الدستور-سعيد يعقوب
قَلْبِيْ هُنَاكَ تَرَكْتُهُ فِيْ إِرْبِدِ
حَيْثُ الهَوَى يَخْتَاُل فِيْ أَزْهَى الحُلَى
أَكْبَرْتُ فِيكِ مَوَاقِفًا مَشْهُودَةً
وَأَمَامَ جَفْنَيْهَا وَقَفْتُ مُرَتِّلًا
آيَاتُ حُسْنِكِ بَيِّنَاتٌ فِيْ فَمِيْ
وَأَنَا وَأَنْتِ حِكَايَةٌ مَنْسُوجَةٌ
يَا عِطْرَهَا المَسْكُوبَ فَوْقَ قَصَائِدِيْ
أَحْلَامُ قَلْبِكَ مَا صَحَتْ إِلَّا عَلَى
فَتَمَايَلِيْ طَرَبًا عَلَى حَرْفِيْ الذِيْ
يَا إِرْبَدُ الأَحْلَى بِعَيْنِيْ دَائِمًا
وَبِمَا أُكِنُّ مِنَ الحَنِينِ بِمُهْجَةٍ
كَمْ لِيْ بِظِلِّكِ مِنْ لَيَالٍ ذِكْرُهَا
أَشْتَاقُ لِلتَّلِ العَزِيزِ وَكَمْ عَلَى الـتـّْ
وَعَرَارُ يَجْمَعُنَا بِوَارِفِ ظِلِّهِ
وَالشِّعْرُ فِيْ الأَسْمَاعِ عَذْبٌ سَائِغٌ
وَوَرَدْتُ فِيكِ عَلَى مَوَارِدَ عَذْبَةٍ
وَالصَّحْبُ حَوْلِيْ كَالزُّهُورِ نَضِيرَةً
وَاليَوْمَ أُبْصِرُهَا تَئِنُّ وَتَشْتَكِيْ
تَبْكِيْ وَمَا يَبْكِيْ بِهَا إِلَّا دَمِيْ
وَاحَرَّ أَشْوَاقِيْ إِلَيْكِ وَصَبْوَتِيْ
صَبْرًا عَلَى مُرِّ الزَّمَانِ وَكَرْبِهِ
هِيَ كَرْبَةٌ سَتَزُولُ مَهْمَا طَوَّلَتْ
تِلْكَ التِيْ بِجَمَالِهَا لَمْ يُوْجَدِ
بِرُؤَى الصِّبَا وَطَهَارَةِ المُتَعَبِّدِ
بِجَلَالِهَا عَيْنُ الوَرَى لَمْ تَشْهَدِ
تَرْتِيلَ صُوفِيٍّ بِأَقْدَسِ مَعْبَدِ
وَدَلَائِلُ الإِعْجَازِ تَنْطِقُ فِيْ يَدِي
بِنَدَى الشَّذَا وَمُنَى الغَدِ المُتَوَرِّدِ
رُوحِيْ فِدَاءُ الوَاعِدِ المُتَوَعِّدِ
جَنَّاتِهَا الغَنَّاءِ فِيْ الفَجْرِ النَّدِي
لَوْلَاكِ لَمْ يَعْذُبْ عَلَى فَمِ مُنْشِدِ
لَوْ تَعْلَمِينَ بِلَوْعَتِيْ وَتَوَجُّدِي
جَمْرُ الهَوَى فِيْ عُمْقِهَا لَمْ يَخْمُدِ
عَنْ خَاطِرِيْ رَغْمَ النَّوَى لَمْ يَبْعُدِ
ـِتَّلِّ العَزِيزِ حَلَا وَطَابَ تَرَدُّدي
فَكَأَنَّنَا بِعُكَاظٍ اوْ فِيْ المِرْبَدِ
كَلُحُونِ طَيْرٍ فِيْ الغُصُونِ مُغَرِّدِ
كَمْ لَذَّ فِيْ تِلْكَ المَوَارِدِ مَوْرِدي
تَخْتَالُ بَيْنَ تَرَنُّحٍ وَتَأَوُّدِ
مِمَّا أَلَمَّ مِنَ المُصَابِ الأَسْوَدِ
وَبَعِيدَةٌ عَنِّيْ وَإِنْ لَمْ تَبْعُدِ
وَعَلَيْكِ طَالَتْ لَهْفَتِيْ وَتَنَهُّدي
مَا الحُرُّ عَنْ رَمْيِ الزَّمَانِ بِمُبْعَدِ
وَسَتَنْجَلِيْ فَاسْتَبْشِرِيْ وَتَجَلَّدِي