Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    12-Dec-2017

ماذا فعل ترمب بأقل من عام ؟! - فيصل ملكاوي

الراي -  منذ اليوم الاول لدخوله البيت الابيض رئيسا للولايات المتحدة الاميركية ، وهناك حالة من القلق في المحيط الدولي ، جراء سياسات الرئيس الاميركي ( الشعبوية ) شديدة العداء والازدراء للقيم العالمية بل واصعب

من ذلك عداء كبير ومعارك متواصلة مع المؤسسة الاميركية التقليدية ، ومع الصحافة الليبرالية الحرة ، وما
صاحب ذلك ولا زال ولا يبدو ان يتوقف في المستقبل من محاولة الغاء السياسات الاميركية التقليدية
القائمة منذ اكثر من سبعة عقود والقائمة على بناء التحالفات الدولية السياسية والامنية والاقتصادية
وبالتركيز على قيم الديمقراطية وبالاعتراف بان تلك العقود كانت زاخرة ايضا باخطاء الادارات الاميركية
المتعاقبة ولكنها لم تصل في اي مرحلة الى مثل هذا
الوضع الخطير الذي يمثله الرئيس ترمب على مكانة الولايات المتحدة وهذا النمط من المغامرة المجازفة والتخبط في السياسة الدولية
الذي يخلف كل يوم حالة غضب جديد يتوحد العالم خلفها لرفض احادية ترمب ومحاولة درء المزيد من مخاطرها على العالم والولايات
المتحدة ذاتها.
المؤسسات التقليدية الاميركية والصحافة في الولايات المتحدة باستثناء صحافة اليمين والشعبوية ، وكثير من اركان الحزبين
الجمهوري حزب الرئيس ترمب وكذلك الحزب
الديمقراطي وايضا مجلس الشيوخ الاميركي ، و مؤسسات كبيرة مثل وزارة الخارجية والدفاع ، يشعر العالم انه ينتاب هذه المؤسسات
الكثير من القلق الذي يسود العالم
من حالة التحول الصادمة التي يرعاها ويتبناها الرئيس الاميركي تحت شعار ( اميركا اولا ) ما يشكل حالة من الاضطراب وفي كثير من
الاحيان العزلة لدور هذه المؤسسات وتقليصه في رسم السياسة الخارجية الاميركية والحفاظ على المصالح الاميركية حول العالم ، حتى
ان الكثير من المؤسسات الاميركية وقادتها باتوا في مهمة تطويق مخاطر نهج وسياسات الرئيس ترمب التي لا تاخذ اي اعتبار لاي حليف
عالمي بل هي في حالة اشتباك دائم وازمة شك وريبة في هذه العلاقات والقرارات التي تصدر عن الرئيس الاميركي بالنسبة للاتفاقات
والتحالفات الدولية الاميركية التي مر عليها عقود وهي راسخة ومتفق على قواعدها واطرها المختلفة.
ينهي الرئيس ترمب العام الاول من ولايته بعد نحو شهر ، وقد خلف في نهجه وسياساته ، حالة رفض متزايدة بل وتطورت الى حالة
عالمية لرفض رئيس يوجه السياسة الاميركية صباح ومساء كل يوم عبر لوحة هاتفة النقال على موقع التواصل الاجتماعي ( تويتر ) ومن
خلال عدد محدود من المقربين والمستشارين من فريقه في البيت الابيض وبعزلة شبه كاملة للمؤسسات الاميركية التقليدية حتى ان
وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون لا يعرف حتى الان الى اي مدى يمكن ان يبقى في منصبه مع تواتر المعلومات على الدوام
بخلافات حادة مع الرئيس ترمب الذي يقال ايضا ان سيبادر الى اقالته قبل ان يستقيل في واحدة من حالات التنمر التي تنتاب ترمب في
تعامله الغير مكترث بالمؤسسة الاميركية التي بات معروفا انه يكن لها العداء وهو بالمناسبة لم يترك مناسبة دون الدلالة على ذلك
بالسياسات والقرارات والتصريحات العلنية التي تنطلق عبر مئة واربعين حرفا في حدها الاعلى على تويتر.
الرئيس الاميركي انسحب في نحو عشرة اشهر ، من اتفاقات دولية راسخة لم يكن بالحسبان او التوقع ازدراءها بهذه الطريقة ، وهي
بالمناسبة اتفاقات ذات اجماع اممي واسع فقد غادر اتفاقية المناخ الموقع عليها نحو 195 دولة واتفاقات التجارة الحرة وافرغها من
مضمونها ، ولا زال يهدد بطريقة غرائبية ببناء جدار على الحدود مع المكسيك والاغرب ان يريد من الدولة المتضررة المكسيك بناء
الجدار ، ومثلما صرح مرارا بان لا قيمة لحلف شمال الاطلسي واصفا اياه بالمنظمة البالية وهو ذات النهج المتغطرس الذي يريد في هذه
الايام من الدول العربية والاسلامية الترحيب بقرارته الكارثية باعترافه بالقدس عاصمة لاسرائيل وقرار نقل سفارته اليها على انها خطوات
لاحلال السلام ؟! والقائمة باتت طويلة في هذه السياقات الغريبة العجيبة.
وبالنسبة للشرق الاوسط فان القرار الكارثي الذي اتخذه الرئيس ترمب ، هو جزء من الحالة الكارثية التي تتحول فيها السياسة الاميركية
على يده وايدي اقرب مقربيه علما ان راس الحلقة الاقرب هو اليمين الاسرائيلي وانصارهم في الولايات المتحدة ، وهم الذين يتفاخرون في
هذه المرحلة انهم هم من يرسمون السياسة الاميركية بتحولاتها المرعبة بمقاربة وصفها الرئيس الاميركي السابق باراك اوباما
بالمفزعة وكالتي مرت بها المانيا في ثلاثينيات القرن الماضي ويحذر من مخاطرها والتي خلفت انذاك ملايين الضحايا من البشر حول
العالم.
في هذه المرحلة هناك حالة خطر مشترك وداهم تنتاب العالم كله وليس المنطقة وحدها ، بالمواقف الاوروبية تجاوزت الادانة الى الرفض
العملي لقرارات الرئيس الاميركي في اكثر من حالة واكثر من ملف ، حتى ان اوروبا تفكر جديا بالانفكاك عن الاعتماد على الولايات
المتحدة بالشان الدولي واعادة صياغة شكل التعاون مع اميركا ترمب لما تراه باميركا الجديدة من اخطار واضرار بالمصالح الاوروبية وحول
العالم ايضا.
في المنطقة العربية والاسلامية هناك قرار كارثي اتخذه ترمب اخيرا بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل بشطريها الغربي والشرقي وقرر
نقل السفارة الاميركية اليها ، وهذه حلقة جديدة من مخاطر الرئيس ترمب التي بات يدركها العالم جيدا ويرفضها والذي يمكن وضع
كتفا بكتف مع المجتمع الدولي لوضع علامة قف امام الرئيس الاميركي وسياساته الكارثية على العالم كله.