Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    30-Nov-2017

بيت السرد التونسي يدرس التداخل والتحولات بين السرد والشعر
الفرشيشي تؤكد وجود السرد في كل الفنون وفي المقال الصحفي وأشكال التعبير القديمة فهو حكايات الإنسان والشعوب بأساليب ولغات مختلفة
 
 
ميدل ايست أونلاين ـ انعقد "بيت السرد" في دار الثقافة ببن عروس/ تونس في موعده الشهري القار مؤخرا. تحت عنوان "السرد والشعر: التداخل والتحولات". وسمته المشرفة على بيت السرد الناقدة والقاصة هيام الفرشيشي بـ "شهرزاد الشاعرة". حيث وجهت الدعوة الى كاتبات تقاطعت أعمالهن السردية مع فن الشعر. وهن نجاة دهان عن روايتها "وطن بطعم البرتقال"، نجاة البكري عن كتابها الصادر حديثا عن دار مومنت بلندن "ولي خطوات في ارض فلسطين". وهيبة المهذبي عن كتابها "استدارة المعنى"، جهاد الجاني عن شريطها الوثائقي المهتم بالشاعر القيرواني الحصري والذي تهم بتصويره.
 
وقد واكب الجلسة وشارك في النقاش كل من الناقدة دلال الغربي والمخرج السينمائي علي العبيدي والشاعر عبدالله البلطي، والقاص والناقد احمد الحاجي، والشاعر خالد البكري وآخرون.
 
وفي ورقاتها النقدية قدمت هيام الفرشيشي تعريفا للسرد لغة واصطلاحا وطرق السرد وعدم اقتصاره على المكتوب، ووجوده في كل الفنون وفي المقال الصحفي وأشكال التعبير القديمة فهو حكايات الانسان والشعوب بأساليب ولغات مختلفة. وأتت على كل خصائص السرد وقالت انه استفاد من الشعر عبر اللغة الفنية الإيحائية ذات المدلولات المختلفة. وبينت أن لغة الشعر هي لغة حية تعبر عن الكينونة كما برهن ذلك هيدجر، تتحرر من الأشياء المألوفة وتستعيد الماضي السعيد للمبدع.
 
ووجدت في رواية "وطن بطعم البرتقال" لنجاة دهان لغة الحلم الملتصقة بفضاءات الذاكرة، والمرتبطة بخبرات حسية سعيدة وعبرت عن الشغف بأشياء طفولية مركونة في الزوايا القصية. مما غذى الطاقة المنتجة للتخيل الطفولي وتيقظه.
 
وفي كتاب نجاة البكري "ولي خطوات في ارض فلسطين" فقد تناولت هيام الفرشيشي فن كتابة المشهد الشعري المغموس بقدرة تحويل الصورة الواقعية الى رمز فني.
 
وفي "استدارة المعنى" لوهيبة المهذبي تناولت التأملات الشعرية ورنين الحكايات في نصوص متفردة تصور مذاقات الذات وتنطوي على صور شعرية مشبعة بالتجارب والحالات الخاصة وإدراك الحس والإحساس والتصور.
 
في حين تحدثت عن العين الشاعرة في "شريط الحصري" لجهاد الجاني واختيارها للقيروان المتميزة بجمالية المكان وتراكم التجارب الشعرية المعتقة، لتسرد من خلاله قصة المكان مع الشعر.
 
هذا وقد قرأت ريم القمري نصا قصصيا عنوانه "بيت جدي"، وأثار النقاش والنقد وتناول تيمة العمارة في تشكيل المعنى الشعري وتركيب خيالات الطفل وتعلقه بهذا الجانب الإحيائي في منافذ التصميم التقليدي الذي يمثل ملاذا للرؤية الشعرية (صحن الدار).
 
كما قرا الشاعر عبدالله البلطي بعض قصائده بصوت جوهري وقوي يسرد أجراس الحلم في فضاءات طبيعية تصغي الى موسيقى الكون وتنحت حكاياتها على تراب الوطن. وأدلى المخرج علي العبيدي بدلوه ووضع الصورة الشعرية في إطار الكاميرا التي تسرد المشاهد بمفردات قليلة.
 
وقد تميزت الجلسة بالنقاش الجاد في أجواء جادة وحميمية.