Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    01-Apr-2018

فاشِيّون صهايِنة.. مُنافِقون غربِيّون.. - محمد خروب

الراي -  تذكُرون اغنية ام كلثوم الشهيرة, التي انشدتها عشية عدوان حزيران 1967 وكتب كلماتها عبدالفتاح مصطفى التي تقول: سقط «النقاب» عن الوجوه الغادِرة وحقيقة الشيطان باتت سافِرة, إنّا فدائيون.. نفنى ولا نهون.. إنّا لمنتصرون. تكاد هذه الانشودة بالذات ان تلخِّص مشهد الصراع الفلسطيني الاسرائيلي, بعد سبعة عقود من النبكة ونصف قرن (أضف اليه سنة اخرى) على احتلال ما تبقّى من فلسطين التاريخية، لتظهر حقيقة المواقف التي طالما شابها الإلتباس وطغت عليها الفبركات الإعلامية والفهلوة السياسية والألاعيب الدبلوماسية, ودائماً في عقد الصفقات من تحت الطاولة, وسط شائعات وتسريبات وحقن إعلامي لا يتوقف, يرطن بضرورة الاستسلام لـ»النظريّة» التي تقول: ان «العين لا تقاوِم المخرز», وأن «النضال السلمي» هو الطريق لنيل الحقوق, وأن العمل المسلّح (الإرهاب في قواميسهم, التي ترطن بكل لغات الارض سوى.. اللغة العربية) لا يعدو كونه تشويهاً للقضية وإفلاساً في اساليب تسويقها وإقناع العالم بها, وان علينا الاعتماد على «التكاثُر» والرهان على «الرَحْم» الفلسطيني, الذي هو وحده الكفيل بإعادة اليهود الى وضع «الأقلِية» كما كانت حالهم عليه قبل النكبة.

لم تعد ثمة شكوك بأن «الوكلاء» هؤلاء قد فشلوا في مهمتهم, ولم تعد لديهم القدرة او الامكانات
للاستمرار في لعبة التضليل التي مارسوها طوال كل تلك الفترة. رغم ان معسكر الفاشيين الصهاينة
وأربابهم في الغرب الاستعماري ما يزالوا يراهِنون عليهم, لاستكمال دورهم المتواطئ وصولاً الى تمرير «صفقة القرن» وتصفية القضية الفلسطينية, وتحويل عبء اللجوء والتشريد والتهجير الفلسطيني الى مشكلة... عربيّة داخلية.
وإلاّ.. كيف يمكن تفسير كل هذه الفاشية الصهيونية التي اسقطت بنيرانها ستة عشر شهيداً فلسطينياً على حدود قطاع غزة, المنكوب والمفقّر والمحاصَر؟ مع ما يزيد على الف جريح (والحبل على الجرار).. فيما «يأسف» مندوبا واشنطن ولندن لأنّ موعد «اجتماع مجلس الامن تزامَن مع عيد الفصح اليهودي» ما حال دون حضور أي دبلوماسي اسرائيل للجلسة التي عُقدت على مستوى «مساعِدي» السفراء؟.
سفك كل هذا الدم الفلسطيني على يد الفاشية الصهيونية, لا يستدعي غير جلسة مُغلَقة (ليست علنية) وخصوصاً على مستوى مساعِدي السفراء, ومع ذلك فَشِل المساعدون هؤلاء في الاتفاق على بيان (مجرد بيان كلامي يُضاف الى اطنان البيانات والقرارات التي لم تجد طريقها الى التنفيذ).. في شأن المجزرة التي يرتكبها الفاشيون الصهاينة بحق اهالي قطاع غزة (والضفة الغربية), في إحيائهم السلمي لذكرى يوم الارض التي تحمل الرقم «42«؟.
مؤسف وباعث على الغضب, ان تحرّكاً فلسطينياً واسعاً وجماهيرياً وغير مسبوق في مستواه وآلياته
واساليبه وارتفاع منسوب الغضب لدى الجمهور الفلسطيني داخل فلسطين التاريخية وفي الشتات,
وخصوصاً انه سِلميٌّ بامتياز، يتم في أجواء من الانقسام وحملات الشيطنة والتخوين التي يمارسها «طرفا» الإنقسام فتح وحماس, المسؤولتان «وحدهما» عن إيصال القضية الفلسطينية الى هذه الحال, من اللامبالاة الدولية وبعض العربية والتي تجد تجلّياتها في استمرار الرهان على جهود ووعود الادارة الاميركية الحالية, التي أظهرَت بالقولِ والفعِل وخصوصاً في قراراتها.. الفوريِّة التنفيذ, انها اكثر صهيونية بل ويهودية (بالمعنى الديني وغير الديني) من عُتاة الصهاينِة, الذي يقول بعضهم حدود مناشدة «حاخامات» البيت الابيض و»صهايِنتِه»: انقذوا اسرائيل مِن نفسِها وانقِذونا مِن عناقِكم القاتل هذا».. بل ثمة منهم من كتب يوم اول من امس الجمعة يقول:»... الإحساس بأن الفلسطينيين هم مشكلة هامِشية طفيفة، غير مُثيرة للإهتمام وزائِدة.. هو إحساس عابِث.. هي مشكلة اسرائيلية داخلية؟, لن تتبخّر ولن تختفي. في منظومة القوى العملِية لا يمكن لإسرائيل ان تنتظر الى ان تُبلوِر لنا الولايات المتحدة خطة اخرى كي تتمكن من رفضها.. على اسرائيل – تقول كارولينا ليندسمان في هاآرتس 2018/3/30 – ان تُبادِر،..ان تصمِّم حدودها وخطوطها الحمراء, وان تُخفِّض إنجازات الإستيطان والصهيونية. هذا ليس لان المسيرة المُخطّط لها ستُفكِّك اسرائيل, بل هي مجرد مؤشِّر أولّي للتشكيك بالفرضيات الاساس التي تثبتَّت.. هنا». ختمَت.
أما اوري سيغال فقد كتب في «معاريف» في اليوم ذاته يقول: «.. كُلما نجَح الفلسطينيون في التمسّك بالكفاح غير العنيف, وروح المهاتما غاندي ونيلسون مانديلا ومارتن لوثر كينج، سينكشِف ميزان القوى الحقيقي بين الاسرائيليين والفلسطينيين, وينكشف ايضا عجز السلاح – مهما كان متطوِّراً – في الكفاح المسلح، التفوّق العسكري لإسرائيل سيكون في طالِحِها–اذ ان ليس القوي بل المُحِقّ هو الذي ينتصِر».
هذا بعض ما قاله ويقول صهاينة «أصلاء»، عبر دعواتهم التي لا تتوقّف لمنح اسرائيل «كل» ما تريد والإكتفاء فلسطينياً, بما يعرِضه الكيان الفاشي عليهم الآن, حتى لا يضطرّوا «الفلسطينيون..بالطبع» للمطالبة به
لاحِقاً (..) وعندها سيكون الاوان قد فات, كما يدعي انصار نظرية إنقاذ ما يمكن انقاذه.. الذين يحلو لهم الآن ان يُحيلونا على «مآلات» قرار التقسيم ومرحلة ما بعد عدوان 67 ودوماً في ما زعَم الإيهودان»..باراك وأُولمرت على عرفات ومن بعده عباس بالتوالي.
ألا لعنة االله عليهم.. والمجد للذين لم ييأسوا.. والخلود لكل دم زكي أُريق دفاعاً عن فلسطين وكل ارض عربية, في وجه أعتى هجّمة صهيوأميركية.
kharroub@jpf.com.jo