Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    09-Oct-2017

المعارضات السوريِّة: إفلاس وتيه - محمد خروب
 
الراي - باقتراب موعد اندلاع معركة ادلب الكبرى لتحريرها من ما تبقّى من ارهابيين, انضووا في معظمهم تحت راية جبهة فتح الشام/النصرة الذراع السوري لتنظيم القاعدة الارهابي، وفيما توشك معركة تحرير مدينة الميادين الاستراتيجية ومفتاح اغلاق الحدود السورية العراقية امام داعش، تبدو المعارضات السورية او ما تبقّى منها كهياكل سياسية هشّة وأُخرى ذات طابع عسكري, ولكن بلا وجود ميداني حقيقي,... وكأنها لم تستخلص دروس السنوات السبع الماضية وعِبرها, وما يزال الذين وُضِعوا على رأسها المظلات الإقليمية خصوصاً ما تزال مُتوفِرة, وان رهط الداعمين والاصدقاء المزعومين ما زالوا يحوزون «اوراقاً» ونفوذأً وادواراً تسمح لهم بمواصلة تدمير سوريا وإسقاط دولتها.
 
ما باتت عليه المعارضات السورِّية من إفلاس وفقدان لكل مقومات المعارضة، اي امتلاكها الاوراق والحيثية القادرتان على تحقيق إنجاز ما على طاولة المفاوضات ام عبر الميدان، لا تسمحان لها بمواصلة الزعم انها قادرة على تعطيل او نسف العملية السياسية التي تشق طريقها بزخم, بعد ان لم يعُد لدى معسكر داعمي الارهاب من الارصدة, ما يعيق هذه العملية او يسمح بتعليقها.
 
ولهذا ايضا ودائما.. فان ما يدور في اوساط الهيكل المتصدِّع المُسمّى «إئتلاف قوى الثورة والمعارضة»، يؤشر الى ان زمرة رياض حجاب وبقايا الاسلامويين المتخفين تحت رايات ومُسميات ارهابية اخرى، يوشِكون على فقدان حضورهم ودورهم المُتراجِع بتسارع, وبخاصة بعد ان لم تعُد دول الجوار السوري التي احتضنتهم ، راغبة في مواصلة الرهان على الخيار العسكري, وتأتي عملية ادلب الكبرى كما تصريحات الوزير السعودي عادل الجبير, بأن بلاده تعمل على «توحيد المعارضة للانخراط في العملية السياسية», دليلان واضحان على التغيير الذي طرأ على مسار الازمة السورية, والذي لم يكن ليحدُث على هذا النحو الدراماتيكي, لولا ما انجزه الجيش السوري وحلفاؤه من تقدّم ميداني, أفشَل في شكل حاسم, كل الرهانات على «المُعارَضات» بشقيها السياسي وخصوصاً العسكري, فضلاً عما تمخّضت عنه قمة موسكو الاخيرة بين بوتين والملك السعودي.
 
تحضر هنا – بالمناسبة –الهلوسات التي ما زالت تحكم تفكير بعض اجنحة هذه المعارضات, وبخاصة التي تُوصَف بانها «الحكومة المؤقتة» , حيث اعلن «رئيسها» المغمور وغير المرئي (كما يجب التنويه) جواد ابو حطب: بان «80بالمئة من فصائل المعارَضة وافقت على انشاء (الجيش «الوطني» السوري) الذي هو حاجة مُلحّة، مشدداً – حفِظه الله – انه «لا يمكن للمعارضة ان تنتصر, إلاّ اذا اجتمعت تحت مظلة اركان واحدة.. وقرار واحد».
 
واستطرد الجنرال ابو حطب (يشغل ايضا منصب وزير الدفاع): «..ان جميع الفصائل لديها إحساس بضرورة الانتقال من العمل الفصائلي الى العمل ضمن جيش واحد من اجل مستقبل سوريا».
 
هذه بعض خزعبلات من صدّقوا ذات يوم انهم «مُعارَضة» وانهم اصحاب دور»حاسم» في سوريا الجديدة، التي وعدونا بانها باتت قاب قوسين من قيامها.. لكن ما هو اكثر اثارة للاستياء والدهشة, وإن في اطار الشفقة والغضب على هذه الدمى التي ارتضت لنفسها دور تدمير وطنها وتشريد شعبها وتحويل بلادها الى ساحة للفوضى والخراب وتدّخل كل من هبّ ودبّ من الباحثين عن ادوار تفوق امكانات وتاريخ دولِهم, صفرية المكان والإمكانات والتاريخ،... ما يبعث على الشفقة والغضب هي الاوهام التي ما تزال تسيطر على عقول اصحاب هذه المنصة وبخاصة الشروط التي يضعونها لِضَم منصة موسكو (بعد ان ضَمِنوا ربما منصة القاهرة) حيث يقول احد اعضاء المنصة، بعد ان تم تأجيل اجتماع المنصة الى 15 الجاري, بسبب جراحة أُجرِيت لرئيسها رياض حجاب» ان الخلافات بين منصة الرياض ومنصة موسكو تركّزت حول «ثلاث» مسائل اولها, انهم في الإئتلاف يعتبِرون المرجعية للعملية السياسية هي بيان (جنيف 1) فيما منصة موسكو تُصِر على اعتماد القرار 2254 كمرجع وحيد, اما الخلاف الثاني فهم في الإئتلاف يرون ان المرحلة الانتقالية يجب ان تعتمد دستوريا على إعلان دستوري، اما منصة موسكو فتصر على اعتماد دستور 2012 ولا مانع من ادخال بعض التعديلات عليه, وثالثا واخيراً... الإئتلاف يُطالب بوفد موحَّد ومرجعية واحدة, فيما منصة موسكو تطرح وفدا واحدا بمرجعيات متعددة – وهنا يقول احمد العسراوي عضو هيئة التنسيق.. «توَقّف الحوار».
 
هل ثمة شك بأن هؤلاء يعيشون في الماضي, وسط حال انكار غير مسبوقة, لا تليق بمن زَعَموا انهم يعارضون نظاما سياسيا قائماً, فيما يَبدون كمراهقين سياسيين لم ينسوا شيئا ولم يتعلموا شيئا؟ فكيف لهم بعد كل ما جرى, ان يتحدثوا عن (جنيف 1) الذي تجاوزه الزمن وذرَّرَته الميادين؟ ثم كيف يمكن لهم ان يحتكِروا تمثيل المعارضة بعد ان تأكد للجميع انهم مجرد دمى لا وزن لهم او قيمة في الداخل السوري؟
 
ثم مَن هو الذي يمكن ان يتماثل معهم في «رؤيتهم» السياسية, اذا كان المطلوب من منصتي القاهرة وموسكو, ان تُقادا من مجموعة تنقلت بين اكثر من «حاضن» إقليمي, دون اي اشارة على استقلالية او حرص على مصالح السوريين, مثل حرصها على الخنوع لرغبات ومصالِح المُمولين والمانِحين والرُعاة.. والأسياد؟
 
واي معارضة هذه, عندما تلهَج كل «أجنحتها» بشعار واحد, وتُمجِّد قراءة واحدة؟ فأين هي التعددية؟ واين هو الاختلاف في الرأي والرؤى والقراءات؟ أليس كل ذلك دليل إفلاس وهشاشة, وخصوصاً تيه وانعدام وزن... وغياب الحِكمة؟.
 
kharroub@jpf.com.jo