Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    18-Mar-2019

قصائد لشاهين وكيوان تتأمل التاريخ وتنتصر للأنوثة
الدستور - عمر أبو الهيجاء
 
 
نظمت لجنة الشعر في رابطة الكتاب الأردنيين، مساء أول أمس، أمسية شعرية للشاعرين: سعد الدين شاهين وخليفة كيوان، وأدار مفرداتها الشاعر الدكتور  عبد الله أبو شميس رئيس لجنة الشعر وسط حضور من المثقفين والمهتمين.
القراءة الأولى استهلها الشاعر شاهين صاحب ديوان: «مراسيم لدخول آمن»، قرأ مجموعة من القصائد من مثل:»نزف بريء، كوليرا كوليرا..وثيقة امتعاض، اليوم أمر» قصائده ذهبت بعيدا لمعاينة ما يعتمل في النفس البشرية من جراحات وفوضى عارمة من القتل ودمار وشتات للأرواح، واقفا من خلال قصائده أيضا على تشظيات الذات ذات الشاعر والذات الإنسانية في معترك الحياة، فكان نزفه برئيا في تنقلاته ورحلة العمر وخراب المدن، فكانت رحلة عبر نوافذ التاريخ راصدا الكثير من المعاني العميقة على بوابة هذا التاريخ المكتظ بالأحداث وصولا إلى ما آلت إليه الأمور والأحوال والنكسات التي ما زلنا نعايشها من خراب عميم بلغة موحية ومعبرة تستقرىء دواخلنا جميعا وكما أنها تمعن بالموروث الديني والتاريخي ومادته بتجلياتها مسقطا ذلك على الواقع الذي نعيش.
يقول في قصيدته «نزف بريء»:»نزف على الأطلال  دون دم يراقُ/ ما جاء بي فرسٌ  هنا لأجوسَ بالمعنى ديارا كنتُ وارثُها/ ولا ركبت قوافيَّ المراكب دون لجتهِ/ وطار بي البراقُ/ هذي المنازل خرّ فيها ساجدا/ رهط ٌ تناسل منذ أول حاطبٍ في الأرض من أهلي/ وما درسوا على أطلالها سغبا ولا ظمأ/  ولكن الذي بين الحجارة ما تفسِّره المدائن/ حين يستشري على دميَ الشقاقُ/ كنا  نُسيِّرُ  للقوافل رحلتين الى دمشق  ونحتمي بقريش/ لا حدّ  يحولُ  ...ولا/ الطريق تُساجل الطراقَ مبتدأ القصائد حين يصفو  الاعتناقُ».
وفي قصيدة أخرى بعنوان «كوليرا كوليرا..وثيقة امتعاض» نقتطف منها:» كوليرا كوليرا/ مثلُ ليلٍ باردٍ تأتيك ُحمّى القول منتفضا/ وتلقي فوق رأسِك فكرتين/ وألف...آه/ في الفكرة الأولى دم ٌ لأخيك في الطرقات/ تمسحه بمنديلٍ توشحه الحبيبة باسمها/ وببيت شعر من قديم القول/ (وللأوطان في دم كل حر..)/ ثم تصمت... ثم تجهش../ ثم تلقي بالقصيدة داخل الأمعاء ممتعضا/ وتحسبه فقيدا أوشهيدا/ ثم تنغلق الشفاه/ في الفكرة الأخرى عدوك ملء سمعك/ يرشف الشاي المحلى بالقصائد/ والصراخ الأبجدي ونعنع العبرات/ ودمعة.
وفي قصيدته «اليوم أمر» التي استذكر فيها مقولة الشاعر امرىء القيس ومسقطا ذلك على ما آلت إليه الأوضاع في الشام يقول فيها:»حين كان اشتعال القصيدة في البحر/ يودي بلجته العاتية/ وكانت صخور المتوسط/ تلقف ما فاض عن سفن أجهضتها المياهُ العميقة / كانت دمشقُ العروسة / خلف شبابيكها العالية/ ترتخي للمجاز الذي يتقنه الشعراء/ فقط وحدهم يعشقون دمشق/ بلا  قاسيون».
إلى  ذلك قرأ الشاعر خليفة كيوان الذي قرأ غير قصيدة أمعنت كثير في الذات الشاعرة ، وكما أبحرت في طقوس المرأة بلغة لا تخلو من تجليات الروح العاشقة واحتراقاتها، فكان الشاعر يجتاحه الظمأ إلى معشوقته فكانت عظامه موقدا لنار فتنتها، وكما قرأ قصائد أخرى تفيض بدهشة القول الشعري وتقف على توجعات الروح والإنسان.
في احدى قصائده والتي أسماها «الضمأ»  يقول:»يجتاحني ظمأٌ / الى امرأةٍ / تخض دمي/ بروعتها/ وتوقد من عظامي/ نار فتنتها/ لتحرقني/ فمها انتباهٌ للندى/ ندم العصافير/ التي انتظرت/ سدى/ يدها مسيحٌ /  ناحلٌ/ تنساب من قلبي/ نبوته
قتغرقني». إلى أن يقول فيها:»يجتاحني ظمأٌ/ يجتاحني ظمأُ/ يجتاحني ظمأٌ/ لأصحاب مضوا/ يتقاسمون فتات روحي/ يعتلون صهيل نبضي/ ينتهون إلى عيوني/ بعد غمضي/ كلما مروا بإربد/ أرَّخت ضحكاتهم/ شجرا/ ونمنمةً/ على خد أسيلِ/ وهمو قناديلي/ من لي بليل غدي إذا انطفأوا/ يجتاحني ظمأُ/ يجتاحني ظمأُ».