Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    10-Oct-2018

حراك التوجيهي* ابراهيم عبدالمجيد القيسي
الدستور - 
لا بد أن نسجل شهادتنا على موقف رئيس الوزراء، الذي فعل جميلا حين وجه بإلغاء قائمة القبولات الجامعية، التي ضمت أسماء بعض الطلبة المنتفعين من المكرمة الملكية العسكرية السامية، فهو موقف يحسب له وللوزير الطويسي، ولابد أن يستمر أداء وزارة التعليم العالي بشفافية، وكان وما زال المطلوب الكشف عن حقيقة هذه القائمة التي لا أعتبرها جديدة، حيث تصدر مثل هذه القوائم مع بداية كل فصل جامعي، ولا أقول بأنها تصدر شاملة موافقات على منح مقاعد طب لطلبة حاصلين على معدلات متدنية في الثانوية العامة، بل أقول إن هناك قوائم تصدر متأخرة قليلا عن موعد اعلان قائمة القبول الموحد، وصدورها مرتبط بعزوف بعض الطلبة عن مقاعدهم، لأسباب كثيرة قد يكون من بينها حصولهم على مقاعد جامعية أخرى داخل أو خارج البلاد، فتقوم الجهات المنتفعة بتعبئة هذه المقاعد بمنحها لطلبة آخرين منتفعين من المكرمة، حيث يتم اختيارهم حسب اجتهادات المسؤولين هناك، ولا يمكننا أن نعلم شيئا عن هذه الاجتهادات، لكننا متأكدون بأن وزارة التعليم العالي لا تتدخل في الأسماء القادمة من هذه الجهات المنتفعة.. يجب أن يتم توضيح هذه العلاقة وحدود تدخل التعليم العالي بها.
لم أنس العنوان، فثمة كثيرون سيقرأون هذه المقالة ليفهموا المعنى من حراك التوجيهي، الذي ترعاه جهات نحترم عملها، لكننا ننتقده أحيانا حين يتجاوز عن مفاهيم عامة، تعتبر أهم من الاصرار على استصدار قرار رسمي يدحض إشاعة غير مبنية على منطق..
نفت وزارة التربية والتعليم وفي أكثر من مناسبة، قرارا مزعوما منسوبا إليها، بأنها قررت تحديد جلسة واحدة لمواد يتكون منهاجها من فصلين دراسيين وربما كتابين، وذلك خلال امتحانات الثانوية العامة التي ستجري في صيف 2019 ، وتقول التربية بأنها لم يصدر عنها مثل هكذا قرار، ومع هذا يرى بعضهم بأن من حقه أن يتصيد شعبية ونجومية، ضاربا عرض الحائط بمستقبل شبابنا، وغير مدرك لحساسية إشغالهم بمثل هذه القضايا، ولا لخطورة إبعادهم عن الاهتمام بدراستهم، حيث لم يقع في حسبانه أو ربما لم يهتم أساسا بمآلات مثل هذه المواقف، في أذهان طلبة ما زالوا في بداية عام دراسي مصيري بالنسبة لمستقبلهم.
لا جديد على صعيد الثانوية العامة ينسب الى وزير التربية الحالي، فكل قراراتها تم اتخاذها قبل قدومه، ولا أعتقد بأنه سيتجشم عناء قرار جدليّ، دون الرجوع الى مرجعيات قانونية واستشارية مختصة، ولن تكون قرارات الوزارة كما يصفها «حراكيون» بأنها تدميرية للتعليم، علما أننا لا نستثني احتمال وجود اجتهادات بين الفينة والأخرى، لكن هذه الاجتهادات مستبعدة تماما في موضوع امتحان الثانوية العامة، لأنه ملف يسير وفق استراتيجية تم رسمها منذ سنوات، ولن يقفز عنها لا وزير التربية والتعليم ولا غيره، حتى على صعيد جلسات امتحان الثانوية العامة في المناهج او المواد الدراسية الكبيرة، كمادة الرياضيات مثلا، لن يجتهد أحد فيها، وأي قرار متعلق بها سيخرج للناس رسميا، ولن يكون رهنا لإشاعة ويسهم بتشتيت أذهان طلبتنا واستعداداتهم للامتحان..وهذا ما أفهمه وأتوقعه من أية وزارة أردنية وفي أي شأن كان.
الوقت مبكر جدا للحديث عن تفاصيل جلسات امتحان سيجري في الصيف القادم، وترهيب الطلبة منه منذ الآن، وتدريبهم على التفلّت من التزاماتهم الأكاديمية، التي لن يدفع ثمنها سواهم، بينما يعود الآخرون للفرجة والانتقاد المنفلت القادم من جهات كمنسق الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة «ذبحتونا» أو «ضيعتونا».. أنا لي وجهة نظر في موضوع الثانوية كتبت عنها مقالات كثيرة في هذه الزاوية، وأحترم بعض متابعات هذه الحملة، وأعتبرها في بعض الأحيان كصوت يعدل شمعة في ظلام، لكنني؛ وللموضوعية، أنتقد هذا السلوك من التغرير بطلبة الثانوية العامة، بحثّهم على الاعتصامات والابتعاد عن مدارسهم، من أجل إشاعات نفتها وزارة التربية والتعليم جملة وتفصيلا.. دعونا نقوم بعملنا الأخلاقي المطلوب تجاه فئات المجتمع لا سيما ما تعلق بمستقبل أبنائنا فهو مستقبل بلدنا.