Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    12-Oct-2019

مخاطر جسيمة تهدد الوجود العربي*عبدالحميد الهمشري

 الدستور-تدخلات إيران في العراق وسوريا واليمن ولبنان ،  وربما في الشمال الأفريقي، تركيا في الشمال السوري وليبيا ، الدولة العبرية في سوريا  والضفة الغربية خاصة في الأغوار الفلسطينية والقدس والمسجد الأقصى الذي يتعرض لحملة اقتحامات شرسة مبرمجة ومنظمة من تحت الأرض وفوق الأرض وعبر بواباته وسطحه ، تستهدف فرض وقائع جديدة من حوله وبداخله ومن فوقه ، الذي سيتحول من اقتحامات إلى التواجد المستمر في صحنه وباحاته بقيادة وزراء في الحكومة الصهيونية مدعم بتشريعات يصدرها كنيسته ، وهجمات منظمة على قطاع غزة المحاصر .

 ومصر هي الأخرى تتعرض لمؤامرة دولية على أمنها المائي من خلال سد النهضة الأثيوبي بدعم فني عبري لأثيوبيا وبرعاية غربية  ، هذا السد في حال اكتماله سيحول مصر لبلد فقير مائياً وتصحر أجزاء كبيرة من مسار النهر مما يؤدي لإفقاره  ، والعبث بأمن سيناء المصرية ، وفي ليبيا فوضى عارمة لتعدد السيادات في أرجائها كل سيادة يتبناها طرف في صراع على مناطق النفوذ ، وفي تونس تدخل عبري في انتخاباتها  لوصول المرشح المدعوم من قبلها لتنفيذ أجنداتها من قبله ـ  وفرض وقائع جديدة على باقي العرب جراء انشغالهم بأنفسهم منذ حراكات الخريف العربي ، في الوقت الذي فيه إيران وتركيا تبنيان نفسيهما اقتصادياً وعسكرياً وتعززان مواقفهما السياسية وقدراتهما المالية..
مآسي الوطن العربي هذه تنطلق عبر مناطق التماس مع جيرانهم من غير العرب  واليهود ، بدعم صهيو أنجلو أمريكي ، فما يجري في العراق من مجازر تقوم بها المليشيات التابعة لإيران لقمع ثورة الشباب الجياع من مختلف مكوناته الشيعية السنية الكردية التركمانية الأشورية والأزيدية ، التفت جميعها كالجسد الواحد  لتحرير بلدهم من سطوة إيران وتركيا وإسقاط النهج التشرذمي الطائفي الذي صنعته رموز باعت نفسها لإيران وتركيا وللدولة العبرية ولمافيات السلب والنهب الإمبريالية، والبدء بتقسيم سوريا في ظل ضربات الناتو الممثل بروسيا ، وأمريكا وتركيا وحلفائها في الاتحاد الأوروبي والدولة العبرية ، وتدخلات إيران بالحرب الدولية الدائرة على الوطن السوري الغالي علينا جميعاً واليمن العربي،  وفرض مناطق عازلة تخدم الوجود التركي في الشمال السوري ، وهذا يشكل خطراً على الوجود العربي شرقاً وشمالاً وجنوباً وأفريقياً والذي يترنح بفعل هذه الضربات الممنهجة والمرتب لها خلف الكواليس وفي الدوائر المستديرة المغلقة والتي بدأ الإفصاح عنها للعلن بدليل ما لاقاه إعلان  الرئيس التركي رجب طيب أردوغان البدء بعمليات عسكرية من خلال  قواته «درع الفرات» داخل الحدود السورية من تأييد دولي حتى من واشنطن ،  والتي تستهدف بالدرجة الأولى أكراد سوريا ، لتغيير موازين القوة على الأرض وتأزيم الوضع بدرجة أكبر فيها ، فالعملية العسكرية التركية التي بدأت بالتوغل داخل الحدود السورية ولا يعلم الخطوط المرسومة لها ، اصطدمت بـ «قوات سورية الديمقراطية» وهي تمثل الأكراد في الشمال السوري والتي تكبدت خسائر  فادحة أدى لتراجعها أمام القوات التركية المسنودة بالتحالف الدولي ما يعني خلق منطقة عازلة على الحدود السورية التركية تخدم أهداف شرذمتها خدمة للعدو الصهيوني والكل يعلم ان السلطان العثماني سليم ما كان له أن ينتصر على المماليك لولا انحياز حكم كل من دمشق وحلب معه ضد المماليك.
المطلوب عربياً رص الصفوف ، والوقوف صفاً واحداً في وجه الطامعين ، فلا يهزم قوم يفرضون احترامهم على الغير ، ولا شروخ بينهم وبناؤهم السليم يحول دون اختراق صفوفهم.