Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    15-Feb-2019

أديب وهبه الدباس قامة تربوية وطنية أردنية*عيد عبدالحليم الزعبي

 الراي

إن واقعنا اليوم يؤلمنا في كثير من القضايا التي أصبحت مستغربة على مجتمعنا وخاصة في مجال العمل العام والخاص على حد سواء , سواء كان ذلك بتولي المناصب القيادية من ليس لديه الكفاءة والخبرات الكافية ووضع الرجل غير المناسب في المكان المناسب والتطاول على المال العام...... الخ , وذلك مقارنة مع سنين نشأة الدولة الأردنية واستقلالها , فكان الرجال رجالاً أشداء مخلصين في مواقعهم التي تقلدوها في الوظائف العامة , ومهما كان موقعهم الوظيفي ومستواه , وما دفعني لكتابة هذه المقالة هو ما سمعناه وعرفناه عن شخصية المرحوم أديب وهبه الدباس من خلال مسيرته التربوية والتعليمية.
 
فهذا الرجل قامة وطنية لا بل قلعة تربوية صلبة أخذ على عاتقه تمتين العملية التربوية بكل أشكالها وأبعادها , وخاصة فيما يتعلق بالمناهج التربوية الرئيسية المهمة في الحياة العملية , والتي تتمثل في اللغة العربية واللغة الانجليزية والرياضيات والعلوم الأخرى , وكذلك الاهتمام بالطالب وشأنه إعداداً وتأهيلاً علمياً وفكرياً وصقل شخصيته على أساس مقولة (أنت اليوم طالب وغداً قائد) , ومن خلال رحلة عمره التربوية فهذا العملاق عندما كان وزيراً للمعارف قد أسس ورفع البنيان , حيث أسهم إسهاماً مباشراً في تطوير التعليم منذ بدايات تأسيس إمارة شرق الأردن , فكان وطنياً مخلصاً وفياً لوطنه وأمته.
 
وإن الرجال... بالأفعال لا بالأقوال... كيف لا !؟ وإن المفكر التربوي والسياسي الذي له نصيب من إسمه (أديب وهبه) هو من المؤسسين لمدرسة السلط الثانوية والذي أصبح مديراً لها فيما بعد , حيث استقطب المدرسين من أهل العلم والمعرفة والمشهود لهم في مجال التعليم في ذلك الزمان كأمثال المرحوم تيسير ظبيان ونزار المدفعي وغيرهم للقيام بعملية التدريس في أم المدارس (مدرسة السلط الثانوية) وغيرها.
 
إن الحديث مهما طال ويطول , ولكننا قد نكون عاجزين عن الوفاء بحق هذه القامة (رحمه الله) على تضحياته وعطائه وصنائعه بكتابة سطور معدودة وكلمات محدودة قد تم خطها في دقائق , في حين أنه أفنى عمره لسنوات طويلة في ظل ظروف صعبة وقاسية في زمنه منافحاً من أجل الأجيال في وطننا العزيز , وكان الحليم والحكيم لأحوال مكونات العملية التربوية لأبعادها الثلاث (المناهج والمعلمين والطلاب) والتي أحوج ما نكون اليوم إلى إستنباط العبر من هؤلاء الرجال من خلال إقرار منهاج لدى وزارة التربية والتعليم (كإقتراح) تحت عنوان (سيرة رجال... تاريخ وضّاء) , فأبناؤنا الطلبة اليوم بحاجة إلى بناء الشخصية في كافة المراحل الدراسية بجانب المعرفة العلمية لا بالتلقين وحشو المعلومات التي تتبخر من ذهن طلابنا بمجرد الإنتهاء من الإمتحانات , ناهيك عن الإنفلات السلوكي الشائن , كما هو ملفت للنظر هذه الأيام , والذي أصبح ظاهرة لا تليق بمدارسنا وجامعاتنا وسمعة الأردنيين في وطننا , والذي رأس ماله الإنسان خُلقا وأخلاقاً ووفاء , ونستذكر هنا مقولة الملك الحسين طيب الله ثراه (الإنسان أغلى ما نملك).
 
وهل قادرون على أن نعيد للوطن الأعز بما يستحقه منا جميعاً ؟ , ومن هنا فلا بد من إعادة النظر بالشأن التربوي من حيث المناهج التربوية وهيبة المعلمين وصقل شخصية الطالب وبما يواكب العصر.
 
نعم إن وزارة التربية والتعليم معنية بتقدير الشخصيات الوطنية كما ذكرنا سالفاً أو بالوسيلة التي تراها مناسبة والإشارة لها بالبنان بما قدمت للوطن , ليكون نبراساً لمن يملك القرار ليسير على نهج أمثال أستاذنا فقيد العلم (أديب وهبه) , وإن الأوطان لا تبنى إلا بسواعد الأوفياء أمثال الفقيد الكبير رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وجزاه عنا خير الجزاء. ولا ننسى بأن وزارة التربية والتعليم أحسنت صنعاً بتسمية مدرسة أديب وهبه الثانوية في السلط في منطقة الخندق بإسم فقيدنا تخليداً لذكراه الطيبة وعرفاناً لعطائه وإبداعاته في مجال العلم والتعليم , وكيفية اختيار المعلمين , ومن هنا آن الأوان للاهتمام بتربية الأجيال تعليمياً وتربوياً وأخلاقياً , لما فيه رفعة وبناء الوطن , وأعتقد بأن الرسالة قد وصلت , ولكن هل من مجيب ؟.