بعد أزمة جائحة كورونا ستكون أمريكا هي الخاسر الأكبر لأن فيروس كورونا أسقط هيبتها كقوة عظمى، أما الصين فهي الرابح الأكبر وهي الأجدر بزعامة العالم مستقبلاً، حيث استطاعت السيطرة على وباء كورونا بسرعة فائقة كما أنها وضعت خبراتها الطبية والبحثية والتكنولوجية لمساعدة دول منكوبة مثل إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وإيران، بعكس أمريكا التي استفزت العالم بأنانيتها وانعزالها.

 

لذا فإن الصين ستعود قوة اقتصادية وعسكرية على الساحة الدولية ناهضة من وسط ركام هذا الوباء.

 

أما الأردن العزيز فهو لا شك سيكون الرابح الثاني في العالم بعد الصين لأنه تعامل مع هذه الأزمة باحترافية عالية رغم محدودية الموارد. وأستطاع من خلال كوادر القوات المسلحة الباسلة والأجهزة الأمنية وكوادر وزارة الصحة من أطباء وممرضين ومستشفيات وكذلك الحكام الإداريين والبلديات وباقي الأجهزة الحكومية المختلفة، من تسطير أروع معاني التضحية من أجل الوطن.

 

ومن أهم إيجابيات تعامل الأردن مع هذه الأزمة باحترافية واقتدار، هي استعادة كسب ثقة المواطن الأردني بالحكومة وأجهزتها المختلفة. وحتى تضمن الحكومة ديمومة هذه الثقة المستعادة، لا بد من عمل إجراءات حكومية جادة تصب في مصلحة الوطن والمواطن وتكمن في عمل إصلاحات سياسية واقتصادية وإصلاحات وطنية شمولية.

 

ويقف في مقدمتها قانون انتخاب عصري وإعادة النظر بالتشريعات المتعلقة بالشأن الاقتصادي وأهمها تخفيض الضرائب والرسوم وتخفيض أسعار المحروقات والكهرباء وتخفيض أسعار المواد الاستهلاكية وإنعاش الاقتصاد الوطني وتنشيط الحركة التجارية ودعم كافة القطاعات التي تأثرت بأزمة كورونا وخاصة القطاع الزراعي.

 

إن استعادة ثقة المواطن بالحكومة وأجهزتها المختلفة لا تتجسر مجدداً عند المواطنين بدون توفير الإدارة الرشيدة التي تستطيع أن توظف جميع موارد المجتمع المحلي المادية والطبيعية والبشرية، لزيادة الدخل وتحسين الحالة الاقتصادية والرفاه الاجتماعي ونوعية الخدمات المقدمة للمواطنين، بأقل التكاليف.

 

هذا سيعزز التنمية المحلية المستدامة، التي ترتكز على الديمقراطية والمشاركة الشعبية والقيم والعدالة والمساواة وتكافؤ الفرص والنزاهة والشفافية والمساءلة.

 

بإذن الله سيخرج الأردن العزيز قويا منيعا منتصراً بعد القضاء على جائحة كورونا وسيصبح مثالا يحتذى بين الدول.

 

حمى الله الوطن قوياً عزيزاً قيادةً وجيشاً وحكومةً وشعبا.

 

*أمين عام وزارة البلديات الأسبق عضو مجلس محافظة إربد.