Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    12-Dec-2017

استهَنّا بأنفسنا.. فاسْتهانَ الآخرون بنا؟ - ناديا هاشم العالول

 الراي - ونردد مع الجميع القدس لنا وعلى رأس أولوياتنا.. والحق لنا قد تبدو مجرد كلمات.. لكنها ليست بالجوفاء!

ويلفنا الحزن ويسدّ كل طريق.. ليلقينا بمحيط مظلم عميق.. لا يصله زورق ولا يمحوه رفيق.. خالعا من القلب
كل بهجة و كل فرحة.. وكيف لا؟ والأنين يصلنا من أحلى المدائن!
لبّيك يا قدس.. لبّيك.. سننزع العار ونلغي كل اعتذار.. كفانا القبول بسلام يسير عكس التيار.. قالبا كل
مقياس ومعيار.. فالسّلام المأمول هو السلام العادل.. لا تسليم فيه للحقوق.. ولا استسلام.. ولا ضرر فيه ولا ضرار.. هذا هو السلام
المطلوب!
وليس سلامهم الذي يتحدثون عنه ،فسلامهم لم نشهد من نتائجه سوى تسليم الأرض..لغير أصحاب الأرض.. سلام ارتفعت بظلاله
جدران العنصرية لتشقّ كل بيت و درب ومدرسة..عبر استسلام امتد عقودا.. استسلام.. خلعوا عنه ثوب السلام..فأيّ سلام هذا الذي
يتحدثون عنه ؟ سلام يطلب من الشاة ان تتنازل اكثر لقطيع الذئاب !
كلمات.. ولا نملك سوى الكلمات..فلندعمها بكل الأدوات.. فكرا.. قولا.. فعلا.. على كل صعيد ومحفل..كلمات تترجم حقنا عبر قانون وقرار
وحجر وبندقية ومقاطعة وسياسة واقتصاد ودبلوماسية عبر أبواب نبقيها كلها مفتوحة للتصدي لسلام لا يعرف بقلبه رحمة.. لسلام
يفتّت أساسات الأقصى.. سلام ينادي ببناء هيكلهم !
سلام يرتفع معه عويل ذئاب تتناهش اجسادنا خالطة دماءنا بدقيق القمح.. ليصنعوا منه خبزهم التلمودي..فيا قدسنا.. هذا هو عشاء
الذئاب.. وليل الذئاب وعصر الذئاب!
الآن..آن الأوان لأن يتم توحيد الرأي الرسمي مع الرأي الشعبي جامعين بين الدبلوماسية والهبّة الشعبية ، فقد شبعنا كلاما عن السلام
حتى التُّخمة..فنحن نلتزم بالسّلام والطرف الآخر لا يلتزم به بل يصول ويجول بسلام من نوع آخر ، سلام مزيّف ينتزع الحق من بين ايدينا ،
والمطلوب منا ان نظل صامتين لئلا نخرق عهود السلام ! ايّة مهزلة هذه والفيتو الأميركي يجول ويصول بأروقة هيئة الأمم ؟
سلام ؟ يا سلام ! على هكذا سلام !
سلام تقوم فيه اسرائيل بتهويد القدس الشرقية حين اصدرت عام 1967 قراراً بحل مجلس أمانة القدس والحاقها ببلدية القدس الغربية
، وتلاه هدم الحواجز بين شطري المدينة وفتح طريق الى حائط البراق « المبكى « والمباشرة باعادة بناء الحي اليهودي القديم وتوسيع
مباني الجامعة العبرية في هداسا وربطه بالقدس الغربية و..و..
وأصدرت الحكومة الإسرائيلية سنة 68 قانون التنظيمات الادارية والقانونية ، والذي يشترط تسجيل الشركات والجمعيات والمهن حسب
القوانين الاسرائيلية واتخاذ مجموعة من الاجراءات الادارية في مجالات الترخيص والبناء ، وكذلك القيام بمجموعة عمليات من هدم البيوت
ومصادرة الأراضي مما أدى الى تهجير اعداد كبيرة من العرب الى خارج المدينة
وقد أقر الكنيست في سنة 1980 -القانون الاساسي للقدس والذي ينص على ( ) :
1 -القدس الكاملة والموحدة عاصمة اسرائيل.
2 -تكون القدس مكان اقامة رئيس الدولة ومقر الحكومة والكنيست والمحكمة العليا.
وبعام 1995 اعلنت اسرائيل ان القدس عاصمة لها ولكن لم يجرؤ اي رئيس اميركي على الاعتراف بذلك سوى ترمب الآن مغتنما لحظة
الضعف التي المت بالعالم العربي.
ناهيك عن استخفاف اسرائيل بالعرب والشرعية الدولية فصادرت اراضي الضفة الغربية لبناء المستوطنات رافعة بعدها جدار الفصل
العنصري..
ولهذا فالتنسيق بين الفلسطينيين والأردنيين على المستوى الشعبي والرسمي مطلوب ، ولنستمر بالمطالبة والاحتجاج لئلا ينسى
العالم او يعتقد باننا قبلنا بهذا الأمر الواقع ، فلنستعمل كل الأدوات المؤثرة للتأثير على القانون الدولي عبرالاحتجاج الى الجمعية
العامة التي لم تعترف اصلا بالقدس عاصمة لإسرائيل ، والمطالبة بتطبيق قرارات مجلس الأمن بمعاقبة اسرائيل وبخاصة لضربها بعرض
الحائط «اتفاقية جنيف» الصادرة 1949التي تمنع اية جهة محتلة بتغيير ديموغرافية البلاد التي تحتلها.. فما بال اسرائيل التي تبني
المستوطنات بالضفة الغربية وتنقل لها مستوطنيها وتشيد جدار العزل العنصري.. و.. و.. ولسان حالها يلهث لهاث الكلب المسعور:
هل من مزيد ؟
مبررا فعلته تارة بالدواعي الأمنية وتارة اخرى من اجل استخدامها كورقة رابحة بالمفاوضات او بالأحرى بالمساومات المقبلة لمزيد من
التركيع..رابطين احتلال الأرض والاستيطان بعقائدهم الغيبية واسطورتهم الدينية.. اما الآن وبعد مرور مائة عام على وعد بلفور تصبح
القدس عاصمة لهم؟
لا وألف لا !
فالاستهانة تولّد المهانة
فيا ارض الزيتون تكلمي.. ويا بيارة الليمون انتفضي.. ويا قيثارة اللحن المدفون اعزفي.. لقد هل الصباح الموعود.. فجبل الزيتون قد صحا
بعد غفوة منتفضا يقذف الجمرة تلو الجمرة.. فليس هناك رجعة اي رجعة.. عن استرجاع حق صادرته قوى الشّر عنْوة
hashem.nadia@gmail