Tuesday 16th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    30-Jan-2018

إلى إسماعيل هنية : ماذا تقصد وماذا تريد؟! - صالح القلاب

 الراي - غير معروف على وجه التحديد ما الذي قصده إسماعيل هنية عندما أطلق تصريحاً قبل نحو أسبوع قال فيه إن حركته، أي حركة «حماس»، لا تقبل قيام دولة فلسطينية على حساب الأردن ومصر وهذا في حقيقة الأمر قد أثار تساؤلات كثيرة فالقصد غامض والكلام حمّال أوجه وكان لا بد من إيضاحه إنْ من قبل هذه الحركة نفسها أو من قبل السلطة الوطنية الفلسطينية وعلى أساس أن أهل مكه أدرى بشعابها!!.

 
هذا الكلام خطير جداً وأخطر ما فيه أنه يُستشف منه وكأنه موجه للسلطة الوطنية الفلسطينية، المعترف بها من قبل الأمم المتحدة دولة تحت الإحتلال، وكأن هذه السلطة متورطة في السعي لإقامة الدولة التي تسعى لإقامتها على حساب الأردن، المملكة الأردنية الهاشمية، وعلى حساب جمهورية مصر العربية ويقيناً أن هذا مستبعد جداًّ لا بل هو غير صحيح وغير متوقع فالموقف الفلسطيني إن على الصعيد الشعبي وإن على الصعيد القيادي الرسمي واضح ومعروف وهو أن الدولة المنشودة مكانها الأراضي التي أحتلت في عام 1967) الضفة الغربية) وعاصمتها القدس الشرقية.
 
ربما أن ما قصده إسماعيل هنية بهذا التصريح الغريب والعجيب هو التحذير من الإستجابة لألاعيب الإسرائيليين التي تحدثوا فيها عن ضرورة إقتطاع جزءٍ من سيناء المصرية لتقوم فوقه بالإضافة لقطاع غزة الدولة الفلسطينية المنشودة والمعروف أن مصر التي لا يمكن أن تفرط بذرة رمل واحدة من ترابها الوطني على إستعداد لخوض مئة حرب جديدة لمنع هذا التوجه الذي لا يزال مجرد كلام في كلام ومجرد ألاعيب سياسية موجهة أساساً إلى المجتمع الدولي المؤيد لإقامة الدولة الفلسطينية المنشودة.
 
إن هذه هي المسألة الأولى أما المسألة الثانية المتعلقة بالأردن فهي أن إسماعيل هنية قال كلاماً غامضاً، ربما عن قصد أو عن غير قصد، يفهم منه إحتمالين هما: الأول دعوة السلطة الوطنية الفلسطينية، وبالطبع «فتح» ومنظمة التحرير، إلى التخلي عن الضفة الغربية ومن ضمنها القدس الشرقية وعودتها إلى ما كانت عليه قبل إحتلال عام 1967 وقبل قرار قمة الرباط العربية في عام 1974.. وأيضاً قبل فك الإرتباط في عام 1988.
 
إن هذا هو الإحتمال الأول أما الإحتمال الثاني فهو أن هنية يتهم السلطة الوطنية و»فتح» ومنظمة التحرير وباسم «حماس» بالسَّعْي سراًّ لإقامة الدولة الفلسطينية التي تسعى لإقامتها في الأردن، في الضفة الشرقية، وليس في الضفة الغربية على الأراضي التي إحتلها الإسرائيليون في حزيران (يونيو) عام 1967 ..وهذا لا يمكن فهمه إلا على أنه محاولة للإيقاع بين الأشقاء وأنه اصطياد في المياه العكرة وإنه دق أسافين الفتنة بين الشعب الأردني والشعب الفلسطيني.. ولذلك فإن المطلوب ورسمياًّ أن يوضح قائد حركة المقاومة الإسلامية ما الذي يقصده بهذا التصريح الذي أطلقه في مرحلة خطيرة لا تحتمل التأويلات.. فهل المقصود إثارة فتنة إن هي حدثت لا سمح االله، وهي لن تحدث إطلاقاً، فإنه لن يستفيد منها إلَّا بنيامين نتنياهو..ودولة الإحتلال الإسرائيلي.