Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Jul-2019

الشباب عماد المستقبل*كمال زكارنة

 الدستور-التركيز على الشباب ودورهم في عملية البناء الوطني، في جميع مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية والمعرفية والمجالات والميادين الاخرى، التي تشكل منظومة الحياة ومسيرة المجتمع والدولة، يعني وجود رؤيا مستقبلية ثاقبة وتفكير سليم وناجح بمسقبل زاهر ومزدهر، يقوم على تأسيس واعداد اجيال قادمة قادرة على تحمل المسؤوليات الوطنية الفردية والجماعية، ومواجهة تحديات ومتطلبات المستقل بقدرات وكفاءات متمكنة معتمدة على الذات.

قبل المطالبة باعطاء الفرص للشباب للمشاركة في عملية البناء وصناعة وصياغة المستقبل، وفي صناعة القرارات واتخاذها، لا بد من اعدادهم الاعداد الجيد وتوفير الفرص التعليمية والتدريبية لهم، حتى يكونوا قادرين على القيام بواجباتهم ووظائفهم الوطنية والمجتمعية، على المستويات الفردية والجماعية والوطنية بشكل عام، وتسليحهم بالمعرفة والعلم والتكنلوجيا والتدريب اللازم والكافي، وتهيئتهم بالشكل الصحيح للتعامل مع التحديات القائمة والمحتملة او المتوقعة.
والاهتمام بالاجيال يجب ان يشمل جميع المراحل العمرية، فلكل مرحلة مواصفاتها وميزاتها واحتياجاتها ومتطلباتها، والتركيز على الشباب واعدادهم وتاهيلهم كما ينبغي، يؤهل الدولة والمجتمع للولوج الى مراحل متقدمة في جميع المجالات وخاصة العلمية والتعليمية والاقتصادية، وتحقيق نقلة نوعية ونهضة شاملة تستند الى تنمية مستدامة، لان صناعة جيل شاب قادر ومتمكن، يعني ايجاد قيادات مستقبلية كفؤة معدة اعدادا جيدا لا تقف في وجهها اية معيقات او تحديات.
اشراك الشباب في مختلف الانشطة والزج بهم الى مختلف مؤسسات الدولة والمجتمع، يحقق عدة اهداف في آن معا، منها تجديد الدماء وتنشيط قوى العمل، وتدعيم القواعد التي تشكل الروافع القيادية لجميع المؤسسات الاهلية والرسمية، كما تشكل فرصا للتدريب العملي للشباب واكسابهم الخبرات المطلوبة وصولا الى المواقع المتقدمة والقيادية والصفوف الاولى في تلك المؤسسات.
 وتشكل الاستراتيجية الوطنية للشباب للسنوات الخمس القادمة، الارضية الصلبة التي يمكن ان يقف عليها الشباب الواعي المنتمي الملتزم الباحث عن المستقبل المضشرق، والذي يستفيد ويفيد ويحقق الانجاز تلو الانجاز، ويغطي تفكيره مساحة الوطن ويتجاوز حدوده والاستفادة من منجزات الدول والمجتمعات المتقدمة، ونقلها الى الاردن والعمل على تطبيقها وتوليفها بما يعود بالفائدة على الوطن والمواطن.
قد تبدو المهمة صعبة وطويلة الى حد ما، لكنها اسهل مما يتوقع البعض لان الانتماء والولاء والجد والاصرار على النجاح وتحقيق الانجاز كلها كفيلة بتذليل اصعب العقبات والتربع على سدّة النجاح.
تأهيل الشباب واعدادهم للمواقع القيادية، واشراكهم في مؤسسات الدولة والمجتمع، وخوض غمار الحياة السياسية والاقتصادية، مثل الانخراط في الحياة الحزبية والنيابية، والعمل في سلك القضاء، والمؤسسات الاقتصادية والتجارية والمالية المختلفة، يدفع بالكفاءات الحقيقية المنتخبة والمؤهلة والمدربة والمعدّة علميا وفنيا مع اكتساب الخبرة المناسبة، الى المواقع التي تستحقها وصولا الى وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، والقضاء على الواسطة والمحسوبية تلقائيا دون الحاجة لمحاربة فئات او اشخاص، اضافة الى محاصرة بؤر الفساد وتحجيمها وتحديدها. 
 هذه الاستراتيجية الوطنية القابلة للتنفيذ، يجب ان تشارك في دعمها جميع فئات وشرائح المجتمع، لانها تدخل كل بيت اردني لتقوية بناءه من الداخل، من خلال بناء الانسان المتمثل بالشباب، وتعزيز الآفاق العلمية والمعرفية والثقافة العامة لديهم، انها فرصة لبناء المستقبل الواعد للجميع.