Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    28-Jan-2019

علي البتيري: الحداثة الشعرية العربية ركزت على تغيير الشكل دون المضمون

 الدستور- عمر أبو الهيجاء

مازال الشاعر والكاتب علي البتيري يواصل اشتغاله على مشروعه الشعري بدأب واجتهاد عميقين، وضمن هذا السياق يأتي ديوانه الجديد «القدس ليست بعيدة»، بعد سبعة دواوين شعرية، إلى جانب عدد من الأعمال الشعرية الموجه للأطفال، وقد حازت أعماله الشعرية وقصائده على العديد من الجوائز بعد تلحينها. 
ويشكل ديوان «القدس ليست بعيدة» خطوة متقدمة في مسيرة الشاعر، كما يشكل نقلة نوعية في مواجهته للواقع العربي المتردي والمأزوم.
«الدستور» التقت الشاعر البتيري وحاورته حول ديوانه الجديد وحول تجربته الشعرية وقضايا أخرى في الشعر والنقد.
* في ديوانك «القدس ليست بعيدة» ثمة اشتغال على قضية مركزية وهي قضية القدس.. ماذا عن هذا الديوان؟
- في الديوان الجديد ملتزم في قصائدي بالهم الوطني والقومي، وبالقضية الفلسطينية وفي مقدمتها قضية القدس المحتلة، المدينة العربية المقدسة التي ما زالت تقف أمامنا بكامل جراحها وآلامها وهي تكابد التهويد والاستيطان ومصادر الهوية التاريخ، حيث أخص مدينتي التي أحب بثماني عشرة قصيدة من أصل خمس وثلاثين قصيدة ضمها الديوان تعبر عن صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته للاحتلال بكل اضطهاده وقمعه وحصاراته، وتستحضر بطولات وتضحيات هذا الشعب من خلال انتفاضاته ومواجهاته الباسلة للتهويد والاستيطان والمصادرة وبخاصة في القدس التي تواجه أبشع غزوة في التاريخ، وهذا ما يتمثل بالتزامي بالقضية وخاصة تصدير وإهداء الديوان، حيث جاء الإهداء إلى أرواح شهداء فلسطين وإلى أهالي القدس المرابطين حيث تم توظيف القصائد من أجل القدس والدعوة إلى نصرتها وإنقاذها وإعادة الهوية العربية الإسلامية لها ولأهلها الصامدين.
* في الديوان الجديد ثمة فسحة من الأمل، وفيه عودة للقصيدة العمودية. ما رأيك في ذلك؟
- أكيد، ورغم الشعور السائد بالإحباط وتضاؤل حجم الأمل مازال لدي الأمل، وهذا ما تجلّى في ديواني الأول محتفظا بشيء من الأمل في قصائدي دون أن يسمح للحزن أو اليأس أن يتسلل إليها ليحتل مساحات كبيرة وملحوظة فيها. هذا من ناحية المضامين والمعاني التي تم استحضارها، أما من الناحية الفنية وأعني بها شكل القصيدة ومبناها ففي «القدس ليست بعيدة» ثمة عودة إلى القصيدة العمودية، حيث تغلب هذه الصفة على معظم قصائد الديوان بعكس دواويني الشعرية السابقة باستثناء ديوان «أغنيات عاشق المطر» الذي فيه بعض القصائد العمودية الغنائية التي شاركت بها في مهرجانات غنائية محلية وعربية فحازت على عدة جوائز.
* هل نعتبر هذا الرجوع انتصارا للقصيدة البيتية الكلاسيكية أم رجوعا عن قصيدة التفعيلة الحديثة؟
- لي رأي في هذه المسألة، ليس مهما شكل القصيدة، وإنما نفسها الحديث والمعاصر، مع الأسف الحداثة الشعرية العربية ركزت على تغيير شكل ومفردات القصيدة المعاصرة دون التركيز على تحديث مضمونها لتوائم العصر الحديث، هناك قصائد بيتية ملتزمة بأوزان بحور الشعر وقوافيه عند بعض الشعراء تبدو أكثر حداثة من قصائد تفعيلة أو حتى قصائد نثرية عن البعض الآخر. شكل القصيدة لا يقف عائقا أمام الحداثة الشعرية عند الشاعر المتمكن، فالحداثة في الشعر ليست حداثة لفظية وشكلية وإنما هي حداثة معنى ومبنى معا. المهم ان لا نكون محكومين باللغة المعيارية الصارمة، إذا تخطينا اللغة التقليدية السائدة واستحضرنا المضمون المعبر عن روح العصر وتعقيداته فنحن شعراء محدثون.
* ابتعد ديوان «القدس ليست بعيدة» عن اللغة المألوفة السائدة والمباشرة، ما الذي أردته من ذلك؟
- على الرغم من المنبرية التي تغلب على طبيعة القصيدة العمودية، إلا أنني لم أتخل عن لغة المجاز والتأويل والرمزية الشفافة التي عرفت بها في دواويني السابقة، ولكني مع ذلك أكثر اعتناء باستحضار القارىء المتلقي والوصول إليه دون أن يكون ذلك على حساب المستوى الفني للقصيدة، وأحاول إخراج القصيدة من عزلتها، ورد الاعتبار لجماهيريتها باستعادة وجذب جمهورها إليها بعد أن تراجع وقل حضوره وتفاعله حيث أصبح بعض الشعراء في واد وجمهورهم في واد آخر.