Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    09-Dec-2019

العلاقات الأردنية الإسرائيلية إلى أين؟*عوض الصقر

 الدستور

واضح أنّ العلاقات بين الأردنية الإسرائيلية تمُرّ في أسوأ مراحلها خاصة بعد تلويح رئيس الوزراء الإسرائيليّ المنتهية ولايته، بنيامين نتنياهو، بضم غور الأردن ومنطقة شمال البحر الميت، بالرغم من تحذيرات المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين له من خطورة الإقدام على هذه الخطوة التي قد تدفع الأردن إلى تجميد معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية بحسب ما ذكرته القناة الإسرائيلية 12.
كما أن هذا التصرف يشكل مخالفة صريحة لبنود المعاهدة، التي تنص على أنه لا يجوز اختراق الحدود الاقليمية، إضافة إلى أن ترسيم الحدود، محدد بوضوح في ملاحق المعاهدة.
وما يزيد الأمر سوءا وتعقيدا، هو تعهد نتنياهو بضم أراضي المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على المسجد الأقصى، وملف المياه الإقليمية والإجراءات الاستفزازية الإسرائيلية المتكررة مثل اعتبار الأردن وطنا بديلا، كل هذه الألاعيب تشكل جريمة حرب حقيقية غير معلنة على فلسطين والأردن في نفس الوقت.
لقد كان جلالة الملك عبد الله الثاني محقا في وضوحه عندما حذر  من تداعيات «كارثية مباشرة»، على العلاقات بين الأردن وإسرائيل في حال إعلان إسرائيل ضم الأغوار من الجهة الغربية لنهر الأردن الذي جففته إسرائيل من المياه تماما.
نتنياهو نفسه يدرك أن إعلان ضم مناطق الأغوار وشمال البحر الميت يشكل ضربة قاسية لمعاهدة السلام وللعلاقات الثنائية التي يصفها المحللون بأنها تمر بنفق مظلم خاصة بعد أن اعترف رئيس الشباك الإسرائيليّ نداف أرغمان بفشله لترتيب لقاءٍ بين نتنياهو وجلالة  الملك الذي رفض اللقاء  كتعبير عن رفضه لتصريحات نتنياهو الأخيرة، ناهيك عن المُفاوضات السريّة بين الكيان الإسرائيليّ ودول أخرى حول الوصاية على المُقدّسات الإسلاميّة في القدس المُحتلّة.
يجب على إسرائيل أن تدرك أن الأردن لن يقبل بفصل المسارين الأردني والفلسطيني عن بعضهمها البعض وأن الأردن معني بالضفة الغربية وبالقدس تحديدا، فهو صاحب الولاية الشرعية على المدينة المقدسة ومقدستها باعتراف ومساندة السلطة الفلسطينية والأمم المتحدة ودول العالم.
لقد عبر الأردن عن امتعاضه من الممارسات الإسرائيلية ووجه رسائل شديدة اللهجة لدولة الإحتلال بما فيها رفضه طلب تمديد استئجار أراضي الباقورة والغمر واستدعاء السفير الأردني في تل أبيب، ولعل محاكمة المتسلل الإسرائيلي بشكل علني شكلت رسالة واضحة بأن سياسة المهادنة لم تعد تجدي في التعامل مع إسرائيل.
لقد عمل الأردن على «عسكرة» هذا الامتعاض تجاه إسرائيل فأجرى مناورات عسكرية بحضور جلالة الملك ومسؤولين سياسيين وعسكريين كبار بإسم «سيوف الكرامة» على مقربة من الحدود المشتركة حيث وصل دوي المناورات إلى الداخل الاسرائيلي، وقد حملت هذه المناورات، بحسب المراقبين السياسيين، رسائل سياسية وعسكرية غاضبة من عمّان إلى تل أبيب، لتأكيد حقيقة دامغة وهي أن العبث بأمن الأردن وأرضه خط أحمر، ولا يمكن التساهل معه مهما كلف الثمن وبلغت التضحيات.
وبحسب التقارير السياسية المتواترة فإن إسرائيل تسعى لترتيب زيارة للرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين إلى عمّان لتخفيف حدة هذا التوتر المتصاعد بين البلدين، ولا ندري عما إذا كان هذا التوتر سيؤثر على صفقة الغاز والتعاون الأمني والاقتصادي المشترك، لننتظر ونرى، وإن غدا لناظره قريب.
فمشكلة الأردن ليست فقط مع سياسات نتنياهو، وإنما مع المجتمع الإسرائيلي كله بسبب انزياحه الخطير إلى اليمين المتطرف».
ورغم تصدع العلاقات السياسية بين عمّان وتل أبيب، يبقى السؤال المطروح هل ستؤثر هذه الرياح العاتية التي تعصف بعلاقات البلدين على ملفات اقتصادية وأمنية مهمة، هذا ما ستظهره قادم الأيام،  وإن غدا لناظره قريب.