Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    18-Feb-2018

نعم.. هناك مؤامرة!! - صالح القلاب

الراي -  بعد قرن كامل من رسم القوى الغربية المتنفذة لخريطة أو خرائط هذه المنطقة على أساس تقاسم الغنائم بين الدول المنتصرة في الحرب العالمية الأولى وأهمها بريطانيا وفرنسا فها هو الشرق الأوسط يمر بكل حالة عدم الإستقرار التي يمر بها الآن وبكل هذا التمزق والتشظي الذي قد يعني ظهور دويلات جديدة من المتوقع أن تكون معظمها إن ليس كلها طائفية ومذهبية وعرقية مما يشير إلى أننا بإنتظار أوضاع «متدهورة» أسوأ كثيراً مما نحن عليه الآن.

حتى الأمم المتحدة وحتى الدول الكبرى التي تدير هذه «اللعبة» القاتلة في الشرق الأوسط والمنطقة العربية كلها باتت على قناعة بأن سوريا مهددة بالتشظيوالإنقسام والتجزئة وهذا وللتذكير فقط هو ما قلناه بعدما أعلن نظام بشار الأسد عما سماه: «سورية المفيدة» وبعدما تحول هذا البلد العربي إلى ساحة للصراعات الدولية على نحو ما هو عليه الوضع الآن وعلى نحو ما يمكن أن تصبح هذه الإنشطارات المتلاحقة تمزقات «مايكروسكوبية» متناحرة وحيث يكون كل تمزق منها أو أكثر تابعاً لأحد الأقطاب الدولية الرئيسية.
وهذا في حقيقة الأمر ينطبق على العراق الذي تحتله إيران عسكرياًّ وسياسياًّ وإقتصاديا ومذهبيا.. وأيضا وجدانيا وينطبق على اليمن وعلى ليبيا.. وهو وفقاً لواقع الحال ينطبق على لبنان وعلى بعض الدول العربية المهددة بهذا الداء القاتل الذي هناك مخاوف فعلية من أن لا يوفر أحداً حتى بما في ذلك دولنا التي تضع رؤوسها على أرائك من ريش النعام.
وهنا ومع أنا عربٌ وكل الأوضاع العربية تهمنا وتأرقنا فإنه علينا هنا في الأردن أن نضع أيدينا على قلوبنا فحالنا كحال من يحاول السير على حبل مرتفع مشدود من الطرفين وبينما بتنا نعاني من كل هذه الألاعيب الصبيانية وكل هذا الإستهداف المقصود لهيبة الدولة الأردنية التي يجب أن يكون دون إستهداف هيبتها جز الحلاقيم.
إنه لا شك في أن هناك بعض الأخطاء وأن هناك إداءً رديئاً في عهد العديد من الحكومات السابقة واللاحقة لكن هذا يجب ألا يعني أن تكون المعالجة محاولات هدم «غوغائية» وعلى طريقة ذلك الأبله الذي حاول رتق تمزق في ثوب والده فغرس رأس سكينه أو «شبريته» في صدره وقتله.
وعليه يجب أن يعرف طيبوا القلوب أن بعض هذا الذي نراه ونسمعه ليس عشوائياً ولا من قبيل مجرد «التنفيس» عما تراكم في بعض الصدور.. نعم إن هناك مؤامرة تسعى لوضع بلدنا على خريطة كل هذا الذي يجري في سوريا وفي العراق وفي ليبيا.. وأيضاً في اليمن وهذا يفرض على كل واحد منّا أنْ يكون مقاتلاً في ممر «الماراثون» الأردني وأن لا تغمض عيناه حتى وهو نائم لحظة واحدة.. فمعظم الحرائق الهائلة تأتي من مستصغر الشرر.. ووطننا هذا الذي يقع في وسط حرائق هذه المنطقة يستحق ألا نسامح ولا نتسامح مع كل متطاول عليه وعلى هيبته!!.