Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    02-Jan-2018

«شقلة سياسية» - احمد حسن الزعبي

 الراي - كلما أقدم على صيانة في منزله أو فكّر بإضافة غرفتين جديدتين على السطح ،قام بتوسيع مخازن صبره وحلمه على الصنايعية ، فهو يعرف مزاجيتهم في العمل ، ويحفظ عن ظهر قلب أعذارهم وغيابهم المتكرر عن «الورشة»..

بعد أن نزّل البكم «خشب الطوبار» ونزلت «الجكّات» و»المَلازم» وأكياس المسامير ، وقف أبو يحيى لليوم الثالث على التوالي على رأس عمله محاولاً أن يتجاوز مجاملة «معلم العمار» إلى الإفراط في دلاله لينجز له الأخير طوبار «قمط الشبابيك « قبل المنخفض..
إبريق شاي ثقيل محلّى بخمسة أكواب من السكّر بحيث لو سقطت نقطة منه على الأرض لتحوّلت إلى مشروع «حبّة عوّامة» لشدّة حلاوة المذاق ، وكيس كعك مسمسم على شكل حرف «s «يرافق الابريق في مراسيم الاستقبال.. قذف «صالح الأشقر» بعض ألواح الخشب فوق الدرج وطلب من أحد صبيانه تنظيف «المورينات» من المسامير القديمة..
أخذ « المعلم» كأس شاي وراح يمشي بين العمودين الافتراضيين، نظر بعين واحدة على استقامة الخط الفاصل بين العمودين ، ثم بدأ يقيس بالمتر المسافة، «قرمز» قليلاً ليتأكد من المسافة بالسنتيمتر ، أشاح أبو يحيى بوجهه عن المنظر المشين الظاهر أسفل عموده الفقري ،قام «صالح الأشقر» و رفع بنطاله و»كفت سترة الرياضة « من جديد،ربما «حُرجة» المسامير تثقل السروال فتسقطه عن الحد المسموح به ، بعد دقائق أحضر صالح الأشقر بربيش أبيض شفاف وضع به بعض الماء وطلب من «شغّيله» أن يوازن منسوب الماء في الخرطوم ، أمسك بالطرف الثاني وقفز ثلاث خطوات ثم «قرمز» من جديد..نظر أبو يحيى إلى «ستلايت»الجيران كنوع من غض البصر ، وقف «المعلّم» على استقامة الخط ونبّه شغيله ، «لما تـُركز الميّ ع الحفّة» قل لي «علّم» مشان اعلّم...هبّت رياح خفيفة تحرك البربيش ، فقام صالح الأشقر ورفع السروال والحرجة عن خصره ثم رمى البربيش من يده وقال للصبي المرافق: «خلص ضبّ البربيش» ، اخرج باكيت «جولد كوست» ودخن سيجارة..اقترب أبو يحيى منه: خير خالي ليش يضبّ البربيش؟.
• صالح بكل ثقة: بنفعش نوخذ «شقلة» اليوم فيه هوا..والخيط بلعب..
• أبو يحيى بطولة بال واسعة: قول وغيّر يا رجل..
• صالح الأشقر: هاظ اللي اجاك..
• أبو يحيى مسح وجهه بكفّه: والحل يا ابن الحلال؟
• المعلّم: نؤجلها يومين ثلاثة تا يخف الهوا..
• أبو يحيى: وإذا ما خفّش؟..
• المعلّم صالح: ما بنوخذش «شقلة».
• أبو يحيى: خالي..النواب موازنة عامة بأرقامها بطوابقها بسقفها..ساعتين كانوا مادّين الخيط ومخلصين «الشغلة»..وأنت صار لك أسبوع مش عارف توازن «الشقلة» ؟
• المعلّم: حجي العمار «بدّه ميزان وشقلة» ، السياسة لأ.. مدّ وامشِ..كمان االله يطول عمرك في فرق بين شغل «الشقلة» وشغل «الجنقلة»*.. وكلّه ع التشطيب ببيّن!!.
 
«الشقلة»: مصطلح معماري يطلق على ميزان العمار.
«الجنقلة»: الشغل او الكلام العشوائي الفوضوي غير المتقن!