Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Jan-2018

أبو مازن يفوت الفرص ويهاجم واشنطن - رؤوبين باركو

 

معاريف
 
الغد- حسب المثل العربي "المكتوب على الجبين لازم تراه العين"، هكذا هو المصير المحتوم للشخص (والأمة) الذي كتب له مسبقا على جبينه وعلى العين أن تراه. هذا ما قصده وزير الخارجية المتوفى آبا ايبان في الجملة الخالدة "الفلسطينيون لم يفوتوا في أي وقت فرصة تفويت الفرص".
خطاب أبو مازن في هذا الأسبوع أشار إلى توجه التحدي الفلسطيني للولايات المتحدة وإسرائيل، حسب الآيات القرآنية التي افتتح بها اجتماع المجلس المركزي لفتح في رام الله. في فريق التسخين كان رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون ورئيس لجنة المتابعة العليا لعرب إسرائيل محمد بركة.
في الخطابات المطولة أكد أبو مازن وجوقته على أن القدس هي عاصمة فلسطين الأبدية (الإسلامية والمسيحية) – وليس اليهودية – وأنها "مفتاح السلام والحرب"، حيث أن المدينة كانت بملكية الفلسطينيين منذ عهد الآباء والاجداد، ولم يكن للبريطانيين حق في منحها لليهود. في هجوم منفلت العقال على الولايات المتحدة وممثليها في الأمم المتحدة وفي إسرائيل دعا المتحدثون إلى أن تتم إعادة النظر في اتفاقات اوسلو والاعتراف بإسرائيل، وشدوا على أيدي "الاحتجاجات الشعبية بطرق سلمية"، ومجدوا الأسرى والشهداء الذين سقطوا من اجل فلسطين والقدس ودعوا إلى عودة اللاجئين.
محمد بركة، ممثل لجنة المتابعة العليا ورؤساء السلطات المحلية والقائمة المشتركة، تماهى مع النضال الفلسطيني ضد الفاشية والابرتهايد، التي في اطارها يشكل الـ 1.5 مليون عربي إسرائيلي في الداخل (لقب يتنكر للكيان الصهيوني) جذر وقاعدة. بدوره هاجم أبو مازن دولا عربية، وكذلك الوقاحة والابتزاز الأميركي، المخالفة للارادة الدولية، "الذين دعوا إلى صفقة القرن، لكنهم وجهوا صفعة للفلسطينيين". وحسب اقواله فإنهم بالاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل ورغبتهم في تصفية الاونروا فقد الأميركيون مكانتهم كوسطاء نزيهين، وأن الفلسطينيين سيلتقون معهم فقط كجزء من تشكيلة دولية.
بواسطة خريطة تمثل عدة مراحل عرضت على الحائط خلفه، استعرض أبو مازن كمزيف مهني للتاريخ – من برج الدكتوراة التي اشتراها من روسيا – تاريخ طويل وكاذب عن "فلسطين التاريخية"، التي تقلصت بسبب مؤامرات الأمم. لحن البجع الاخير لمنكر الكارثة "ربما لن اراكم مرة اخرى) تضمن أيضا الاطروحة التي تقول إنه لا صلة بين اليهود وفلسطين، وأن اليهود تم استخدامهم على مدى التاريخ كأداة في أيدي الامبريالية الغربية – بدءا من كرومويل في القرن السابع عشر ومرورا بنابليون وبلفور وترومان وانتهاء بتراجيديا الشعب الفلسطيني بدعم أميركا في 1948. حسب رأي أبو مازن، الفلسطينيون احفاد الكنعانيين هم اصحاب البلاد الذين تم وصفهم في القرآن على أنهم رجال الرباط الذين سيتم تجميعهم قبل الحرب لاحتلال البلاد.
أبو مازن الذي يقف على رأس نقابة التحريض ومشروع الإرهاب الاكبر في التاريخ دحض ادعاء الكونغرس بأن م.ت.ف هي منظمة إرهابية. هل هذا صحيح؟ نحن نلتزم بمحاربة الإرهاب، صرح الرئيس، وفي نفس الوقت قرر الاستمرار في الدفع للإرهابيين والسجناء والشهداء ودعا إلى انتفاضة مقاومة جماهيرية. الرئيس الفلسطيني وضع شروطا للمصالحة مع حماس، ووبخ الشخصية الرفيعة في حماس، محمود الزهار، على "لسانه الطويل" وعلى رفض حماس لفكرة "حكومة واحدة وسلاح واحد" في أيدي الفلسطينيين (سلاح؟ لماذا؟).
أبو مازن تعهد بأن لا يوافق الفلسطينيون على الاملاءات من أحد، وأنهم سيركزون على النضال السياسي، الذي يشمل انسحاب إسرائيل كعملية تقود إلى تنفيذ قرار الأمم المتحدة حسب الاجماع الفلسطيني من العام 1988: دولة فلسطينية في حدود 1967، تبادل قليل جدا للأراضي، وقف الاستيطان، القدس الشرقية كعاصمة لفلسطين وعودة اللاجئين حسب القرار 194 ومبادرة السلام العربية. هذا كان خطاب آخر رافض ويثير الاشمئزاز ويفوت الفرص.