Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    09-Apr-2020

الشاعر علي شنينات: «كــورونـــــا» أسقــط القنــــاع عـــن كثيــــر من الدول التي كنا نراها عظيمة

 الدستور– نضال برقان

«دردشة ثقافية»، ذات طابع نقدي للراهن والمعيش، نطل من خلالها على عوالم مبدعينا الأردنيين والعرب، ونتأمل جانبًا رؤاهم الخاصة لكثير من المفردات، والصغيرة منها والكبيرة، ونتجول في مشاغلهم الإبداعية، ونتعرف من خلالها إلى أبرز شجونهم وشؤونهم..
 
دردشتنا الآتية مع الشاعر علي شنينات*
 
 
 
* أبدأ من «كورونا»، ذلك الفايروس الذي راح يعصف بالعالم، بالناس، بالنظم السياسية والفكرية السائدة، بالكثير من العادات والتقاليد، ترى ما أبرز الأسئلة التي أثارتها في وجدانك تداعيات «كورونا»؟
 
 
 
- هذا الخوف والهلع الذي يعيشه العالم الآن، والذي يفضح هشاشة الدول والأنظمة الحاكمة، والتي بدت غير مستعدة وغير جاهزة للمواجهة، وكنا نعتقد بأن عظمة هذه الدول تنبع من كونها قادرة على المواجهة وفي كل الظروف. وهذا يؤكد أن العالم الذي كرّس العلم والمعرفة لصناعة الطائرات والدبابات التي تقتل الإنسان، قد تغاضى تماماً عن حياة الإنسان وكرامته، ومقدرته على البقاء مقابل الموت والكوارث التي تحصد الأرواح. عملياً نرى سقوط القناع عن كثير من الدول التي كنا نراها عظيمة وذات أنظمة رصينة. سيتغير العالم بعد الكورونا، وتتغير النظرة السائدة نحو العلم ومخرجاته بشكلٍ إيجابي - على ما اعتقد - بحيث تتوجه الجهود نحو الإنسان وحمايته واختراع وسائل ناجعة تستطيع المواجهة من أجل البقاء الإنساني.
 
 
 
* تحديات جمّة تواجهها المجتمعات العربية، على الصعد كافة، ترى هل على المثقف أن يقوم بدور ما حيال مجتمعه؟ وما طبيعة الدور الذي يمكن أن يقوم به في ظل النظم السياسية القائمة
 
 
 
- المجتمعات العربية تنظر إلى الثقافة نظرةٌ عابرة، وبأنها فائضة عن الحاجة وليست مكوناً أساسياً من مكونات الحضارة ووجهها المشرق، ولذلك ظلّت تراوح مكانها ولم تتعد ثقافتها كونها مقلّدة لثقافات العالم من حولها، ولم ترق إلى الإبداع الحقيقي المؤثر والمبادر في خلق أساليب جديدة للإبداع وللفنون بشكل عام. لعل المشكلة تكمن في إيجاد مؤسسات ثقافية فاعلة وقادرة على صناعة فعل ثقافي مؤثر ومستدام، كما أننا بحاجة إلى التزام حكومي في هذا الاتجاه وتغيير النظرة السائدة والنمطية نحو الثقافة. نحن بحاجة إلى مثقف عضوي منخرط في العمل الثقافي، ومشاركٌ فعّال في بناء عمران ثقافي متين وغير قابل للهدم، يمكن البناء عليه وتعظيمه مع تعاقب الأجيال ليصبح ضرورة ملحّة في صناعة الإنسان القادر والمتمكن من خلق صورة حضارية ناصعة ومؤثرة.
 
* لم يزل سؤال التنوير واحدًا من أهم أسئلة الثقافة العربية، منذ أزيد من قرن، ترى هل استطاع المثقف العربي تقييم إجابة، أو شبة إجابة حتى، على ذلك السؤال؟
 
 
 
- إن أكثر ما يميّز الثقافات من حولنا والتي أخذت مكانها الإنساني، هو مقدرتها على التنوير - كمصطلح ثقافي وفكري - ووضع مفاهيم جديدة للحياة ومتغيراتها مع التغيّر الإنساني والتطور والتحديث على كل الصعد، وقامت بدراسة المنطق والفلسفة لذلك استطاعت أن تقفز قفزاتٍ واسعة في الحداثة وما بعد الحداثة، وابتكار فنون وأدبيات جديدة للحياة لم تكن موجودة في الأصل. وعلى النقيض تماماً بقيت الثقافة العربية حائرة وعاجزة ومترددة عن الخوض في الإجابات التنويرية خوفاً من كسر التابوهات التي وقفت حائطاً قوياً أمام فكرة التحديث والخلق التي انتهجتها الثقافات الأخرى منذ القرن الثامن عشر، عندما تمّ عزل الكنيسة عن التدخل في شؤون الحياة العامة.
 
 
 
* في الوقت الذي نتأمل فيه بعض مرايا الثقافة العربية، ترى هل هي ثقافة حرّة؟ أم هل ثمّة هيمنة، أو أكثر، تمارس على هذه الثقافة؟ وإذا وجدت تلك الهيمنة، فما الذي تسعى لتحقيقه، أو ترسيخه ربما؟
 
 
 
- كما قلت في إجابة السؤال السابق، فثمة هيمنة سياسية وهيمنة دينية تمارس على الثقافة العربية، وتجعلها تدور في فلكها، فقد مارست الأنظمة العربية دوراً رقابياً صارماً على الثقافة لكي لا تخرج عن النمط الذي يخدم مصالحها وسياساتها، فالأنظمة العربية أنظمة غير ديمقراطية، فكيف لها أن تنتج ثقافة حرّة وسط هذه الهيمنة السائدة؟!! واستطيع أن اذكر هنا مثالاً واحداً على هذه الهيمنة وهي الجوائز الأدبية العربية التي تتحكم بنتائجها السياسات لهذه الأنظمة بغض النظر عن المعايير التي وضعت من أجلها.
 
 
 
* لعل أحد الحلول الناجعة في سبيل إشاعة الثقافة والمعرفة بداية، وتأصيل دورهما تاليا في المجتمع، يتمثل بالاشتغال على البعد الاقتصادي لهما، (وهذه سبيل لتحريرهما من سطوة السلطة المانحة بطبيعة الحال)، وهي المعادلة التي لم تتبلور بعد في عالمنا العربي، ترى كيف تقرأ هذا المسألة
 
 
 
- لقد قلت في سؤال سابقٍ بأن الفعل الثقافي المستدام يحتاج إلى عزمٍ مؤسساتي صادق بهذا الاتجاه، وهذا يتطلّب توفير البنية اللازمة لهذا الفعل، فلا يمكن بأي حالٍ من الأحوال إيجاد المبدع الحقيقي الواعي دون تأمين متطلبات الحياة له، فكثير من المبدعين هجروا الإبداع من أجل تأمين لقمة العيش لأولادهم، وهذه مسألة في غاية الخطورة إذا ما أردنا أن يكون هناك عمل ثقافي واسع وجاذب للمجتمع والانخراط به. الحاجة الأخرى هي إيجاد مؤسسات حاضنة وجامعة للإبداع والمبدعين ودعمها بكل السبل الكفيلة لممارسة الأنشطة الثقافية الفاعلة والمؤثرة.
 
 
 
* ثمّة تسارع كبير يشهده العالم، في كل لحظة ربما، على الصعيد التكنولوجيا والمعلومات، ترى هل أثّر ذلك على طقوسك الإبداعية في القراءة والكتابة؟
 
 
 
- من أهم الأهداف الموجبة للعمل الإبداعي هو الوصول إلى التفاعل الحقيقي بين المبدع والمتلقي، للارتفاع بالذائقة الجمعية وصناعة مجتمع مثقف ومتفاعل، وهنا تجدر الإشارة إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي ساعدت في الوصول إلى التشاركية والتفاعل بقدرٍ ما، غير أن سلبيات هذا الفضاء كثيرة ومن أهمها السرقات الأدبية دون رقيب أو رادع يحفظ حقوق الكتاب والمبدعين، ويمكنني الجزم أن هذه التكنولوجيا تفرز كتاباتٍ وكتاب بعيدين عن الإبداع مما يضرّ بالذائقة ويفتح الباب على مصراعيه لمن هب ودب دون التمييز بين العمل الجيد والعمل الرديء. إن الجلوس أمام حواسيبنا وهواتفنا النقّالة لفترات طويلة يأخذنا من وقتنا الممنوح للقراءة والكتابة الإبداعية وهذا قاتل للإبداع والمبدعين.
 
 
 
* ماذا عن انشغالاتك الراهنة؟ ماذا تقرأ؟ ماذا تكتب؟
 
 
 
-أنشغل في هذا الأيام بكتابة مسرحية شعريّة كنا قد تحدثنا عنها أنا والصديق المخرج فراس المصري. ومنذ وقت قريب أنهيت قراءة رواية (ماندالا) للروائي مخلد بركات، وقد شدّتني هذه الرواية لكتابة قراءة نقدية أعمل عليها.
 
* الشاعر علي شنينات من مواليد مدينة مادبا عام 1970، وحاصل على شهادة دبلوم هندسة الطيران، عضو رابطة الكتاب الأردنيين، عضو اتحاد الأدباء والكتاب العرب، نائب رئيس ملتقى مادبا الثقافي لدورتين سابقتين، سكرتير التحرير في مجلة مادبا الثقافية، شارك في العديد من المهرجانات الثقافية الأردنية والعربية ومنها: مهرجان الأردن الثقافي الأول، مهرجان جرش للثقافة والفنون- لأكثر من دورة، مهرجان السلط الأول للثقافة/ السلط، مهرجان عجلون الثقافي/ عجلون، المهرجان الشعري الدولي الأول 2015/ الزرقاء، مهرجان السوسنة الشعري الأول/ رابطة الكتاب الأردنيين، حاصل على درع سالم النحاس للثقافة والإبداع 2011/ مادبا، حاصل على درع مهرجان إيلاف المتوسط لتنمية الثقافات – تونس، حاصل على درع مهرجان الشعر الكلاسيكي / ولاية بسكرة – الجزائر، صدر له ثلاثة مجموعات شعرية بدعم من وزارة الثقافة: (هشاشة ) عام 2011، (زغب النوارس) عام 2013، ( شفتاي مبصرتان.. ثغركِ أعمى) عام ????، شارك مع مجموعة من الأدباء الأردنيين في إنتاج رواية جماعية بعنوان (مقهى الحكايات العتيق)، له مخطوط في أدب المكان (تحت الطبع)