Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    07-Oct-2018

«المياه» كحق أساسي للإنسان - احمد ذيبان

 الراي - لفتني اهتمام وزارة المياه والري بنشر ثقافة حقوق الانسان، بتنظيمها ندوة حول»مبادئ حقوق الإنسان» قبل أسابيع، بالتعاون مع المركز الوطني لحقوق الإنسان، بهدف تدريب موظفي الوزارة حول حقوق الإنسان،وهذا النشاط يعتبر نظريا نقلة نوعية، باعتبار الحصول على المياه النظيفة والصحية حقآ أساسياً للإنسان ،لكن على أرض الواقع تبدو الصورة مختلفة،حيث تعاني مناطق عديدة في مختلف انحاء المملكة خارج بعض أحياء عمان، أشد المعاناة بسبب نقص وانقطاع المياه وعدم انتظام وصولها الى منازلهم، وأنا أتحدث عن ذلك ليس نقلا عن آخرين، بل عن تجربة شخصية ومعاينة ميدانية ،لمعاناة أعداد كبيرة من المواطنين!

وعندما يتنفس المواطن الصعداء ويحمد االله،عندما يتخلص من عقاره يملكه ولو بصفة مؤقتة،لأخذ قسط من الراحة من عذاب انتظار ومتابعة دور توزيع المياه ،فذلك دليل على حجم المشكلة، وهو ما حدث معي حيث امتلك –والملك الله- منزلا متواضعا في منطقة الاغوار الوسطى- ظهرة الرمل، وقد أجرته الى الصديق»هاشم أبو دية «..االله يعينه على مواصلة المشوار !
ومعاناة الحصول على المياه تعيشها مناطق عديدة في المملكة، وبضمنها سكان الاغوار، باستثناء بعض المسؤولين وأصحاب النفوذ، الذين يمتلكون منازل وفللا، وعند تأخر عملية التوزيع تكون صهاريج سلطة المياه جاهزة لخدمتهم، بينما عندما يطلب غالبية المواطنين المعذبين، يأتيهم الجواب أن الصهريج”خربان“! وحصلت معي شخصيا عدة مرات !
وخلال الفترة الماضية قدمت عديد الشكاوى،وتصلني رسائل تحمل رقم الشكوى وتشكرني على الاتصال! وكنت أجري عشرات الاتصالات كل اسبوع مع مدير مياه ديرعلا، وأحيانا مع مسؤولين في الوزارة، بالاضافة الى نحو سبعة موظفين معنيين بعملية توزيع المياه ،وغالبا لا يرد البعض على الاتصالات، باستثناء الموزعين المسؤولين مباشرة عن ضخ المياه، والحق يقال أنهم متعاونون، والجزء الأساسي من معاناة سكان المنطقة،أنه لا يوجد يوم محدد ولا ساعة محددة لضخ المياه، فأحيانا يتم الضخ الجمعة أو السبت او الاحد..وأي من أيام الاسبوع الاخرى ،ويمكن أن يتم الضخ في الصباح أو بعد الظهر، أو عند الساعة الثالثة فجرا..الخ، والمواطن مضطر أن يبقى مستنفرا على مدار الساعة ،لأن المياه لا تصل الى الخزانات على سطوح المنازل، ولا بد من استخدام مضخة!
ولذلك لا بد من المتابعة وإجراء اتصالات هاتفية أو الذهاب الى مديرية المياه،عندما لا يجد المواطن إجابة، حيث تصل درجة التوتر ذروتها ويرتفع ضخ الدم،وربما يصاب البعض بالجلطة،وهو ينتظر الحصول على متر ماء!
وخلال متابعتي مع بعض موظفي المياه، اقترحت في مرة سابقة أن يتم إبلاغ السكان عن موعد ضخ المياه ،من خلال سماعات المساجد،أو نشر خبر عبر الفيسبوك، أو أي وسيلة تواصل أخرى لكن دون جدوى!
كنت أزور المنزل بمعدل مرة في الشهر، بمعنى انه لا يوجد استهلاك يذكر للماء والكهرباء، وهو ما يؤكده الموظفون عندما أذهب لدفع المستحقات، وكنت ألتقط صورة لساعة الكهرباء وأخرى لعداد المياه، ويتم الدفع بناء على آخر قراءة، لكن رغم أنه لا يوجد استهلاك فعلي يذكر للكهرباء والماء، فإنني كنت أسدد ثمن كهرباء بحوالي أربعة دنانير ونصف الدينار شهريا، ومبلغ مماثل تقريبا ثمن مياه، لكن«لا بد مما منه بد»،حسب«فقه الجباية»، بمعنى انني أدفع بالسنة نحو «120 «دينارا ثمن كهرباء وماء ،وأنا لا استهلك فعليا بين«10 الى 15 «دينارا في السنة..أليس هذه ضريبة قسرية ضمن عشرات الضرائب،التي يدفعها المواطن بأسماء وعناوين مختلفة! وبالنسبة لسكان الأغوار تشكل أزمة المياه «عقوبة»، تضاف الى ما يعانون منه أصلا،من أزمات تتعلق بالقطاع الزرعي،الذي يشكل مصدر دخل أساسي لغالبية سكان المنطقة !
وهل بعد هذا المقطع من معاناة المواطنين، حاجة للسؤال..لماذا يشعر الناس بالاحباط واليأس وأحيانا يخرجون عن أطوارهم، وعدم تصديق ما يقوله المسؤولون في تصريحاتهم من كلام معسول، بل يسخرون مما يقولونه أن نحو «90 «بالمئة من المواطنين لا يدفعون ضرائب !
theban100@gmail.com