Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    09-Aug-2019

ترامب ونحن عنصرية باسمنا

 الغد-يديعوت أحرونوت

 
ياعيل بتير
 
“متى ستعتذر عضوات الكونغرس من اليسار المتطرف لبلادنا، لشعب إسرائيل وللرئيس ايضا”، “جعلتن إسرائيل تشعر بأن الولايات المتحدة هجرتها”، “لماذا لا تعدن لتصلحن الاماكن التي جئتن منها، المحطمة تماما والمصابة بالجريمة”. هذه ثلاثة مقاطع فقط من تغريدات الرئيس الاميركي دونالد ترامب ضد “الوحدة”: أربع عضوات الكونغرس الديمقراطيات الهان عمر، رشيد طليب، الكسندريا اوكشيو كورتيز وآينا برسلي. منتخبات الجمهور، اللواتي يتشاركن كلهن في انهن، شابات، قويات، شعبيات في وسائل التواصل الاجتماعي، ولون جلدتهن ليس ابيضا.
فقد جعل ترامب اربعتهن – اثنتان منهن مسلمات، وثلاث من مواليد الولايات المتحدة – لوحة استهداف لسهام لسانه العنصرية، في طريقه الى إثارة حماسة قاعدة المصوتين له قبيل الانتخابات القريبة القادمة. ظاهرا، هذه مشكلة اميركية. اما عمليا، فقد جعلها ترامب مشكلتنا ايضا، لان هذه العنصرية ينشرها باسمنا نحن ايضا، مواطني اسرائيل. وهو يسعى، في صالح تحقيق اجندته السياسية لان يخلق تماثلا بين دعم دولة إسرائيل او الشعب في إسرائيل وبين الدعم لسياسته، رغم أن الامر ليس على هذا النحو: عضوات “الوحدة” وان كن في اقصى يسار الحزب الديمقراطي، لكنهن في معظمهن يمثلن فكرا ديمقراطيا أكثر فأكثر بموجبه يمكن للمرء أن يكون نقديا تجاه سياسة حكومة اسرائيل، وان يكون في نفس الوقت مع اسرائيل.
قبل بضعة اسابيع حطم ترامب رقما قياسيا آخر في عدم النزاهة السياسية، حين وصف في مهرجان انتخابي في شمال كارولاينا عمر بانها “لاسامية وتكره اسرائيل”، في ظل اصوات الجمهور الذي يستجيب له ويدعوه لان “يعيدها الى بلادها”. اي الى الصومال حيث ولدت وهاجرت منه وهي في عمر 14. بالضبط مثل 14 % من المواطنين الاميركيين الذين هاجروا الى الولايات المتحدة وفقا لفكرتها التأسيسية التي يمثلها تمثال الحرية. بالنسبة لملايين المواطنين الاميركيين الذين يؤمنون بهذه الفكرة، من ديمقراطيين وجمهوريين، كان هذا مشهدا منكرا.
تتسلل هذه المشاهد عميقا في المجتمع الاميركي وتجعلنا جميعا، رغم أنفنا، رصاصات اخرى في خزان الكراهية لترامب. والتماثل المطلق الذي يعمل عليه ترامب بينه وبين إسرائيل لعله يرفع بعض الحمرة الى وجناتنا في المدى القصير، ولكن من شأنه بالتوازي ان يكلف إسرائيل الدعم الجماهيري الاوسع. بنفس الشكل، فان الجمهور الذي يعارض حركة الـ “بي دي اس” في اميركا ايضا – مثل المنظمة التي يمثلها – لا يمكنه أن يسلم بقوانين تقضي بانه “من اجل” إسرائيل نقيد حرية تعبير محافل واناس رفضوا التعهد الا يقاطعوا منتجات من إسرائيل أو من المستوطنات.
وفقا لاستطلاع معهد “بيو” في نيسان (أبريل) الماضي، فإن 64 % من مواطني الولايات المتحدة يتبنون موقفا ايجابيا من الشعب الاسرائيلي – ولكن الاستطلاعات المختلفة تدل ايضا على تآكل في هذا المعطى، يرتبط بمحاولة خلق تماثل واضح بين إسرائيل وادارة ترامب وحكومة نتنياهو. محظور أن يحظى بالتأييد من الحزبين لإسرائيل وعطف الجمهور الاميركي على مذبح المصالح السياسية للرئيس او لرئيس الوزراء هذا او ذاك.
قريبا ستزور إسرائيل والسلطة الفلسطينية اثنتان من عضوات “الوحدة” عمر وطليب – التي هي ابنة لمهاجرين فلسطينيين. خير يفعل ممثلو إسرائيل اذا فهموا بأنه يكون من الصواب احيانا الانصات الى النقد – ولا سيما نقد عمر، التي تؤيد حل الدولتين – وعدم الانضمام الى صفوف الجوقة التي تساند وتصدع بتغريدات وتصريحات الرئيس الاميركي العنصرية.