Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    04-Aug-2019

وقف النار في إدلب.. أثمّة «إستدارات» في الأُفُقْ؟ (1-2)*محمد خروب

 الراي-انتهت الجولة رقم «13» لمسار أستانا, الذي يبدو أنه تجاوز حال المُراوَحة والرهان على عامل الوقت التي تم انتهاجِها في الدورة «12» عند انعقادها نيسان الماضي, وأعقبها حال من التصعيد أوعزت اليها انقرة للمجموعات الارهابية, ما أسهم ضمن امور اخرى في جولة جديدة من الهجمات, أدت في النهاية الى توجيه ضربة قاصمة لمخططات الارهابيين. وإن كانت المجاميع تلك نجحَت نسبياً في شن هجمات مُضادّة حالت دون استكمال الجيش السوري هجومه, الهادِف كسر شوكة تلك المجموعات وقطع خطوط إمدادها, وخصوصاً إجبار الطرف التركي بما هو ضامن لمنطقة خفض?التصعيد, تنفيذ اتفاق سوتشي الذي وقّعه الرئيس التركي مع الرئيس الروسي في منتجع سوتشي يوم 17 أيلول الماضي, والذي قضى بتراجُع الارهابيين عن خطوط التماس مع الجيش السوري بين 15-20كم, وسحب الأسلحة الثقيلة والمتوسِطة, وإخلاء المنطقة منزوعة السلاح تلك من «كل» الجماعات الارهابية المتطرفة.

 
لم تلتزم انقرة – كما هو معروف – الإتفاق, ومضَت الى لعبة شراء الوقت. لكن الامور تبدو الآن وقد نضجَت, كي تقوم ــ ربما ــ بمراجعة عقابيل استمرارها في هذه اللعبة غير المُجدِية, بعد أن واصل الحليفان السوري والروسي توجيه الضربات الساحقة لمواقع الارهابيين, وإفشال محاولاتهم التي لم تتوقّف وبدعم لوجستي وميداني تركي, لاستعادة تلك المواقع التي وصلَ عددها الى «18» موقعاً, معظمها يندرج في خانة المَوقع الغستراتيجي, الذي ستنطلِق منه القوات السورية «البرِيّة» لاستكمال قضم المزيد من المناطق المحرّرة في إدلب وأرياف حماة وال?اذقية وحلب.
 
يدور الحديث الان, بعد الأجواء الإيجابية التي خلّفتها الجولة «13» من استانا, والتي انتهت لِلتّو في العاصمة الكازاخية نورسلطان، عن قرار وقف اطلاق النار الذي اعلنت دمشق التزامها به, رغم ان الأطراف الأخرى وهي هنا الجماعات الإرهابية وعلى رأسها هيئة تحرير الشام صاحبة السطوة والقرار في إدلب بالتنسيق مع انقرة, فضلاً عن الأخيرة التي واصلَت اشتراطها الموافَقة على وقف النار وبدء تطبيق تفاهمات سوتشي (بوتين - أردوغان), بعودة القوات السورِية الى مواقعها في أيّار الماضي. بمعنى قيامها بإخلاء ما حرّرته من مواقع (عددها 18) ?نذ ذلك التاريخ حتى الآن. وهو أمر ترفضه تماماً دمشق وخصوصاً موسكو, التي تقول إن الكرة باتت الآن في ملعب الإرهابيين, وعليهم وحدهم تقع مسؤولية ما يترتّب على مراوغتِهم (وتركيا) في تنفيذ اتفاق سوتشي.
 
تبدو الأجواء التي سادت جولة استانا الأخيرة مُشجِّعة على مواصلة الجهود المبذولة, لكسر حال المُراوَحة التي مَيَّزت مشهد العملية السياسية المُتعثِّرة, والتي أسهمت واشنطن في إحداث المزيد من التعثّر في مساراتها, كونها تُراهِن على إجبار دمشق تقديم تنازلات مُؤلمة, اذا ما أرادت الأخيرة تخفيف عمليات الحصار الاقتصادي والمالي التي تواصِل فرضَها على سوريا, من اجل «تغيير سلوكها» وليس إسقاط النظام كما تزعم واشنطن وتكذِب على الدوام.
 
.. للحديث صلة.