Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    06-Dec-2018

نتنياهو ينقلب على الديمقراطية - عوزي برعام

 

هآرتس
 
الغد- لقد كنت موجودا هناك عندما حدث الانقلاب. حينها انتخبت للكنيست للمرة الأولى، ودخلت اليها وأنا مليء بالروح القتالية، حيث أصبح مناحيم بيغين رئيسا للحكومة، ونحن في "المعراخ" بقينا في المعارضة.
الانقلاب السياسي وضع بصمته على كل واحد منا. اعضاء كنيست قدامى مثل حاييم تسادوق ويغئال الون ويتسحاق نافون، لم ينجحوا في التسليم بهزيمتهم، الأمر الذي ظهر واضحا تقريبا في كل تصويت. بيغن الذي تعافى في حينه من المرض، حضر إلى الكنيست وهو يشع ضياء، وتحدث دائما عن الطريق الصعبة التي مر بها إلى أن وصل إلى الحكم.
في كل مرة تذمروا فيها في لجنة الكنيست من هبوط مكانتنا، قام دائما رئيس الائتلاف حاييم كورفو باسكاتنا بقوله "كل شيء تعلمناه منكم". بيغين وحكومته الذين ظهروا متشوشين في بداية الطريق، تلقوا شحنة تشجيع كبيرة عند زيارة انور السادات للقدس. هذه الزيارة اعطت التبرير للانقلاب السياسي.
مع مرور الوقت تطور التسليم بالواقع في المعسكرين. النقاشات أصبحت شديدة، بالاساس بشأن تداعيات اتفاق السلام وبالطبع بشأن حرب لبنان. ولكن الأجهزة المدنية والقضائية في الدولة لم تتضرر أبدا.
يبدو أننا لا نشعر في الوقت الحالي بأنه يحدث انقلاب ثان. ليس انقلابا في نقطة معينة، بل هو انقلاب زاحف. من يقومون به لا يشبهون أبدا من قاموا بالانقلاب الأول. رؤوفين رفلين، الحيروتي الأول الذي وصل إلى الرئاسة، الرئيس الأول المؤيد لأرض إسرائيل الكاملة، الذي يدمج التصلب السياسي والرؤيا الليبرالية، هو تقريبا خصم واضح للسلطة. رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يريد سن قانون يقيد صلاحيات الرئيس في كل ما يتعلق بتشكيل حكومة بعد الانتخابات. هو لم يتجرأ على القيام بذلك مع شمعون بيرس، لكن لا مشكلة لديه في المس برفلين دون اكتراث.
الانقلاب الثاني ليس انقلابا سياسيا، بل هو انقلاب يتحدى كل المعايير لدينا. كل المؤسسات التي تميز المجتمع المدني تقع تحت هجوم لا يتوقف. قانون "الولاء في الثقافة" يستهدف بالاساس، بواسطة المعارضة التي يثيرها، مساعدة ميري ريغيف في الانتخابات التمهيدية، في حين أن المبادرة للقانون التي قامت بها أييليت شكيد تهدف إلى تمكين الوزراء من تعيين المستشارين القضائيين.
كل هذه الامور لا تثير صدمة الجمهور الذي يستطيع قيادة انقلاب انتخابي، حيث أن كل انقلاب كهذا يتم طرحه كجزء من النضال ضد اليسار وتحرير الزعامة الحاكمة من كل قواعد ومعايير مقيدة.
زعيم الانقلاب الأول كان مناحيم بيغين الذي عمل على تغيير الوجه الطبقي للمجتمع. وزعيم الانقلاب الثاني هو بنيامين نتنياهو الذي اعلن في هذا الاسبوع في خطاب له مليء بالتحريض، عن أنه زعيم الانقلاب الثاني، وهو تدمير الديمقراطية.