منى أبوحمور

 

عمان- الغد-اختتم مهرجان الفيلم الوثائقي الأول الذي أقامته مؤسسة "إرث الأردن" تحت عنوان "100 عام على التحرير" فعالياته، أول من أمس، في متحف "حابس المجالي" بالتعاون مع أمانة عمان الكبرى.

وتخلل حفل الختام عرض فيلم "قدر المجالي"، قائد ثورة الكرك العام 1910؛ حيث تناول الفيلم الدور البطولي للمجالي خلال الثورة ودوره الكبير والمؤثر في الثورة العربية الكبرى.

وتناول المهرجان منذ انطلاقته في الثامن والعشرين من كانون الثاني (يناير) الماضي، مجموعة من الأفلام الوثائقية التي تناولت شخصيات أردنية عظيمة كان لها دور كبير ومهم في الثورة العربية الكبرى، أبطال الاستقلال.

وتعد هذه الأفلام، بحسب معاذ دهيشات، أحد القائمين على مهرجان الفيلم الوثائقي، بمثابة مجموعة من سلسلة أبحاث تاريخية للمرحلة التي سبقت الثورة العربية الكبرى، تروي سلسلة ثورات صغرى ومتوسطة بلغ عددها 36 ثورة خلال فترة الاحتلال العثماني توجت في النهاية بالثورة العربية الكبرى.

وجاءت الأفلام التي عرضت في المهرجان بعد عملية رصد لأبطال هذه الثورات وعمل أبحاث موثقة عنهم وعن دورهم البطولي في هذه الثورات، من خلال مادة متكاملة جمعها فريق بحث مؤسسة "إرث الأردن"، وتم عرضها على الموقع الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي الخاصة، وتم تحويله بالنهاية إلى أفلام تم عرضها خلال المهرجان.

ويجد الدهيسات، خطوة تحويل الأبحاث إلى أفلام، خطوة في غاية الأهمية، لاسيما وأن الناس يتأثرون بالمحتوى البصري أكثر، مؤكدا أنه ستكون هناك نسخة ثانية من المهرجان في الفترة المقبلة بعد الانتهاء من فترة البحث الجديدة.

في عرض خاص لأمين عمان، بدأ مهرجان أبطال الاستقلال "مائة عام على التحرير" عروضه، وافتتح بفيلم وثائقي خاص بالقائد عبد الحميد النعيمي الذي يعد من أهم الشخصيات الأردنية التاريخية المؤثرة التي كان لها دور حقيقي ومحوري في الثورة العربية الكبرى.

كما تناول المهرجان مجموعة من الأفلام التي روت بطولة قادة الأردن وأحرارها مثل القائد كليب الشريدة وصالح العوران والقائد حمد بن جازي وفواز بركات وإسماعيل الشوفي.

إلى ذلك، تم عرض فيلم "ملح البارود" الذي تحدث عن كيفية صناعة البارود وكيف كان الأردنيون في ذلك الوقت يقومون بتطويع الملح من مناجم الملح في الطفيلة في العمليات العسكرية واستخدموه في قتالهم ضد التحالف التركي الألماني النمساوي.

وكان للمرأة الأردنية دور ريادي ومفصلي في الثورة العربية الكبرى، بدا ذلك من خلال فيلم "مشخص وبندر" الذي يتحدث عن دور المرأة الأردنية وقيادتها لعمليات بيع الذهب في تسليح الثوار وتحريضهن على الاحتلال التركي وكيف بعد ذلك أصبحن مستهدفات من قبل قوات الاحتلال ومطاردته لهن وملاحقتهن حتى الشوبك، ومن ثم إلقاء القبض عليهن وقام بسجنهن، حيث ولد القائد حابس المجالي في سجون الاحتلال.

ومن جهة أخرى، تناول المهرجان أيضا عرضا لفيلم محمد المحيسن أحد قادة الثورة الفكرية؛ حيث يستعرض الفيلم قصة عودته من الولايات المتحدة الأميركية بعد أن أنشأ صحيفة يومية هناك وهروبه إلى فرنسا من قوات الاحتلال بعد أن تمت مطاردته بسبب مقالاته وكتاباته السياسية.

كما تناول فيلم المحيسن عودته مرة أخرى إلى الأردن بعد انتهاء الثورة العربية الكبرى وتأسيسه للتعليم في الأردن وقيادته لمرحلة التنوير بعد الثورة.

ويبدي القائمون على المهرجان استعدادهم لتقديم عروض خاصة لأي جهة أو مؤسسة ترغب بمشاهدة أي فيلم من أفلام المهرجان، لم يتسنّ لهم مشاهدتها خلال فترة المهرجان.

ويذكر أن مؤسسة "إرث الأردن" هي شركة غير ربحية أنشأتها مجموعة شباب مختصين ولديهم شغف بالإرث الأردني؛ حيث رأت النور في تموز (يوليو) 2014، للحفاظ على كل ما يتعلق بالماضي والتراث الأردني، الذي يشكل قيمة اجتماعية، ثقافية، جمالية أو تاريخية.

وتولي "إرث الأردن" تراث الأردن وتاريخه أهمية كبيرة، تكمن في اعتباره مصدرا اقتصاديا سياحيا، يمكن أن يثري المنتج السياحي لغير الأردنيين والأردنيين على حد سواء، مبينا أن الإرث إثراء إنساني والحفاظ عليه واجب لكي تحتفي به الأجيال المقبلة؛ حيث جاءت فكرة المهرجان كخطوة متميزة ومتقدمة وأكثر تأثيرا في الناس.