Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    14-Feb-2019

من معك يا دولة الرئيس؟!*محمد داودية

 الدستور

يجدر ان يسأل رئيس الوزراء نفسه صبحًا ومساء كل يوم هذا السؤال البدهي: من معي؟
انه السؤال البوصلة الذي يحدد لرئيس الحكومة من هي القوى والأطراف المؤثرة، ذات العمق الشعبي، التي تقف إلى جانب الحكومة وتدعمها وتحقق لها «الثقة الشعبية» بأغلبية مريحة. 
مجلس النواب. مجلس الأعيان. القصر. الأجهزة الأمنية. الإعلام. النقابات المهنية والعمالية ونقابات أصحاب العمل. العشائر. الشباب. المحافظون، التقدميون، القوى الاجتماعية الأردنية الجديدة، الأندية. الاتحادات الطلابية والمتقاعدون. القطاعات الصناعية والتجارية والزراعية. البنوك. الأحزاب. جمعيات المستهلكين. منظمات المجتمع المدني. الحراكات.
التناظر والتعادل في حساب القوى التي مع، والتي ضد، والتي لا تعلن موقفا، وضع مقبول بصعوبة.
والمديونية في هذا الميزان، مؤشر على ان الحكومة أصبحت عبئا وجسما رخوا ثقيلا، غير قادر على الوقوف والحركة والفعل، ويحتاج الى حمل وعكاكيز وجبائر ودعم، هذا الدعم، هو من رصيد النظام لا غير.
صاحب القرار يرصد كل صغيرة وكبيرة، ومؤشر الخطر يستدعي مراجعة فورية للرصيد الذي كان والذي أصبح والذي يجب أن يكون.
من الغرائب والعجائب ان يتم اختيار وزراء ممن فشلوا في الانتخابات النيابية، ولا يتم اختيار وزراء ممن فازوا في تلك الانتخابات النيابية. وأن يصبح من فشلوا في الانتخابات النيابية، وزراء ولا تتم إعادة من فشل فيها إلى وظائفهم، وهم الذين خسروها للقيام بواجب الترشح الوطني.
سؤال «من معك» ذو عدة شعب:
أولا: من كان معك وخسرته يا دولة الرئيس؟.
ثانيا: من ظل معك ولماذا ظل يا دولة الرئيس؟.
ثالثا: من يجدر ان تستقطب وتسترد يا دولة الرئيس؟. 
رابعا: من يجدر ان تلقيه عن ظهرك ويشكل عبئا عليك، بدل ان يحمل معك يا دولة الرئيس؟.
كل مشروع سياسي واقتصادي قابل للربح وللخسارة. والرهان هو على وقف الخسارة، ثم استرداد الخسارة التي تمت.
أحيانا يكون وقف الخسارة بإغلاق المشروع كله، لوقف نزيفه.
ذهب تاجر إلى الحاج حمدي الطباع، شهبندر التجار، يشكو له الخسارة المتواصلة التي يمنى بها. 
فلما تيقن الحاج الخبير أن الرجل استنفد كل محاولات التصحيح، سأله: هل تريد أن تربح تجارتك؟
رد الرجل: طبعا طبعا. إيدي بحزامك يا حج.
قال له الحاج حمدي: اذن، سكر الدكانة، لتتخلص من خسائرها.