Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    02-Dec-2019

اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني*علي ابو حبلة

 الدستور

في التاسع والعشرين من نوفمبر من كل عام تحتفل الأمم المتحدة ومن خلال الجمعية العامة ومعهما العالم باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وتم إقرار هذه المناسبة من خلال قرار الجمعية العامة رقم (32/40ب) يوم الثاني من ديسمبر1977، والذي ينص على اعتبار يوم 29تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام يوما للتضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني وحقوقه.
هذا القرار جاء بعد ثلاث سنوات من زيارة الرئيس الشهيد  أبوعمار للجمعية العامة للأمم المتحدة في الثالث عشر من نوفمبر1974، قبل هذه الزيارة كان التعامل مع القضية كقضية إنسانية وقضية لاجئين فقط، بعد هذه الزيارة أعيد إدراج قضية فلسطين في جدول أعمال الجمعية العامة كقضية سياسية، وذلك من خلال القرار (د-29 / 3236) في2 نوفمبر1974 وقد صدر القرار بموافقة 89 صوتاً مقابل رفض 8 وامتناع 37.
إضافة إلى ذلك ونتيجة لحربي1948 و1967 اللتين تسببتا بتشريد مئات الآلاف من الفلسطينيين آنذاك فإن رفض إسرائيل الاعتراف بمسؤوليتها القانونية والأخلاقية عن اللجوء الفلسطيني يسبب مأساة مستمرة للفلسطينيين المشردين.
قرار ترمب الاعتراف في القدس عاصمة لإسرائيل و تصريحات بومبيو بتشريع الاستيطان جميعها تتعارض مع قرارات الأمم المتحدة ضمن محاولات فرض وقائع على الأرض تنتهك الحقوق الوطنية والتاريخية للشعب الفلسطيني في ارض فلسطين، وبالرغم من استمرار الأمم المتحدة في إصدار قرارات خاصة بالقضية الفلسطينية وكلها غير ملزمة ليس لأنها قرارات غير عادلة بل لأن العالم اليوم لا تحكمه الشرعية الدولية والقانون الدولي بل القوة والمصالح، بالرغم من التنكر لهذه القرارات من قبل إسرائيل وأمريكا إلا أنها قرارات تحافظ على حضور القضية الفلسطينية واسم فلسطين في المحافل الدولية وفي الضمير العالمي، كما أن الاستمرار في إحياء اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني يؤكد أن القضية الفلسطينية ما زالت بدون حل وأن غالبية دول العالم ما زالت تدعم الشعب الفلسطيني في مطالبه العادلة، وهذا يؤكد أن احتلال إسرائيل لكل فلسطين لا يعني نهاية القضية وأن القوة لا يمكنها تثبيت حق للاحتلال.
رغم مرور عقود طويلة على نكبة فلسطين  إلا أن أساس التضامن مع الشعب الفلسطيني اليوم هو العمل المتوازي من الخارج في دعم المطالب الفلسطينية العادلة ومن الداخل استعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام بأي ثمن والتوصل لاستراتجيه وطنيه  تقود للتحرير والتحرر من الاحتلال.
وإذ يحتفل العالم  بهذا اليوم للتضامن مع الشعب الفلسطيني فلا بد وان تكون المناسبة  تتعدى  الخطابات الرنانة وقراءة القصائد المؤثرة أو عرض أفلام ونشاطات فولكلورية، فالتضامن الحقيقي المطلوب  هو العمل على التصدي للمخططات الصهيو أمريكي  الهادفه إلى التنكر للحقوق الوطنية الفلسطينية وتكريس الاحتلال وتهويد القدس وجميعها  تتنكر لقرارات الأمم المتحدة، مما يتطلب وضع آلية دولية ملزمة لإسرائيل تقود إلى تحقيق حل نهائي يوفر للشعب الفلسطيني فرصة للعيش الكريم وحقه في إقامة دولته المستقلة بحدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس. 
إن اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني هو يوم تذكير العالم بضرورة توفير الحماية للشعب الفلسطيني ووضع خطة محكمة للاستقلال والحرية، ومن خلال مراجعة قرارات الأمم المتحدة نلاحظ أن لهذه القرارات سقفا سياسيا أعلى من سقف كثير من الدول العربية وحتى من سقف النخب السياسية الفلسطينية، كما تمنحنا حقوقا مشروعه تتمثل في الحق بمقاومة الاحتلال، الأمر الذي يدفعنا للقول بأن الخلل ليس فقط في الشرعية الدولية وقراراتها ولا في اختلال موازين القوى بل أيضا في النظام السياسي الفلسطيني المنقسم على ذاته والمتصارع بين مكوناته.