Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    04-Dec-2017

إهتزاز «الهلال الفارسي» - صالح القلاب

الراي -  المفترض ألاّ يكون مستغرباً إنفجار هذا الصراع الدامي بين الرئيس اليمني السابق علي عبداالله صالح والحوثيين فقبل تحالفهما، الذي هو تبادل مصالح آنية، كان بينهما ما صنع الحداد، كما يقال، وكان قد خاضا ضد بعضهما بعضاً أحد عشر حرباً ضروساً أسفرت عن خسائر كبيرة من الطرفين وحقيقة أن كل طرفٍ كان ينتظر تعزيز مواقعه ويبطش بالآخر كي يستفرد بالحكم وعلى غرار ما بقي يحدث في اليمن السعيد منذ سنوات بعيدة تعود لستينات القرن الماضي.

 
والمؤكد أن علي عبداالله صالح قد إرتكب خطأً فادحاً عندما إرتد على شركائه في الحكم وتحالف مع مجموعة كانت قد ألحقت المذهب الزيدي المتسامح الجميل بـ «الولي الفقيه» وبالحلف الإيراني الذي كان رموزه الكبار قد أعلنوا مراراً وتكراراً أن «إيرانهم» هذه باتت تسيطر على أربع عواصم عربية هي بغداد دمشق وبيروت وصنعاء وإنها قد حققت هدفها الإستراتيجي بأن أصبح لها ممر بريٌّ يربطها بشواطىء البحر الأبيض المتوسط الشرقية.
 
وبهذا فقد ثبت أن حسابات علي عبداالله صالح، الذي كان يعتبر مناوراً بارعاً، لم تكن لا دقيقة ولا صحيحة عندما وضع نفسه ووضع حزبه، المؤتمر الشعبي العام، في معادلة سياسية وعسكرية كانت واضحة منذ البدايات أنها لن تكون في مصلحته إطلاقاً فالحوثيون مجموعة متماسكة خاضت تجارب كثيرة والأخطر أنها أصبحت جزءاً من تحالفٍ متماسك وقويٍّ عسكرياًّ وسياسياًّ تقوده إيران ويشكل فيه حزب االله اللبناني قوة رئيسية ويدعمه المذهبيون والطائفيون في هذه المنطقة التي وللأسف غدت تغرق في التمحورات الطائفية حتى عنقها.
 
لقد شكلت «إنتفاضة صنعاء» التي تحولت أمس الأول إلى ثورة شعبية فعلية ليس ضد الحوثيين وفقط وإنما ضد إيران بالدرجة الأولى التي كان بعض العرب قد حذروا وفي وقت مبكر جداًّ أنها تسعى لإقامة «هلالها» الفارسي الذي أعطته إسماً مذهبياً مثيراً والواضح أنها نجحت في تحقيق جزءٍ من هذا الهدف والدليل هو أنها باتت تضع أقدامها على الشواطىء الشرقية للبحر الأبيض المتوسط.. إنْ في بيروت وإنْ في اللاذقية وأيضاً إنْ في طرطوس وبانياس.
 
إنه لا يمكن إلا المراهنة على «إنتفاضة صنعاء» لكسر هذا الهلال الفارسي الذي إستكملت إيران الجزء الأكبر منه لكن وحتى يتحقق هذا فإن المفترض أن لا يبقى العرب الذين أصبحت أقدامهم في «الفلقة الإيرانية» متفرجين ومصفقين فهذا صراع جديٌّ وإستراتيجي وأيضاً تاريخي ولذلك فعلى من يعتقد أن بإمكانه النأي بنفسه بعيداً عن هذا الصراع أن يعيد قراءة تصريحات كبار المسؤولين الإيرانيين الذين كانوا أطلقوها إنْ في ثمانينات القرن الماضي وإنْ في السنوات الأخيرة حيث باتوا لا يتورعون من أن يقولوا أنهم غدوا يسيطرون على أربع عواصم عربية !!.