Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    09-Oct-2017

عالم يضربه داء الانقسام!! - صالح القلاب
 
الراي - بالطبع إنها ليست مصادفة أنْ ينتقل «التشرذم» الذي فرضه الغرب على هذه المنطقة، وخاصة الوطن العربي، بعد مرور قرن كامل على «وعد بلفور» وعلى إتفاقيات «سايكس – بيكو»، إلى أوروبا، فالآن ها هو سيف الإنشطارات يضرب على العديد من الدول الأوروبية، وهكذا فإنه غير مستبعد أن تنتقل هذه العدوى إلى الولايات المتحدة إنْ ليس في هذه الألفية الثالثة ففي الألفية التي تليها..»ومنْ سرَّهُ زمنٌ ساءته أزمان»، والتاريخ لا يرحم وعندما تضعف قبضة دولة فإنها تصبح فريسةً لأمراضٍ كثيرة وتصبح هدفاً لكل طامعٍ و»متوسِّعٍ»، والمفترض أنَّ كل معنيٍّ عليه أن يأخذ العبر من التجارب التاريخية «والسعيد من إتّعظ بغيره والشقي من إتّعظ بنفسه»!!.
 
الآن وقد بدأ إنْحسار الإستعمار الغربي بالطريقة التقليدية – الإحتلالية فإن العديد من الدول التي شكّلت الظاهرة الإستعمارية بكل وحشيّتها في القرن العشرين وقبله أصبحت تعاني من وباء الإنشطار والتشرذم، ولعلَّ ما تعاني منه حتى بريطانيا العظمى التي غدت مهددة بأن تصبح ثلاث دولٍ أو أكثر ربما خلال سنوات النصف الأول من هذا القرن، ستعاني منه دولٌ أخرى كانت تشكل الوحوش التي إفْترست العديد من دول ما يدعى العالم الثالث، وهذا إنْ ليس دول هذا العالم كله.
 
الآن وبينما لا تزال إسبانيا دولة إستعمارية تحتل مدينتين مغربيتين هما: «سبتة» و»مليلة» فقد غدت مهددة بإنفصال «كاتالونيا» التي تعتبر أهم أقاليمها، والتي لها إمتدادٌ بنزعة إستقلالية ضاغطة داخل فرنسا، التي تعاني هي بدورها من أوجاعٍ كثيرة في هذا المجال، والمعروف أنَّ معظم دول الإتحاد الأوروبي الذي غادرته بريطانيا «مكتفية من الغنيمة بالإياب» تعاني من هذه الأوجاع الإنقسامية والإنشطارية، وبما في ذلك الدول الإسكنْدنافية وبعض دول ما كان يسمى دول أوروبا الشرقية التي كانت جزءاً من المنظومة الإشتراكية.
 
والمعروف أن إخوتنا الأكراد أو «الكرد» قد لجأوا إلى القفزة «الإستفتائية» غير الموفقة التي ثبت أنها لم تُدْرسْ الدراسة اللازمة الكافية، وحيث عارضتها معظم دول العالم، بإستثناء إسرائيل، بما فيها الولايات المتحدة وروسيا وكل الدول الأوروبية الفاعلة في الوقت الذي تفاقمت فيه مشكلة «كاتالونيا» وإزدادت القناعات بأنَّ سورية ذاهبة إلى التقسيم، وكذلك ليبيا التي كانت قد توسعت إسمياًّ عندما أصبح إسمها في عهد معمر القذافي: الجماهيرية الليبية العربية الإشتراكية العظمى، والتي كانت سعت لضمِّ أجزاءٍ من تشاد ومن تونس وبعض جزر المتوسط المجاورة.
 
وهكذا فيجب أن يكون معروفاً أنَّ شعار: «أمة عربية واحدة.. ذات رسالة خالدة»، الذي تغنّى بعضنا به وأنا من بين هؤلاء لم يعُدْ تطبيقه ممكناً بطريقة ما فهمناه في القرن الماضي قرن الأحلام الوردية والأحلام الكبيرة والتطلعات البعيدة، وأنَّ ما نحن بحاجة إليه هو: «كومون ويلث» جديد تستفيد منه الدول الغنية والفقيرة على حدٍّ سواء، وهنا فإنَّ المؤكد أنه لو أنَّ «جامعتنا» قد تأسست على هذا الأساس وبصدق وقناعة وإنطلاقاً من إستفادة الجميع الأغنياء والفقراء لكان للعرب الآن مكانهم تحت الشمس بدل هذه الحالة البائسة التي أقل ما يمكن أن يقال فيها أنها «مُهرْكلة»!!.