Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    31-Mar-2018

مسيرة عطاء تجاوزت نصف قرن - يوسف عبداالله محمود

 الراي - صاحبة هذه السيرة مربية أجيال تعتز برسالة التربية والتعليم، إنها المربية حلوة ملحس واحدة من الرعيل الأول في مجال التربية والتعليم والخدمة الاجتماعية كرّمها جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال العام 1976 ،بمنحها وسام التربية والتعليم اعترافاً بعطائها الثّر الذي كرسته لخدمة بنات وطنها. بدأت مشوارها التربوي في أوائل خمسينات القرن الماضي.

حصلت هذه المربية التي تجاوزت الآن الخامسة والثمانين من العمر على دبلوم التربية من الجامعة الأمريكية سنة 1954 .وفي عام 1976 تم تعيينها مديرة تنفيذية للاتحاد النسائي الأردني.
أولت حلوة ملحس اهتماماً خاصاً بربات البيوت ايماناً منها انهن صانعات الرجال، كما دعت الى العناية بكبار السن.
تقول في حوار أجري معها: «إن كبار السن هم أهل الرأي والخبرة، ومع ذلك فإنهم يعانون الكثير من
التهميش في مجتمعاتنا العربية على عكس ما يحظون به من احترام في المجتمعات الغربية».
تنتقد هذه المربية والخبيرة التربوية ما تعانية شريحة كبار السن في مجتمعاتنا من تهميش لا يوفر لهم ما يستحقونه من الكرامة الإنسانية. وفي هذا الشأن تقول: «ان كبار السن بحاجة الى ان تتبنى الجهات الحكومية والاهلية الاهتمام بأوضاعهم. وهذا يتطب وضع استراتيجية شاملة وآليات تنفيذ ملزمة لإعادة الاعتبار الى كبار السن». كبار السن، من حقهم ألا يُعزلوا عن المجتمع وأن تحترم آراؤهم وبخاصة اهل العلم والثقافة منهم، فخبرتهم وثقافتهم يمكن ان يُستعان بها في علاج كثير من قضايانا الوطنية.
وفيما يتعلق بشؤون المرأة، تدعو هذه الناشطة في مجال الخدمة الاجتماعية ايضاً الى ضرورة رفع الحيف الذي تتعرض له النساء، فلا يجوز الاستهانة بدورها الفاعل في بناء المجتمع، او تقييد حُريتها بحجة ان المرأة غير قادرة على ان تقوم بالمهام التي يقوم بها الرجل! النظرة القاصرة نحو المرأة ينبغي ان تتبدل وتنتهي.
وفي هذا الصدد تدعو حلوة ملحس الى تفعيل وتطوير قطاع ربات البيوت وتوعيتهن توعية سليمة
تمكنهن من ممارسة دور ايجابي في حياتهن الأسرية يساعد في ترشيد الاستهلاك ومراعاة وضع الاسرة الاقتصادي.
من جهة اخرى أولت هذه الخبيرة التربوية اهتماماً خاصاً يقضايا الطفولة، فلا يجوز إهمال نمو الاطفال جسدياً وفكرياً وثقافياً او محاولة عزلهم عن مجتمع الكبار. فإشراكهم في الحوار مع آبائهم وامهاتهم يزيدهم ثقة بأنفسهم. وهنا تؤكد ضرورة تمتين العلاقة بين المدرسة والبيت بهدف توفير التنشئة التربوية السليمة
للأطفال.
وضعت هذه الخبيرة التربوية كتباً مختصة بالاقتصاد المنزلي لربات البيوت وبخاصة المقيمات في الريف.
وتقديراً لعطاء هذه السيدة الأردنية وخبرتها الطويلة في العمل التربوي ومن ثم العمل التطوعي والتنموي
فقد اختيرت عضواً تنفيذياً في جمعية العلوم لنساء العالم الثالث ومقرها في مدينة تريستي الايطالية.
سألت حلوة ملحس التي خَرَّجت أجيالاً من بنات هذا الوطن عن المقارنة بين تعليم أيام زمان وتعليم هذه الأيام، فقالت: تعليم أيام زمان كان أفضل، الانضباط إن بين المعلمين والمعلمات او الطلاب لا نجد مثله هذه الأيام. أجواء التعليم ايام زمان غيرها هذه الايام، وبصدق العطاء كان افضل مما هو اليوم.
المعلم أيام زمان كان اكثر التزاماً بواجبه، كما ان الطالب كان اكثر اجتهاداً وانتظاماً. اما اليوم فثمة شواغل مختلفة باتت تصرفه عن المذاكرة وبخاصة استخدام الهاتف النقال الذي اصبح الصغار يقتنونه ويستخدمونه دون رقيب من ذويهم.
قوانين العقاب ايام زمان للطالب المهمل او المنحرف كانت رادعة، كما ان اولياء الامور كانوا يحترمون هذه القوانين.
باختصار اقول كان مجال اللهو واللعب محدوداً جداً ايام زمان، عكس هذه الايام حيث الانفلات وضعف رقابة الوالدين، وكثرة المغريات.
كان للتعليم ايام زمان هيبة لا نجدها في زمننا هذا. المعلم هذه الايام لم يعد يحظى بالاحترام الذي كان يحظى به في الماضي. وهنا أراني ألوم الأُسرة التي هي مقصرة في تربية الابناء منذ الصغر، وانا هنا لا أُعمم.
الادهى من ذلك ما بتنا نسمعه من اعتداء بعض الطلبة على معلميهم وبمشاركة احياناً مع بعض أولياء أمورهم!
أما مناهج التعليم فيجب ان تواكب عصر التكنولوجيا والمعلومات وحداثة العصر. وهنا اقترح ان تُناط
مسؤولة إعداد هذه المناهج بنخبة من الخبراء التربويين المتنورين المنفتحين على العصر المعرفي الذي نعيشه.