دنيا الوطن - رصين - حصل البرفيسور الاردني علي حسن نايفه من شويكه قضاء طولكرم، على جائزة بنجامين فرانكلين التقديرية بالهندسة الميكانيكية وهي أرفع جائزه تقدم في الهندسة الميكانيكية علما أن هذه الجائزة حصل عليها العالم الفيزيائي البرت اينشتاين.
وكان برز العالِم الدكتور علي حسن نايفة (وإخوانه الأربعة) وأبناؤهم وبناتهم الأربعة عشر، على الساحة العلمية والهندسية الامريكية والعالمية. هو البكر، لأب لم يتجاوز حظه من التعليم الابتدائية، وأم لم تدخل المدرسة أصلاً، ومع ذلك كانا شديدي الحرص على تعليم أولادهم، مهما كلفهم ذلك من تقشف وتضحيات.
ولد علي في أواسط الثلاثينات من القرن الماضي، وتلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة قريته شويكة، من أعمال طولكرم، وتابع دراسته في الفاضلية الثانوية العريقة في المدينة ذاتها.
وبعد تخرجه عمل الشاب علي نايفة معلماً متنقلاً أو منقولاً بين المدارس الأردنية ، حتى تيسرت له بعثة للدراسة في أمريكا على يد إحدى الجمعيات الامريكية.
فطار إلى هناك والتحق بكلية عادية، ولما تخلت عنه الجمعية بسبب استقلاله في الفكر، ما اضطره للعمل جليساً لطفل ليتمكن من دفع رسوم الكلية والإنفاق على نفسه.
أصر أحد أصدقاء أسرة الطفل الذي تعرف على علي اثناء زيارة للاسرة، بـأن يقدم طلبا للدراسة في جامعة ستانفورد المعروفة والمشهورة.
قال له علي نايفة : أنّى لي ذلك وأنا بالكاد أدبر كلفة دراستي في الكلية.
لكن هذا الجواب لم ينل من إصرار ذلك الرجل، في محاولة إلحاقه بتلك الجامعة، فأحضر له طلب التحاق بها وطلب من علي تعبئته ولم يمض سوى وقت قليل حتى ردت الجامعة بالقبول مع البعثة أيضاً.
وبدأت رحلة علي بجامعة ستانفورد وبرزت قدراته ومواهبه العلمية فاستقطبت انتباه أساتذته وزملائه، حتى أن أحد اساتذته كان يعجب من عدم قيام علي بتسجيل أي ملاحظات أثناء المحاضرة.
وظل يحصل على العلامة الكاملة في كل امتحان، واصبح اساتذته أصدقاء مقربين وافسحوا له المجال لتخطي الحدود والقيود الرسمية في التحصيل، فنال البكالوريوس في سنتين ونصف، الماجستير في سنة، كما الدكتوراة.
فتجلت عبقرية علي نايفه بانجازه لكل مراحل الدراسة الجامعية الثلاث في أربع سنوات ونصف، وذلك غير مسبوق إلى الآن في أمريكا حسب تحقيق علمي واستقصائي.
ما يميز علي نايفه، وفاءه لعائلته، فقد استقدم إخوته الثلاثة للدراسة في أمريكا واحداً تلو الآخر. فحصلوا جميعا على درجات الدكتوراة والأستاذية؛ احدهم في الهندسة وآخر في الفيزياء.
ولأن المد العالي يرفع جميع السفن فقد سار على خطاهم أبناؤهم وبناتهم الأربعة عشر، فنالوا احدى عشر شهادة دكتوراة؛ تسعة منها في الهندسة، واثنتان في الحقوق، اما البنات الثلاث فحصلن على البكالوريوس.
وتميز أحد أبنائه بدراسة الطب والتخصص في الجراحة، حيث عمل أستاذاً وجراحاً في جامعة جون هوبكنز، الى جانب دراسته الاولى ونيله الدكتوراة في الهندسة الميكانيكية.
وصار نايفة أشبه بالينبوع المتدفق على جميع الجهات بإشرافه على تخريج 75 دكتوراة وما بعد الدكتوراة في الهندسة والرياضيات والفيزياء .
نشر الأستاذ علي نايفة 415 بحثاً أصيلاً في مجلات علمية متميزة ومحكمة (Archival Journals) أي أكثر من بحث واحد في الشهر، كما تكرر الأخذ أو الاقتباس عنه خمسة عشر ألف مرة.
وألف - أيضاً - عشرة كتب علمية في الهندسة والرياضيات التطبيقية والفيزياء تدرس في كثير من الجامعات بما في ذلك الجامعات الإسرائيلية وترجم بعضها إلى الصينية، واليابانية، والروسية.
وكتب 37 باباً في كتب علمية وهندسية مشتركة، وله - فوق ذلك - براءات اختراع عدة مسجلة في أمريكا وأوروبا والصين واليابان.
وعمل الأستاذ علي نايفة في شركتين للطيران لمدة سبع سنوات، حيث بحث في موضوعات صعبة ومعقدة في الميكانيكية والفيزياء والرياضيات مثل: Shock Wave Structure ,Water Waves, flight mechanics
ثم توجه للتعليم الجامعي في Virginia Polytechnic Institute and State University حيث عين استاذاً كامل الأستاذية في المعهد والجامعة، وبرتبة أستاذ متميز في الهندسة فيها :University Distinguished Professor of Engineering
وخلال مشواره العلمي والهندسي الطويل قدم الأستاذ علي نايفة 559 عرضاً في مؤتمرات علمية وهندسية عالمية، ونظم وأشرف على سبعة عشر مؤتمراً علمياً وهندسياً عالمياً.
كما يعقد في العاصمة عمان في شهر اذار الحالي، مؤتمر باشرافه بعنوان: الميكانيكيات الدينامية Dynamic Mechanics .
والانجاز يتبعه التكريم، وذلك شان العلماء، وعلي نايفة أميزهم فقد كرم بثلاث دكتورات فخرية روسية، وبولندية، وألمانية (من جامعة ميونيخ العريقة).
وأسس نايفة مجلتين علميتين هما مجلة الديناميات غير الخطية (Non linear Dynamics) ومجلة الاهتزاز والتحكم (Journal of Vibration and Control).
وهو أيضاً معتمد من دار نشر وايلي وأولاده في نيويورك لتحرير سلسلة من الكتب العلمية. كما أنه زميل في أربع جمعيات علمية وهندسية أمريكية.
الرجل قامة طويلة بانجازه، ويضيق المجال لعد مآثره، وجوائزه التي حصل عليها فقد منحته الجمعية الامريكية للمهندسين الميكانيك Thomas Caugheg Award, 8002))، أول جائزة تصدر عنها وبررت منحها له لتفوقه في مجال الميكانيكا الدينامية؛ ممارسة وبحثاً وتعليماً وقيادة متميزة استمرت لأكثر من ثلاثين عاماً.
وسوف تسلم له في اول اجتماع عام للجمعية في مدينة بوسطن في شهر نوفمبر من هذا العام (2008).
كما حصل على جوائز أخرى كثيرة، من اهمها جائزة دولة الكويت في العلوم سنة 1981، و جائزة جمعية الفضاء والطيران الامريكية سنة 1995 وجائزة جمعية المهندسين الميكانيكيين الأمريكيين، وأول جائزة لجمعية مماثلة سنة 2005 لاسهاماته الحياتية في مجال الديناميات غير الخطية، وجائزة ولاية فرجينيا للعلوم سنة 2005، ووسام الشرق الذهبي لإنجازاته الاستثنائية في التعليم والبحوث من أكاديمية العلوم المتداخلة والدراسات المتقدمة سنة 2007.
أما إسهاماته العربية فكثيرة أيضاً، فقد أسس كلية الهندسة في جامعة الملك عبد العزيز في جدة سنة 1976 وقد قاد فريقاً لذلك من 35 عضواً/أستاذاً/عميداً للهندسة في أمريكا بما في ذلك أساتذة وعمداء في معهد ماسوستش للتكنولوجيا (MIT) وهارفارد، وستانفورد، وبيركلي، وفرجينيا للتكنولوجيا. كما أسس كلية الهندسة في جامعة اليرموك وعمل عميداً لها من 1980-984 .
وأنشأ برنامجاً في الميكانيكا في تونس، وشارك في بحوث تعاونية في الهندسة في تركيا والأردن ومصر وتونس. لقد تخرج تحت إشرافه 75 طالباً وطالبة من درجة الدكتوراة وما بعد الدكتوراة في الهندسة والفيزياء والرياضيات كانت لهم وما تزال إسهامات وبصمات مهمة في التدريس والبحوث، فأكثر من نصفهم تبوأ مواقع جامعية مرموقة، والباقي يعملون في الصناعة والتصنيع والبحث والتطوير