Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    15-Apr-2018

سوريا..عقاب بلد لا نظام - فايز الفايز

الراي - الهجوم الذي نفذته متحركات بحرية وجوية أميركية وبريطانية وفرنسية فجر أمس السبت، وعشية مؤتمر القمة العربية،على مواقع عسكرية سورية، يذكرنا مرة أخرى بتحرك الرئيس بيل

كلنتون 1995 ليقود طيران شمال الأطلسي لتأديب القوات الصربية ومليشياتها في كوسوفو، بعد أن تجاوز عدد القتلى المسلمين هناك مائتي ألف إنسان، واليوم تشرق شمس جديدة على الرئيس الأميركي ليعلن عن الضربات الجوية لمعاقبة نظام الأسد وليس الأسد نفسه، لاستخدامه سلاحا كيميائيا ضد المدنيين، فماذا عن البراميل المتفجرة وملايين الهجمات ضد المدنيين وتدمير الأرض السورية لمواجهة الثورة ،فهل يسمح بهذا و يُهدد على تلك ، أليس القتل هو جريمة مهما كان أسلوب تنفيذها ؟!
نظام العقوبات العالمي شاذ جدا، فهو يُطبق حسب معايير خاصة ، يعاقب النظام السوري لأنه استخدم السلاح الكيميائي والغازات السامة ضد المدنيين، ولكنه لا يعاقب
النظام على سبع سنوات من حرب البراميل المتفجرة والقصف الجوي والبري ضد مدن التاريخ مثل حلب أو حمص وحماه و ادلب وموت اكثر من نصف مليون إنسان، في المقابل لا يعاقب نظام الحكم في إسرائيل التي يستخدم الفسفور والرصاص الحي والقصف المدفعي والجوي ضد المدنيين الفلسطينيين ، فهل الإنسانية مجزأة ، وهل العدل متشظٍ ، أم أنهم العرب فقط هم من يستحقون العقاب لا كوريا الشمالية أو إيران أو نظام بورما المتوحش ؟!
بالنسبة له يعتبر رئيس النظام السوري بشار الأسد أن استباحة سماء سوريا وتدمير البنية التحتية العلمية والعسكرية دون أي استئذان، يعتبرها إنتصارا وخدمة «للكيان الصهيوني والإمبريالية الإستعمارية» فيما الجيش الروسي استملك قواعد عسكرية كبيرة في حميمم وطرطوس وقواعد فرعية، والقوات الإيرانية منتشرة في كل مكان وتحت إبطها قوات حزب االله وكل الجماعات الإرهابية الأخرى ، ولم نسمع معارضة لأي مخطط استعماري ينوي الروس والإيرانيون أن يثبتوه على أرض الواقع ، وهذا هو واقع النظام العربي الذي يحتمي بالقوى الأجنبية لحمايته من أعدائه المفترضين.
الهجوم الثلاثي لم يكن أكثر من « مناورة عسكرية بالذخيرة الحية» كان الجميع على علم بها، فروسيا تم تحييدها، والأهداف الإيرانية وحزب االله تم التراجع عن إستهدافها، ومطارات المزة والضمير تم إخلاؤها، والمعامل الكيميائية في جنوب دمشق لم تصب بأضرار كبيرة ، فيما معامل برزا شرق دمشق لم تكن أكبر أو أهم من مدينة البحوث المحيطة بقاعدة «تي فور» قرب تدمر، والتي دمرتها صواريخ إسرائيلية واستهدفت منظومة طيران إيرانية موجهه ، فهل ستحل الغارات العقدة السورية ، بالطبع لا ، فالعقاب سيقع على سورياالوطن والأرض ، أما النظام فهو العقوبة وليس المعاقب.
 من النادر أن تجد مواطنا عربيا يؤيد عاطفيا أي هجوم عسكري ضد بلد عربي، ولكن يا للأسف فسياسة العواطف التي تتملكنا نحن العرب لا يمكنها منع أي حرب علينا ولا يمكنها صنع أي واقع محترم للسياسات الحكومية العربية يمكنّها من مواجهة أي قوة أجنبية أو مقاومة السيطرة الأجنبية على بلادنا، وما كانت الضربات الخاطفة التي نفذتها ثلاثية واشنطن لندن باريس في سوريا أمس ،إلا دليل جديد على أن بعض القيادات العربية لا تتعلم من دروس الماضي وتعيش حالة نكران.
الهجوم الذي دمرّ مستودعات عسكرية، ودمرّالمدمرّ على الأرض المحروقة و استهدف بؤرا حساسة، سوف يتكرر في أي وقت إذا بقي النظام يحارب الشعب بقوات أجنبية وباسلحة فتاكة، فالغوطة الشرقية تم  تهجيرغالبية أهلها الى الشمال واستبدال مستعمرين جدد مكان أهل الشام عملية مستمرة لإعادة تحصين عاصمة النظام ، ولا أفق جديد لأي حل مهما عقد من مؤتمرات ما دام النظام يرسم خطوط الأرض بالدبابات،و النظام الإيراني وجد ساحة جديدة بعد العراق لمواجهة خصومه ، وفي النهاية فإن الشعب السوري هو الخاسر الأكبر لا الغرب أو الشرق ،، فكم بقي من عمر للرئيس الأسد.. الف عام ؟
Royal430@hotmail.com