Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Jan-2020

رداً على روغل/ هآرتس: الأردن ليس هشًّا كما تحلمون*علي عبد السلام المحارمة

 الدستور

نشر الكاتب الصهيوني (روغل الفر) في صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية مقالة سيئة تتضمن مغالطات مستخفة ومستهينة بالأردن والعرب، وتفسّر الشراكة في الرؤى بين اليمين الإسرائيلي والإيراني، فيقول بأن رؤية اليمين الإسرائيلي لخروج أميركا من العراق سيكون من مصلحة، لأنه سوف يؤدي إلى تقوية النفوذ الإيراني في الإقليم، وذلك كي تزيد فرص التقارب بين دول الخليج وإسرائيل بحيث ستقوم دول الخليج بالتحالف مع الإسرائيلي في وجه المد الإيراني، كما أن مقتل سليماني سيؤثّر سلباً على الدعم الذي كان يقدّمه لحماس والجهاد الإسلامي في غزة، وأن الظروف ستكون جيدة لتفاقم الشقاق بين فتح وحماس!.
وفي هذا السياق يطرح هذا الكاتب المتطرف آليات مختلفة لضم الضفة الغربية لإسرائيل، ويتساءل: أيهما أفضل أن يتم ضم الضفة الغربية لإسرائيل قبل إسقاط النظام الهاشمي أم بعد ذلك؟! ثم يختم بخطورة ضم الضفة دون اسقاط النظام الأردني وتحويله إلى فلسطين؛ وذلك لأن ذلك سيكون بمثابة تحويل لإسرائيل إلى دولة ثنائية العرقية!!، وأن الأفضل أن يصوّت الفلسطينيون للبرلمان الأردني وليس لانتخابات الكنيست، وبالتالي؛ سوف تتلاقى طموحات اليمين الإسرائيلي مع طروحات اليمين الإيراني في إسقاط النظام الأردني...!!!
إن هذا الطرح الفاشي الدنيء يبحث في مصالح الكيانات الممسوخة على حساب النظم الشرعية القائمة على أبعاد تاريخية وحضارية راسخة رسوخ التفاف الأردنيين حول نظامهم وقيادته، وقد غاب عن ذهن هذا الأحمق أن الأردن دولة طبيعية نمت وترعرعت في بيئتها الطبيعية وعلى ترابها التاريخي، وأن النظام السياسي الأردن له شرعيته الضاربة في التاريخ لأبعد من قدرته على الإدراك، فالأردن ليس ضعيفاً ولا هشاً كما تحلمون.
الأردن يمر بأزمات وتحديات، ولطالما مر بمثلها عبر تاريخه، بل لربما كان تاريخ الأردن بمثابة أزمة مستمرة عبر العقود، لكنّه لم يكُ قط لقمة سائغة يبحث مصيرها كاتب سخيف، وقد زادت كل تلك الأزمات في منعة هذا الوطن والتحامه والتفافه حول قيادته ونظامه وجيشه المصطفوي وأجهزته الأمنية.
ورغم ذلك كله، فيجب على الأردنيين جميعاً بأن يكونوا متيقظين للمؤامرات التي تحاك على وطنهم ونظامه، وأن يُعِدوا العدة لكل أمرٍ طارئ يغيب عن أذهانهم.
وعلى الحكومة وجهازها الدبلوماسي بأن تكون واقعية أكثر وعلى أعلى درجات التنبه والحذر تجاه هذه المؤامرات، كما عليها بأن تسعى من جديد لزيادة مكانة ومهابة السياسة الخارجية الأردنية.