Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    31-Mar-2020

الأديبة دلال عنبتاوي: أحمل شمعة وأبذر التفاؤل والأمل في النفوس

 الدستور– نضال برقان

«دردشة ثقافية»، ذات طابع نقدي للراهن والمعيش، نطل من خلالها على عوالم مبدعينا الأردنيين والعرب، ونتأمل جانبًا رؤاهم الخاصة لكثير من المفردات، والصغيرة منها والكبيرة، ونتجول في مشاغلهم الإبداعية، ونتعرف من خلالها إلى أبرز شجونهم وشؤونهم..
 
وفي هذه الدردشة نستضيف الأديبة الدكتورة دلال عنبتاوي*
 
* أبدأ من «كورونا»، ذلك الفايروس الذي راح يعصف بالعالم، بالناس، بالنظم السياسية والفكرية السائدة، بالكثير من العادات والتقاليد، ترى ما هي أبرز الأسئلة التي أثارتها في وجدانك تداعيات «كورونا»؟ 
 
- لعل من أبرز الأسئلة والذي يلح علي كل مطلع نهار: إلى أين نحن ذاهبون؟ وهل نحن في نفق مظلم لا بداية له ولا نهاية؟ ومن أهم الأسئلة التي واجهني بها هذا الفايروس: ما هو حجم التحدي الذي يواجهه العالم الآن في ظل هذا الفايروس؟
 
* تحديات جمّة تواجهها المجتمعات العربية، على الصعد كافة، ترى هل على المثقف أن يقوم بدور ما حيال مجتمعه؟ 
 
- في ظل هذه الظروف الصعبة والتي نعيشها دون معرفة منا بتفاصيلها أو حيثياتها فإن دور المثقف أن يحمل تلك الشمعة وأن لا يتشارك مع الآخرين في لعن الظلام بل إن من أهم واجباته أن يقرأ المشهد قراءة صحيحة دقيقة تساعد الآخرين على محاربة الظلام وبذر التفاؤل والأمل أقلها في نفوس من حوله. 
 
* وما طبيعة الدور الذي يمكن أن يقوم به في ظل النظم السياسية القائمة؟
 
- دور المثقف هنا يكاد يكون دورا معقدا جدا لأنه هو يعاني مما يعانيه الآخرون من حظر للتجول وابتعاد عن التماس الحقيقي مع المشهد كون الحالة التي نعيشها الآن بالغة الخطورة والتعقيد فهو الآخر تنتابه الهواجس وغياب الصدق والثقة بالنظم السياسية من حوله بل وبكل العالم لأن الوضع حرج ودقيق جدا ومازالت الصورة مشوشة وبلا ملامح لذلك يجب أن يتكامل دوره مع باقي مؤسسات المجتمع السياسية والاقتصادية وغيرها. 
 
* لم يزل سؤال التنوير واحدًا من أهم أسئلة الثقافة العربية، منذ أزيد من قرن، ترى هل استطاع المثقف العربي تقيم إجابة، أو شبة إجابة حتى، على ذلك السؤال؟
 
- المثقف التنويري برأيي مازال غائبا فهو يحكمه الموروث دون وعي منه ينصاع له أحيانا وأحيانا يتمرد عليه وتحكمه رؤيا ليست واضحة المعالم ممزق فيها بين ما كان ماض وبين حاضر مشوش ومستقبل يكاد في هذه اللحظة يعد مجهولا.
 
* في الوقت الذي نتأمل فيه بعض مرايا الثقافة العربية، ترى هل هي ثقافة حرّة؟ 
 
- لا أظن أنها حرة. 
 
* أم هل ثمّة هيمنة، أو أكثر، تمارس على هذه الثقافة؟
 
- هناك الكثير من الهيمنة التي تسيطر عليها وكما أشرت قبل قليل نحن مازلنا تحت هيمنة الموروث ومازال الماضي يحكمنا حتى أن البعض يذهب الى لصق الحاضر على الماضي للخروج من دوامة الخوف تارة ونفي تهمة التحدي والانفلات من عقال الماضي تارة أخرى.
 
* وإذا وجدت تلك الهيمنة، فما الذي تسعى لتحقيقه، أو ترسيخه ربما؟
 
- الفكر الجمعي والقمع ودائرة الماضي نحن لسنا أحرارا بل تابعين لأفكار وفكر قديم مع أن البعض سلك درب الحداثة إلا أنه وقف عاجزا أمامها ولم يستطع أن يأتي بشيء جديد. 
 
* لعل أحد الحلول الناجعة في سبيل إشاعة الثقافة والمعرفة بداية، وتأصيل دورهما تاليا في المجتمع، يتمثل بالاشتغال على البعد الاقتصادي لهما، (وهذه سبيل لتحريرهما من سطوة السلطة المانحة بطبيعة الحال)، وهي المعادلة التي لم تتبلور بعد في عالمنا العربي، ترى كيف تقرئين هذا المسألة؟ 
 
- البعد الاقتصادي بعد مهم جدا ولعل الجائحة التي يمر بها العالم الآن ستعمق هذا البعد وستلقي بظلاله على كل شيء من حولنا وربما تكون الثقافة أول المتضررين من الحالة الاقتصادية في العالم حين يعجز الإنسان عن تلبية احتياجاته الأسياسية فلن يكون قادرا على التعبير عن ذاته وعن افكاره وطموحاته وطموحات الآخرين وأمالهم من حوله وعن إنسانيته التي كسرها الجوع. 
 
* ثمّة تسارع كبير يشهده العالم، في كل لحظة ربما، على الصعيد التكنولوجيا والمعلومات، ترى هل أثّر ذلك على طقوسك الإبداعية في القراءة والكتابة؟
 
- نعم، أول تأثر كان أنني تحولت في قراءتي من الكتاب الورقي إلى تحميل الكتاب على جوجل من خلال تحميله (pdf ) وصار الآيباد بديلا عن الكتاب الذي كان يتنقل بين يدي من مكان لآخر وحل الهاتف النقال للحصول والتواصل مع مستجدات الأحداث مكان انتظار الصحيفة الورقية، ولقد تأثرت طقوس الكتابة والقراءة لدي كثيرا بهذا التحول.
 
 
 
* ماذا عن انشغالاتك الراهنة؟ ماذا تقرئين؟ ماذا تكتبين؟ 
 
- في بداية هذه الأحداث لم استطع أن أقرأ كتابا بل بقيت في حالة توتر ومتابعة لأحداث الشأن المحلي والعالمي وكيف سيواجه العالم هذه الجائحة القاسية وبدأت أتجه لسماع الموسيقى الصوفية وقراءات متفرقة لجلال الدين الرومي وتوجهت لسماع قصائد محمود درويش ع اليوتيوب ومحاضرات الدكتور يوسف زيدان حول الصوفية والفكر وإعادة قراءة التراث برؤية جديدة كل ذاك لأنني لم أكن أستطيع القراءة بتركيز في بداية الأزمة.. أما الآن فأنا أحاول أن أكتب عن هذه المرحلة ولو على شكل خواطر ونصوص نثرية أو ومضات تعبر عما نعانيه كبشر في هذه الظروف. 
 
أعكف الآن على قراءة رواية فردقان ليوسف زيدان وقراءة مخطوط لرواية لأحد الأصدقاء لعل هذا الوقت القاسي يمضي .
 
* في ظل هذه الأزمة أو الجائحة أو تسلط القوي على الضعيف ما رؤيتك للمشهد الآن وما أقرب الطروحات لعقلك الآن ؟ 
 
- في الحقيقة أنني شخصيا في حيرة من تحليل المشهد فيما يتعلق بهذه الجائحة وهذا الفايروس لكنني اسمع وأقرأ وأتابع وقد قرأت الكثير من السيناريوهات التي تحاول وضع اليد على هذا اللغز القاتل فالبعض يرى فيه المؤامرة على الإنسان إنسان هذا الزمن الذي ظل يركض حتى أنهكه الركض وأوقفته الكورونا وهناك من يرى فيه غضب من الله أنا شخصيا أرى أنه فيروس طور في مراكز الأبحاث وفلت عقاله فتطاير فانقلب السحر على الساحر والأن العالم بأسره يدفع ثمن ذاك التغول والاستهتار والظلم للإنسانية والبشرية جمعاء. أتمنى في هذه اللحظات أن يراجع العالم حساباته فيكف عن سباقات التسلح وتطوير ترسانة الأسلحة وتجفيف بؤر التوتر في العالم وإيقاف النزاعات والتوتر والحروب العسكرية والبيولوجية منها وصرف الأموال والجهود نحو البحث العلمي وتشييد صروح مراكز البحوث بما ينفع الإنسانية ويرد عنها الشر.
 
* دلال عنبتاوي تحمل شهادة الدكتوراه في الأدب والنقد، مهتمة في الوضع الثقافي، عضو هيئة إدارية في جمعية النقاد الأردنيين، رئيسة لجنة النقد في رابطة الكتاب الأردنيين، عضو اللجنة الثقافية في منتدى الرواد الكبار، لديها مجموعة من المؤلفات: «عتبات الغياب» نصوص نثرية، و»بدر شاكر السياب قراءة أخرى» و»المكان بين الرؤيا والتشكيل في شعر إبراهيم نصرالله»، في النقد، وتعكف الآن على إعداد الكتاب الثالث في النقد وهو مخطوط بعنوان «بين أروقة  النقد/ دراسات في القصة والرواية والشعر». لديها مخطوط بالانتظار لمجموعة من النصوص النثرية بعنوان «فرح مؤجل»، وكذلك مخطوط لقصص قصيرة جدا بعنوان «ملامح لوجوه عدة»، عملت في قطاع التربية والتعليم لمدة تزيد عن ثلاثين عاما في الأردن والإمارات وعملت محاضرة غير متفرغة في جامعات أردنية.