Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    20-Jan-2020

ليبيا على طريق التدويل*علي ابو حبلة

 الدستور

ثورات الربيع العربي كانت بفعل الاستئثار والاستحواذ على ثروات الوطن العربي من قبل أصحاب النفوذ والمصالح الدوليين والإقليميين ، وكان تحريك الشعوب هو ضمن مخطط ابعد ما يكون فيه الاهتمام بمصالح المواطن العربي والاهتمام بتحسين حياته المعيشية ومحاربة الفقر والبطالة.
الملك عبد الله الثاني شخّص الوضع الذي بتنا نعيشه بواقعية مجردة « في مضمون خطابه أمام البرلمان الأوروبي في مدينة ستراسبورغ الفرنسية» حين حذر الغرب من الصراعات بين القوى العالمية والاقليمية وخص ليبيا بالقول « ماذا لو أصبحت ليبيا سوريا جديدة ولكنها هذه المرة اقرب إلى قارتكم ، وحذر الحكومات العربيه في تجاهل مطالب شعوبها في توفير أكثر من 60 مليون وظيفة سيحتاجها شبابنا خلال العقد القادم وحذر بالقول وإذا فشلنا، ألن نكون قد هيأنا في الواقع البيئة المثالية للجماعات المتطرفة؟ فنحن نسهل عليهم عملية التجنيد والاستقطاب إن خلفنا وراءنا الضعف واليأس.
هذا الواقع الأليم في صلب المعاناة التي يعاني منها العراق وسوريا ولبنان واليمن وشمال إفريقيا والظلم في فلسطين بمثابة التفجير القادم ، البعد الاستشراقي لأطروحات الملك عبد الله الثاني تقودنا إلى البحث في الازمة الليبية وباتت على طريق التدويل دون الأخذ بمصالح الشعب الليبي .
تقع ليبيا في قلب الصراع الدولي على النفوذ في الضفة الجنوبية للمتوسط، فموقعها يعتبر عقدة اتصالات بين أوروبا وأفريقيا جنوب الصحراء، وهي في الوقت نفسه حلقة الوصل بين شمال أفريقيا والمشرق العربي، بالإضافة لاحتياطها النفطي ومخزون الغاز الذي يُعتبر الأكبر في القارة الأفريقية، فضلا عن ثروات طبيعية أخرى، وهذا هو أحد الأسباب الرئيسة التي تفسر اهتمام القوى العظمى بها، وسعيها الدائم لتحصيل مواطئ قدم فيها.
إن الصراع بين الاتحاد الأوروبي وتركيا في شان استثمار الغاز القبرصي تزيد من فرص الاهتمام بالمخزون الليبي من الغاز ، وتعد ليبيا احد أهم المزودين الرئيسيين لبلدان جنوب أوروبا بالغاز الطبيعي. وسبق للحكومة القبرصية أن وقعت على عقود مع شركات عالمية من بينها «توتال» الفرنسية و»إيني» الايطالية و»إكسون موبل» الأمريكية، الا أن تركيا اعترضت على تنفيذ تلك الاتفاقات، مما تسبب في عراقيل استغلال الاستثمار في الحقول القبرصية.
وبات محور الصراع على ليبيا هدفه الاستحواذ على الثروات الليبية واتخذ أبعادا عنيفة في مناسبات كثيرة، وخاصة في ظل الأزمة السياسية الحالية، المُستمرة منذ 2014. وترسَخ التباعد بين فريقين ليبيين كبيرين، طيلة السنوات الخمس الماضية، على نحو تعذر معه إيجاد أرضية للتعايش بينهما. ، ظاهريا تبدو القوى العظمى جادة في السعي إلى تحقيق مصالحة بين الإخوة الأعداء، لكن ، خلف البيانات المنمقة،تبذل جهود لتغذية الصراعات في ليبيا تمهد للتدخلات الاجنبية.
احتدام الصراع الليبي دفع الدعوات الدولية والاوروبية بوجه خاص إلى وقف الحرب الدائرة على أبواب طرابلس للسيطرة على العاصمة من قبل قوات حفتر ضد حكومة السراج ، ودعت الأطراف المتصارعة على ليبيا إلى وقف إطلاق النار وادعت «الحل السياسي برعاية الأمم المتحدة هو الذي سيمكن من إنهاء النزاع في ليبيا». وفي السياق اعتبر رئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك، أن الهجوم على طرابلس «يهدد العملية السلمية التي قطعت شوطاً طويلاً للوصول إلى تسوية»، لافتاً إلى أن الاتحاد الأوروبي يعكف على إيجاد صيغة لوقف إطلاق النار، والمساهمة في حل سلمي وديمقراطي في إطار الأمم المتحدة.
مؤتمر برلين بعد محطة موسكو يشكل مدخلا لتدويل الازمة الليبية وتم الكشف عن أن مسودة البيان الختامي تنص على بنود لانطلاق عملية حل الأزمة الليبية بينها إصلاحات في مجالي الاقتصاد والأمن وحظر توريد الأسلحة تحت مظلة دولية.