الغد-هآرتس
بقلم: أسرة التحرير
يواصل الصندوق القومي لإسرائيل الكيرن كييمت مسيرة تعززه كلاعب أساس في مشروع الاستيطان، السلب والنهب للفلسطينيين في المناطق تمهيدا لضمهم المستقبلي. مثل باقي اللاعبين المستوطنين، يبدو أنه في نظر الصندوق القومي أيضا كل السبل مشروعة. وإن لم تكن مشروعة، فإنها تشرعن بأثر رجعي في المستقبل، بعد أن يكمل المستوطنون سيطرتهم على دولة إسرائيل.
في السنتين الأخيرتين، استثمر الصندوق القومي أربعة ملايين شيكل في مشروع لتأهيل الفتيان المتساقطين من المدرس ممن يسكنون في مزارع الرعي الاستيطانية في الضفة. الأموال التي كانت معدة لتمويل التأهيل المهني للفتيان تنقل الى منظمات وأجسام تشجع إقامة بؤر استيطانية غير قانونية.
وقال مصدر في الصندوق القومي لـ"هآرتس"، إن عدد المزارع المدعومة في الضفة في خطة "فتيان في أمل" للجهاز أكبر من عدد المزارع في النقب أو في الجليل.
في الماضي، كشف النقاب عن أن الصندوق القومي اشترى أراضي في الضفة، الأمر الذي تسبب بعاصفة في الجهاز. يخيل أن الصندوق استكمل منذئذ خروجه من الخزانة السياسية وأعلن عن نفسه كمستوطن بكل معنى الكلمة، ولم يتبق له غير أن يتبنى كل الممارسات البشعة التي يستخدمها المشروع الاستيطاني كي يدحر الفلسطينيين خارج أراضيهم ويحقق رؤية الضم والابرتهايد: "الحد الأقصى من الأرض، الحد الأدنى من الفلسطينيين".
في السنوات العشر الأخيرة، تحولت مزارع الرعيان الى نوع من البؤر الاستيطانية الأكثر انتشارا في الضفة. وحسب تقرير منظمة "ايرن نافوت" قبل سنة، نجح المستوطنون حتى ذلك الحين بالسيطرة على نحو 7 % من إجمالي المنطقة ج، من خلال 77 مزرعة رعاة، تمتد على نحو 240 ألف دونم.
حتى لو كانت المزارع تعرف كغير قانونية وتوجد ضدها أوامر هدم -فهذه لا تفرض بسبب سياسة الإدارة المدنية، وزارة الدفاع ورئيس الوزراء. وعلى أي حال، فهذه ليست سوى مسألة وقت الى أن تشرعن قانونيا وبالتأكيد حين يسيطر على الإدارة المدنية بتسلئيل سموتريتش.
"خطة "فتيان في أمل" لدى الصندوق القومي تنفذ في بلدات المحيط الاجتماعي والجغرافي وكذا في المزارع في كل أرجاء البلاد"، كما أفاد الصندوق في تعقيبه. غير أن المناطق المحتلة ليست محيطا، و"المزارع" في المناطق توجد خارج البلاد.
من رده، يتبين أن الصندوق القومي غير مبال تجاه عدم قانونيتها. فقد أفاد بأن "الصندوق القومي شريك في النشاطات التربوية ولا يعنى بالحالة الرسمية للمزارع". عمليا، يشق الصندوق القومي طريق الفتيان في خطر بحيث يتحولون الى فتيان تلال.
مثل باقي المؤسسات القومية، فإن الصندوق القومي أيضا استكمل مهمته التاريخية مع قيام الدولة وكان جديرا بإغلاقه في حينه. الأمر صحيح اليوم أكثر بأضعاف حين يصبح صندوقا قوميا للاستيطان والضم.