديات المحدقة بالقدس، ومحاولات الادارة الاميركية ومحاولة حكومة بنيامين نتنياهو لتصفية القضية الفلسطينية، والمشروع الوطني، وتمرير ما يسمى "صفقة القرن"، التي تعني إسقاط ملفات القدس واللاجئين والمستوطنات". وتابع عريقات إن "الرئيس عباس يمد يده لجميع الفصائل، بما فيها حركة "حماس" وحركة "الجهاد الاسلامي"، حتى نستطيع أن يكون لدينا شراكة سياسية كاملة للحفاظ على المشروع الوطني الفلسطيني ومواجهة المخططات الأميركية الإسرائيلية التي تستهدف تدميره".