تمر أمتنا العربية بفترة انحدار وإرهاب وتهجير. وتساءلت: هل ظهرت بتاريخ الحضارة العربية الاسلامية حركة كداعش ووجدت الجواب. فعام 899م ظهرت حركة القرامطة واليوم تنظيم (داعش). وبحثي للمراجع وجدت التشابه: (1) القرامطة: كحركة هدامة تنتسب (لحمدان بن الاشعت) ولقب (بقرمط) لقصر قامته وهو من الاهواز ورحل للكوفة. وتنظيم حركته سرية وعسكرية. ظاهرها التشيع لآل البيت وحقيقتها القضاء على الدولة الاسلامية. (2) داعش: تنظيم إرهابي ويتبنى الفكر السلفي ويهدف لإعادة الخلافة الاسلامية وتطبيق الشريعة. بدأ (2006) يتزعمه ابو عمر البغدادي وبعد مقتله (2010) اصبح ابو بكر البغدادي زعيماً الذي قتل قبل شهر. وقامت داعش بعمليات ارهابية بسوريا والعراق. (1) القرامطة: بدأ عبدالله بن ميمون القداح بنشر المبادئ الاسماعيلية في جنوب فارس (260هـ) والداعية بالعراق (ابو الفرج القاشاني) المعروف (بذكروية). وقام حمدان قرمط بن الاشعت 278هـ ببث الدعوة بالكوفة، وجعل الصلاة خمسين مرة يومياً. ثم اختفى (بذكروية). وخلفه ابنه احمد القاسم وهرب لبغداد. وجاء (ابي سعيد الجنابي) للبصرة 283هـ وهزم.

 

ثم جاء ابنه سليمان الحسن واستولى على معظم الجزيرة – ودام ملكه 30 عاماً – وابتز حكومة بغداد بدفع الاتاوة. وفتكت الحركة بالحجاج، وهاجم مكة 319هـ، وهدم زمزم، ونزع الكسوة، واقتلع الحجر الاسود وسرقه للإحساء. توفي سليمان فخلفه اخيه الحسن الاعصم الذي احتل دمشق 360هـ، وتوجه لمصر، وهزمه الفاطميون. وانتهت دولتهم في البحرين حيث قاتلهم ملك البحرين الاصفر التغلبي. (2) داعش: تعتبر من (القاعدة) وتشبه السلفيين واحتلت الرقة بسوريا. ثم الموصل. أعلنت في 2014 الخلافة الاسلامية ومبايعة ابي بكر البغدادي. وتمتلك داعش تراسانة أسلحة حصلت عليها من الجيش السوري والعراقي. قامت بالإعدامات والتهجير من نينوى والموصل للمسيحيين والأيزيديين والتركمان. وفرضت داعش على المسيحيين الاسلام او الجزية او قطع رؤوسهم. في 2011 فجرت المدن والجوامع والكنائس العراقية. وافرجت عن المجرمين والارهابيين ومهربي المخدرات المسجونين. (1) القرامطة. ادعوا انهم يقاتلون من اجل آل البيت. واسسوا دولة اسموها (الشيوعية) تقوم على شيوع واحتقار الملكية الشخصية ويجعلون الناس شركاء بالدعارة. تاريخ داعش الاسود معروف منذ 2013. مجتمعهم يقوم على الشيوع بالنساء.

 

واهم معتقداتهم إلغاء أحكام الإسلام الأساسية: كالصوم والصلاة. يؤمنون بوجود إلهين قديمين أحدهما علة لوجود الثاني. يعتقدون بان الاديان والاخلاق ليست الا ضلالاً. يتعلقون بمبادئ الملحدين. أساس معتقدهم قيام مجتمع الإباحية والشيوع في النساء والمال. (2) داعش استولوا على حقول النفط. فرضوا ختان البنات واصدروا فتوى نكاح المجاهدات وزواج المتعة وحللوا الزواج من صغار الفتيات. مما ذكرت فهل اعاد التاريخ نفسه بهذا الارهاب والتكفير الذي شاهدناه ونشاهده حتى اليوم. هل همجية «داعش» صعبة للحل السريع. لكن ذلك مستحيل دون تعاون عربي ودولي.